«حل المشكلات من جوابات الأشياخ» موسوعة تتميز بجَوابات لأشياخ مختلفين مكان نسخ هذه النسخة من الموسوعة أضفى لها بعدا تاريخيا

إدريس باحامد القراري -

من الموسوعات الفقهية العمانية القيمة التي تكتنزها خزائن مكتبة السيد محمد موسوعة قيمة جدا موسومة بكتاب: حل المشكلات من جوابات الأشياخ وهذا ما وجدته في مقدمة نسخة من نسخ الموسوعة، تقع هذه الموسوعة في خزانة حرف الحاء، ويتوفر منها 4 نسخ أرقامها كالآتي: (193) (704) (1931) (1480)، وكلها نسخ قيمة من حيث مضمونها وتواريخ نسخها، وما تضمه من تقييدات فريدة رائعة سيأتي ذكرها تباعا بحول الله تعالى، جاءت هذه الموسوعة لتتناول مواضيع ليست بالغريبة في الواقع إلا أنها تناولتها بشيء التميُّزِ لكوْنِهَا جَوابات لأشياخ مختلفين وهم محمد بن عمر بن مداد، ومسعود بن رمضان بن سعيد، وخميس بن سعيد، وعبد الله بن محمد، جمع هذه الموسوعة فيما أحسب حل المشكلات في الفقه لعله الذي جمعه القاضي غّسان بن خميس النخلي وهذا ما وجدته مقيدا بخط السيد محمد في فهرس التقييدات، وسيأتي التحقق من هذا من خلال عرض النسخ والنساخ.

موضوعات هذه الموسوعة متنوعة ومختلفة، جاءت في حدود 38 بابا، أوَّلُ الأبواب: باب طلب العلم وأحكام الفتوى، ثم باب في توحيد الباري، ثم باب في الأرحام وردّ السَّلام، ثم باب في النجاسات والطهارات وما يتعلق بهما، ثم باب الصلاة وباب الزكاة، وباب الصيام، ثم باب الأيمان والنذور، وباب الحج، ثم أبواب القضاة، والجهاد، والأحكام المتعلقة بالأموال، ثم باب الشفع، وباب المساجد والمدارس، ثم غيرها من أبواب الفقه المتنوعة إلى أن يختتم الموسوعة بأبواب الفرائض وباب الذبائح، ولم يغفل باب الحقوق المتنوعة، وأبواب الرضاع وغيرها، بمعنى أبواب فقه الأسرة، فيمكن القول إن هذه الموسوعة جاءت لتشمل كل الأبواب الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات، بأسلوب ميسر، وتأليف بديع ميّزه النقل عن السادة العلماء، عدد النسخ الموجودة بالمكتبة (4 نسخ) وقد تقدّم ذكر أرقامها، وسنصف كل نسخة على حده، لما تكتنزه هذه النسخ من تقييدات قيّمة جدا سأذكرها بالتفصيل وفق الترقيم التصاعدي إن شاء الله تعالى، وسنخصص ثلاث حلقات لوصف لهذه الموسوعة؛ على النحو الآتي:

النسخة الأولى برقم: (193)

تقع هذه النسخة في 558 صفحة مع اعتبار الزيادات وإذا لم نعتبر الزيادات فإن عددها 554 صفحة فقط، مقاسها 20 سم طولا و15 سم عرضا، مكتوبة بخط النسخ المشرقي الواضح والمفهوم عموما مع أنه لم يكن متميزا، استخدم الناسخ الحبر الأسود وهو الغالب والأحمر خصصه لبعض التنميقات ورؤوس الأبواب وبعض الألفاظ كلفظ مسألة، ورق المخطوط بنيّ اللون، قديم متأثر بالرطوبة وغيرها كبعض السوائل. يظهر عليها القدم والتآكل على مستوى الحواف؛ خاصَّةً الصَّفَحَاتِ الأولى والأخيرة، نسخ هذه النسخة الشيخ علي بن عامر بن محمد بن سنان الجساسي نسبا والإباضي مذهبا، وذلك بتاريخ: عصر يوم الأحد وأربع ليال خلون من شهر جمادى الأولى سنة 1102هجرية، وذلك بحصن قريات، زمن الشيخ الأمجد بلعرب بن سلطان بن سيف اليعربي، وهذه ميزة مهمة جدا لهذه النسخة، والجدير بالذكر أني وجدت في خاتمة الكتاب وقبل الحرد قصيدة لعلها من المؤلف يذكر فيها تاريخ 1053هجري مشيرا إلى أنه زمن تمام الكتاب، فهل هذا هو تاريخ تأليف الكتاب الأمر الذي يحتاج إلى مزيد من التأكد دون الجزم بذلك، ويمكن للباحث الكريم مراجعة ذلك في الصفحة رقم: (551)، مما يميز هذه النسخة وجود هوامش عديدة، وبعضها ليست من الكتاب كما هو ظاهر في الصفحة رقم: (460، 478، 550)، وكثيرا ما نلاحظ إضافة كلمات سقطت من المتن وبحبر مختلف عن الحبر الأصلي، ومما شدّني أيضا ورود كلمة «معروض» على الهامش بين الفينة والأخرى، وهذا يدل على أن النسخة معروضة على أصلها فيما أحسب، ويتأكد هذا الأمر حينما نرى اختلاف حجم الخط بين الفينة والأخرى مع أن الخط كله واحد بل ومتقارب، الأمر الذي جعلني لا أشك في أن الناسخ هو من تقدّم ذكره، ومما تنبغي الإشارة وجود إضافات مهمة بعد حرد المتن، تتمثل في مجموعة مسائل في الطهارات وغيرها عن الشيخ أحمد بن مداد والشيخ أبي الحسن بن عبد السلام، ثم مواعظ مروية عن النبي عيسى عليه الصلاة والسَّلام، وبعض من هذه المواعظ مكتوب في الصفحات الأولى من المخطوط مع اختلاف واضح جدا في نوعية الورق.

ولو جئنا إلى التقييدات الواردة في هذه النسخة فهي ليست بالكثيرة مقارنة بباقي النسخ اللاحق ذكرها، ومن ذلك ما نجده بعد حرد المتن: «ولدت خديجة ليلة ثلاثة وعشرين من شهر جمادى الأولى من شهور سنة ثلاث سنين ومائة سنة وألف» (ص: 554). وفي الصفحات الأولى نقرأ تقييدا آخر مفاده: « هذا الكتاب من الكتب الموقوفة التي وقفها الشيخ عمر بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن عمر بن أحمد بن أبي علي بن معد، وشراؤه على يدي، وأنا الفقير إلى الله: صالح بن علي بن سالم بن محمد بن صالح بن محمد بن عمر بن سعيد أمعد كتبته بيدي سنة: 1183» وبعد هذا التقييد نقرأ مسألة غير مكتملة، مروية عن الشيخ أبي عبد الله.