1033431
1033431
الاقتصادية

تغطية أكثر من 55% من محافظة مسقط بشبكات الألياف البصرية بنهاية العام

10 يونيو 2017
10 يونيو 2017

النطاق العريض يدخل 120 ألف وحدة سكنية -

العمانية: تسعى حكومة السلطنة لمواكبة التسارع العالمي في مجال الاتصالات الذي يعد بمثابة أحد الأعمدة الأساسية للتنمية وجلب الاستثمارات الخارجية لما يقوم به من دور أساسي في نمو وتطوير مختلف المجالات خاصة التجارية والصناعية.

وفي هذا الاطار عملت وزارة النقل والاتصالات بالاستعانة بأحد دور الخبرة على إعداد دراسة استراتيجية وطنية للنطاق العريض أقرها مجلس الوزراء في عام 2013م وتعتبر استراتيجية طموحة ومتوازنة في آن واحد، وروعي في إعدادها تمكين السلطنة من مواكبة التطورات العالمية في مجال تزويد واستخدام النطاق العريض من ناحية ودعم قوى السوق والاستثمارات من قبل المشغلين في مجال النطاق العريض وعدم الحلول محلهـا من جانب آخر، كما تم إنشاء شركة حكومية تحت اسم “الشركة العمانية للنطاق العريض” تـهدف الى توفير شبكة وطنية متكاملة تفي باحتياجات السلطنة.

وقال المهندس سعيد بن عبد الله المنذري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للنطاق العريض إن الشركة تسعى بخطى حثيثة إلى مد شبكات الألياف البصرية في كافة محافظات السلطنة وترقيتها وتوسيعها فضلاً عن تطوير التقنية المستخدمة مع تعزيز التكامل فيما بينها في إطار جهود الحكومة لتحفيز النمو الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف أن السلطنة تسعى الى تعظيم الاستفادة من النطاق العريض في زيادة الاقتصاد المعرفي والفاعلية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية وزيادة فرص العمل في تلك القطاعات وبالتالي المساهمة في زيادة الناتج الإجمالي المحلي مشيرا إلى أن الشركة منذ تأسيسها في يناير عام 2014 كشركة حكومية وهي تسعى الى تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض التي تهدف الى توفير شبكة متكاملة للنطاق العريض تفي باحتياجات السلطنة الحالية والمستقبلية من خلال استخدام الألياف البصرية أو أي تكنولوجيا أخرى مناسبة وتوفير تغطية واسعة فائقة السرعة لكافة المؤسسات العامة والخاصة وأكبر عدد ممكن من المنازل وبمستوى عالٍ وبأسعار معقولة.

وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء العمانية انه سيتم خلال العام الحالي 2017 تغطية أكثر من 55% من محافظة مسقط بشبكات الألياف البصرية حيث قامت الشركة حتى الآن بتغطية ما يقارب 120 ألف وحدة سكنية وبنهاية هذا العام ستغطي ما يقارب 200 ألف وحدة سكنية من اصل 350 ألف وحدة سكنية حسب الإحصائيات الرسمية التي تم الاعتماد عليها عند وضع الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض، ونسعى الى تغطية ما نسبته 85 % في محافظة مسقط بنهاية عام 2020 و30 % في المحافظات الأخرى بحيث تكون النسبة المتبقية خارج محافظة مسقط عن طريق تدعيم أبراج

المشغلين لقطاع الاتصالات لتوفير سرعات أعلى في النطاق العريض المتنقل أو عن طريق الأقمار الصناعية والشبكات اللاسلكية، مشيرا الى أن عدد المستخدمين الحاليين للشبكة يبلغ ما يقارب 25 ألف مستخدم وهو ما يعد إنجازًا للشركة والشركاء المشغلين لهذا القطاع.

وأكد ان توصيل خدمة النطاق العريض الى المناطق الريفية تحظى بأهمية كبيرة وأولوية في خطط الشركة التنفيذية تماشيا مع خطط وتوصيات الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض والتي تسعى إلى سد الفجوة المعرفية من خلال ربط تلك المناطق بشبكات النطاق العريض عبر الأقمار الاصطناعية أو أية حلول أخرى مناسبة، موضحًا ان الشركة تنظر الى حلول عدة عبر استخدام الشبكات اللاسلكية “بحيث نمد التغطية الى تلك المناطق لتحصل على الأقل على السرعات المطلوبة من الإنترنت، مشيرا الى نجاح التجربة التي أجريت مع الشركة العمانية لنقل الكهرباء التي تتمتع ببنية أساسية كفيلة بأن

تستخدم في تحقيق أهداف الحكومة لتوصيل خدمات النطاق العريض لمختلف أرجاء السلطنة.

وأضاف أن الشركة حاليا في المراحل الأخيرة من تحديد المواصفات الفنية للاستفادة من الألياف البصرية التابعة للشركة العمانية لنقل الكهرباء حيث تم إعداد كتيب بالمواصفات الفنية المطلوبة وتم الاتفاق عليه وسيساعد ذلك على الانتقال بشبكتنا الى خارج محافظة مسقط وخصوصا الى المناطق الريفية ومن المؤمل ان يتم في مطلع العام القادم 2018 البدء في استخدام هذه الشبكات لتغطية بعض المناطق الريفية. وقال إن الشركة بدأت خلال هذا العام بتفعيل شبكة الألياف البصرية فائقة السرعة في منطقتي الغبرة والعذيبة وسوف يتم تفعيل المناطق الأخرى تباعًا خلال الأشهر القادمة، وهي القرم وشاطئ القرم ومدينة الإعلام وروي و دارسيت ومطرح والمناطق المحيطة بها وهي تشكل الدفعة الثانية من المناطق في محافظة مسقط وذلك بعد أن تم تفعيل شبكة الألياف البصرية فائقة السرعة مطلع العام الماضي في كل من المعبيلة والخوض والحيل والموالح، مبينا ان الشركة بدأت في تنفيذ مشاريعها في المحافظات الأخرى كذلك في كل من صحار و صلالة والمصنعة ومدحا ومنطقة سمائل الصناعية وهناك مزيد من المناطق سيتم الإعلان عنها خلال الفترة القريبة القادمة حيث ان معظم المشاريع بتلك المناطق يتم تزويدها بخطوط الألياف البصرية بالتزامن مع مشاريع الخدمات الأخرى كالمياه والصرف الصحي والكهرباء.

وحول ربط جميع المؤسسات الحكومية في محافظة مسقط بخطوط ربط الألياف البصرية، قال المهندس سعيد بن عبدالله المنذري انه يتم تنفيذ المرحلة الأولى لشبكة الربط وهي تتمثل في ربط معظم الوزارات والهيئات بمحافظة مسقط، وقد تم الانتهاء من توصيل عدد من هذه المؤسسات من خلال ربطها بمركز البيانات الوطني ومركز البيانات البديل، وما زال العمل قائم لإتمام المواقع الأخرى التي تم الإعلان عنها مسبقا. وأضاف ان الشركة تسعى لجعل مسقط مدينة ذكية جاهزة سواء في الطرق أو الموانئ أو القطاعات الأخرى وبالتالي مبادرتنا هي تشجيع المستثمرين في التطبيقات الذكية من خارج السلطنة للاستثمار في هذا المجال.

وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للنطاق العريض تهدف إلى التغلب على عدد من العقبات في الوضع الراهن ومن بينها انخفاض نسبة الاشتراك في خدمة النطاق العريض الثابت وتباطؤ النمو فيها، وتوفير سبل الربط وإنشاء أبراج جديدة وارتفاع تكلفة النطاق العريض قياسا بالناتج المحلي الإجمالي للفرد مقارنة بدول المنطقة والعالم و أيضا محدودية المنافسة بين مشغلي خدمات النطاق العريض ذي التكلفة العالية لتوصيل الخدمة إلى المناطق الريفية التي تمثل 23 % من مجموع السكان. ووضعت مرتكزات تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنطاق في ثلاثة محاور رئيسية حيث يتضمن المحور الأول الذي يخضع لإشراف وزارة النقل والاتصالات وهيئة تنظيم الاتصالات بمراجعة الإطار التنظيمي للاتصالات ويعنى بمراجعة القوانين والإجراءات التنظيمية المتعلقة بتقديم خدمة النطاق العريض، حيث يشمل ذلك مجموعة من المبادرات مثل إعادة تنظيم التراخيص للتكيف مع الهيكلة الجديدة لسوق الاتصالات وتسهيل دخول مشغلين جدد لزيادة المنافسة ومراجعة القيود المفروضة على استخدام تقنية الصوت عبر بروتوكول الإنترنت وتنظيم عملية إدخال وتوفير خدمات النطاق العريض الثابتة بالجملة وتنظيم إنشاء قنوات للألياف البصرية والخدمات الأخرى في مشاريع البنية الأساسية وتنظيم إجراء تمديدات تخدم النطاق العريض عالي السرعة في المباني الجديدة مع توفير ما يتضمنه ذلك من وضع مواصفات قياسية لكابلات التوصيل.

ويخضع المحور الثاني حول تحفيز الطلب على النطاق العريض في السلطنة لتعاون عدد من المؤسسات الرئيسية مثل هيئة تقنية المعلومات والجهات الحكومية ذات الصلة بحيث تهدف إلى إيجاد برامج ومبادرات من أجل رفع الطلب على النطاق العريض عن طريق التكامل مع الخطط التنفيذية لبقية القطاعات في الرؤية المستقبلية (عمان 2040) ومتغيراتها مثل التكامل مع الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية وغيرها ، ومن بين تلك البرامج والمبادرات زيادة المعرفة الرقمية لتفعيل استخدام الإنترنت ذي النطاق العريض وجعل شبكة الإنترنت عريضة النطاق أكثر ملاءمة لحياة العمانيين من خلال المبادرات المتصلة بالثقافة العمانية، ووسائل الاتصال الاجتماعية والخدمات الإلكترونية وتعزيز الوعي الأمني في بيئة الإنترنت ذات النطاق العريض ودعم نظام المعاملات المالية عبر الإنترنت في السلطنة.

ويعنى المحور الثالث الذي يقع ضمن اختصاصات الشركة العمانية للنطاق العريض بتطوير البنية الأساسية للنطاق العريض وقيام الشركة بترقية وتوسيع شبكات البنية الأساسية للاتصالات ومد الألياف البصرية الى المواقع الحكومية ومباني الشركات والمنازل وتطوير التقنية المستخدمة مع تعزيز التكامل فيما بينها وتأجيرها إلى مزودي الخدمة الحاليين (عمانتل /‏‏ أوريدو) بأسعار تنافسية وجودة عالية.