1042842
1042842
العرب والعالم

القوات العراقية تقترب من حسم معركة «البلدة القديمة» في الموصل

21 يونيو 2017
21 يونيو 2017

«هيومن ووتش» تنتقد السلطات الكردية لتأخيرها نزوح المدنيين -

بغداد - «عمان» - جبار الربيعي - وكالات:-

اقتربت القوات العراقية المدعومة من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من حسم معركة البلدة القديمة لمدينة الموصل بعد اقترابها من دخول جامع النوري الكبير ومئذنته الحدباء الشهيرة الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي خلافته في العراق منتصف عام 2014.

وقالت خلية الإعلام الحربي، التابعة إلى قيادة العمليات المشتركة، أن «قطعات مكافحة الاٍرهاب والفرقة 16 تقدمت باتجاه حي الفاروق في ما قامت قطعات الشرطة الاتحادية بالتقدم باتجاه رأس الجادة و باب جديد».واشارت إلى ان «قطعات فرقة الرد السريع تقدمت ايضاً باتجاه حي الشفاء في حين طهرت الفرقة المدرعة التاسعة المناطق المحررة وتفتيشها»، مبينة أن «قطعات مكافحة الإرهاب قريبة حالياً عن جامع النوري بمسافة 200 متر» .وأضافت، إن «الفرقة السادسة عشر ألقت القبض على المذيع ومقدم البرامج في إذاعة البيان التابعة لعصابات داعش المدعو علاء سامي الخطيب في منطقة النبي يونس بعد بلاغ المواطنين عن مكان تواجده». وقال الميجر جنرال البريطاني روبرت جونز نائب قائد التحالف الدولي ضد داعش إن القوات العراقية تبعد نحو 300 متر عن الجامع.

في حين، قال مصدر في محافظة كركوك، إن «تنظيم داعش بدأ باستخدام الخيول والحمير للتنقل في مناطق التماس بقضاء الحويجة، 55 كم (جنوب غربي كركوك)»، مبيناً أن «استخدام التنظيم للخيول والحمير جاء لمنع استهداف عناصره وقيادته التي باتت تستهدف بشكل متكرر جنوب غربي المحافظة». ولجأ التنظيم الى هذه الحيلة لتعويض نقص التمويل وقلة المحروقات، وفقاً للمصدر.

في الأثناء، تمكنت القوات الامنية من قتل 20 انتحارياً من عناصر التنظيم المتطرف بعملية نوعية في منطقة السلام غربي مدينة تكريت.

وتوقع ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في العراق برونو جدو حصول تدفق كبير للنازحين من المدينة القديمة بغرب الموصل،

وقال جدو في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن «هناك عددا من المدنيين ما زالوا محاصرين في المدينة القديمة، ويتم استخدامهم أساسا كدروع بشرية.

لا أحد متأكد من عددهم ولكن يمكن أن يكون نحو مائة ألف وربما أكثر».

وأضاف جدو «نتوقع في نهاية المطاف أن نشهد تدفقا واسع النطاق من المدينة القديمة، ونحن الآن نواصل الاستعدادات لهذه الدفعة الأخيرة، إذا أمكنني القول، من النازحين من الموصل».

واعتبر جدو أن عملية الموصل هي «من أكبر الحروب الحضرية منذ الحرب العالمية الثانية، لذلك نحن نتحدث عن الوضع الذي ليس له مقارنة في التاريخ الحديث، ولذلك أيضا علينا أن نكون سريعين، أن نكون مرنين، لنكون على استعداد للتعامل مع ما لا يمكن التنبؤ به. كل يوم يدخل عنصر جديد المعادلة».

وأكد ممثل مفوضية اللاجئين أن الهدف هو «وضع مسألة حماية المدنيين في صلب العمليات العسكرية، ما زلنا ندعو إلى أن يتم، في المعارك، احترام مبادئ الاحتراز والتمييز والتناسب، للتأكد من أن حياة المدنيين وممتلكاتهم محمية إلى أقصى حد ممكن».

ولفت جدو إلى أن وضع سكان الموصل القديمة صعب للغاية، «يعلمون أنهم إذا حاولوا الفرار يواجهون خطر الموت، وإذا بقوا يواجهون خطر الموت، هذا خيار صعب للغاية». من جهتها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية أمس السلطات الكردية بإجبار النازحين من الموصل على الانتظار عند الحواجز الأمنية، وفي بعض الأحيان قرب خطوط الجبهة، ما يعرضهم للخطر.

وقالت المنظمة: إن عمليات التأخير التي استمرت لأسابيع أو أشهر في بعض الحالات، لم تزد من مصاعب المدنيين فقط، بل جعلت حياتهم عرضة للخطر.

وقالت نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه «عاشت هذه العائلات لسنوات في ظل الانتهاكات المروعة لداعش، وعانت شهورا من نقص الغذاء والماء والدواء، وخاطرت بحياتها في محاولة للوصول إلى الأمان».

واعتبرت فقيه أن «تأخير وصول الأشخاص الفارين من داعش إلى الأمان والحصول على المساعدة التي يحتاجونها عمل غير إنساني».

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إن قوات البشمركة الكردية في العراق كانت تحتجز المدنيين عند نقاط التفتيش بعدما فروا من مدينتي الحويجة وتلعفر اللتين يسيطر عليهما تنظيم داعش في شمال العراق، مشيرة إلى أن نقاط التفتيش في بعض الحالات كانت ضمن نطاق قصف المتطرفين. وأوضحت أن قوات البشمركة «أوقفت المدنيين لأيام أو أسابيع، وثلاثة أشهر في إحدى الحالات. في كثير من الحالات تركتهم عرضة لهجمات داعش بقذائف الهاون والعمليات الانتحارية، ودون غذاء ومساعدات هم بأمس الحاجة إليها».

ويعتمد الأكراد تدابير تفتيش دقيقة عند تخوم مناطق سيطرتهم في شمال العراق، ويقولون انهم يريدون التأكد من عدم تسلل عناصر من تنظيم داعش بين الفارين من الموصل. ويقول بعض النازحين إن إدارات المخيمات التي يتولاها أكراد يحتجزون سكان المخيم ولا يسمحون لهم بالانتقال إلى منطقة أخرى.