صحافة

تداعيات نتائج الانتخابات العامة

19 يونيو 2017
19 يونيو 2017

انطوت صفحة الانتخابات العامة البريطانية لكن نتائجها الكارثية على حزب المحافظين ورئيسة الوزراء تريزا ماي ما زالت تتفاعل في الأوساط السياسية وفي الشارع البريطاني، وما زالت تحتل مساحات كبيرة في تغطيات الصحف البريطانية.

صحيفة «التايمز» نشرت تحليلا قالت فيه: إن نتائج الانتخابات دفعت حزب المحافظين إلى الاعتقاد بأن «رئيس وزراء سيئ أفضل من عدم وجود رئيس وزراء من الحزب على الإطلاق»، في إشارة إلى فشل تريزا ماي في الانتخابات المبكرة التي دعت إليها للحصول على تفويض شعبي يساندها في مفاوضات البريكست. بينما استطاع غريمها زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربين من الاقتراب من عتبة داوننغ ستريت، ولم يحل دون انتزاعه لرئاسة الوزراء من ماي سوى المقاعد التي حصل عليها المحافظون في إسكتلندا.

وتوقعت الصحيفة أن محاولات حزب المحافظين البقاء في السلطة لن تمكنهم من الاستمرار لأكثر من شهور لا أعوام كما يطمح الحزب، فبريطانيا في ظل الظروف الحالية، لن تصمد طويلا تحت قيادة «بطة عرجاء» يكرهها أعضاء حزبها ورفض البريطانيون تأييد سياساتها، بحسب الصحيفة. وتضيف أن هدف الحزب في الوقت الحالي الابتعاد بأي طريقة عن خوض انتخابات جديدة في وقت قريب لتفادي خسارة ستكون فادحة، وبالتالي يتعين عليهم التمسك بتريزا ماي لأطول وقت ممكن.

وكانت صحف نهاية الأسبوع الماضي أشارت إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس يسعى إلى التقدم للتنافس على رئاسة الحزب والحكومة، وأن وزراء من خصوم ماي في الحزب يدفعونه لاتخاذ هذه الخطوة، ولكنه رفض ونقلت عنه صحيفة «صن اون صاندي» قوله: «على أولئك الداعين إلى تنحي ماي أن يضبطوا أنفسهم»، مضيفا أن الناخبين يريدون أن «تواصل الحكومة عملها».

وقال جونسون إن حملة تريزا ماي الانتخابية لم تكن موفقة، فرسائل المحافظين «لم تصل للناخبين ولم يتم فهمها». لكنه استدرك قائلا: «إن تيريزا ماي قادت حملة دفعت 13.7 مليون شخص للتصويت للمحافظين، في أكبر مجموع لعديد الناخبين للحزب منذ أيام مارغريت تاتشر .. وهذا إنجاز رائع ولأجله تستحق دعم حزبها وهي ستنال دعمي بالتأكيد».

وعن رأيه في التحالف المقترح مع الحزب الوحدوي الديمقراطي في أيرلندا الشمالية قال: إنه إجراء عملي قابل للتنفيذ، وإن الشعب البريطاني تلقى الكثير من الوعود» وحان الوقت الآن للتنفيذ- وتيريزا ماي هي الشخص المناسب لمواصلة هذا العمل الحيوي».

وما زال حزب المحافظين يواصل التفاوض مع الحزب الوحدوي الديمقراطي للحصول على دعمه لتشكيل حكومة ائتلافية. وبسبب هذا التأخير في تشكيل الائتلاف يقول حزب العمال: إن هذا التأخير يظهر أن الحكومة «في حالة فوضى».

وفي سياق آخر أفادت صحيفة «ديلى ميرور» أن جون ماكدونيل البرلماني البارز في حزب العمال المعارض دعا إلى نزول مليون شخص إلى الشوارع، بهدف إجبار الحكومة على إعادة إجراء الانتخابات البرلمانية، معتبرا أن ذلك سيجبر تريزا ماي على التنحي. وذكرت الصحيفة أن بعض الجماعات اليسارية تعتزم تنظيم احتجاج واسع في الأول من يوليو للضغط على رئيسة الحكومة تيريزا ماي.

وقالت صحيفة «الجارديان»: إن زعيم حزب العمال، جريمى كوربين أعرب عن أنه مستعد وقادر على وضع برنامج جدي يحظى بدعم كبير في هذا البلد»، رغم اعترافه بأن حزبه «لم يفز بالانتخابات». وأضاف في حواره مع أندرو مار في (BBC) أنه مستعد للتواصل مع النواب الذين انتقدوا قيادته، وأنه سيوسع نطاق حكومة الظل تحت قيادته. وقالت صحيفة «الاندبندانت» إن استطلاعا للرأي كشف أن الأسماء المرشحة لخلافة رئيسة الوزراء تريزا ماي في حال استقالتها أو إقالتها هم بوريس جونسون وديفيد ديفيس ومايكل جوف وأمبر رود وفيليب هاموند.