صحافة

التايمز : لا وجود لداعش بين أبناء سلطنة عمان

19 يونيو 2017
19 يونيو 2017

فيما ينخرط كثيرون من الاجانب من بلدان عدة حول العالم، من بينها دول عربية، في صفوف تنظيم (داعش)، فان سلطنة عمان لم يستطع التنظيم الارهابي تجنيد احدا من ابنائه. وحول هذا الموضوع كتب مايكل بنايون مقالاً في صحيفة «التايمز» تحت عنوان «لماذا لا يوجد لدى سلطنة عمان احد من أبناء ثوار داعش؟ ذكر فيه انه في الوقت الذي تكافح فيها بريطانيا الاعتداءات الارهابية في لندن ومانشستر، فان الضغوط تتزايد على قادة المسلمين في اوروبا والشرق الاوسط لاتخاذ اجراءات اكثر صرامة تجاه المتطرفين الاسلاميين الذين يحرضون الشباب المسلم على الانخراط في الاعمال الارهابية.

واشار الكاتب الى ان قطع العلاقات الديبلوماسية بين عدد من دول المنطقة في هذا الإطار.

وتطرق الكاتب الى النزاع المتزايد بين المذاهب الإسلامية، وعدم معرفة كيفية التعامل مع التطرف الذي تنتهجه داعش والقاعدة. مع التنديد بالاساليب الخبيثة للتنظيمات الارهابية في تجنيد ابناء المسلمين على الانترنيت، واعتراف حكومات دول الخليج بأن الدعايات الداعشية وجدت آذاناً صاغية وسط الشباب المسلم.

وذكر الكاتب ان سلطنة عمان التي يتبع غالبية سكانها المذهب الاباضي المتسامح، هي الوحيدة التي تجنبت السقوط أمام إغراءات التطرف، وسعت بهدوء وثقة إلى اتباع سياسة التسامح والتعددية الدينية، وتفضل اتباع سياسة هادئة في حل الخلافات بالعقل والمنطق بدلا من المواجهة.

وينقل الكاتب عن الشيخ كهلان الخروصي (36 عاما)، مساعد المفتي العام للسلطنة قوله: «ينبغي سؤال الذين لا يتسامحون عما حدث من اخطاء، فالدين يدعو إلى مبدأ: ان» تعيش وتدع الاخر يعيش». ويقول ان المتطرفين ينشرون رسائل غير موثقة بمرجعية دينية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وان القادة المسلمون التقليديون فقدوا مصداقيتهم لدى الشباب، وانه شخصيا حضر العديد من مؤتمرات الشباب نظمها الزعماء الدينيين لم يحضر فيها شباب وكان هو اصغر الحاضرين سنا، ولازال يرى نفس الوجوه على مدى عشرين عاما مضت، ولا يزال الأصغر سنا بين الحضور».

ويذكر الكاتب ان سلطنة عمان عمدت الى تكثيف الجهود الرامية الى جمع العلماء المسلمين مع الشباب في مؤتمرات تضم علماء من المذاهب المتنوعة. كما دعت المرأة للقيام بدور في المناقشات الدينية، وانشاء مكتب للاتصالات للتواصل مع الشباب وتقديم المشورة لهم فيما يتعلق بالحياة الاسرية والعلاقات الشخصية ودور الدين في مكان العمل.

ويخلص الكاتب في مقاله الى انه نتيجة لهذه السياسة العمانية الحكيمة لا يوجد عماني واحد انضم إلى جماعة متطرفة أو الى القتال في صفوف داعش.

كما لم تشهد السلطنة أي أعمال عنف إرهابية. والهدف، كما يقول الشيخ كهلان، ليس تصحيح الانحراف أو اجراء مراجعات، بقدر ما هو إعطاء الناس حصانة مبكرة ضد التطرف وثقة قوية في التسامح والاعتدال.

وختم الكاتب مقاله بقوله ان بلداناً عديدة في المنطقة بدأت تسير وفق النموذج العماني في التواصل مع الشباب لتشجيعهم على التسامح.