عودة المومياء في ثوب جديد بطولة توم كروز وراسيل كرو

لوس أنجلوس - «د.ب.أ»: أصبح في حكم المعتاد ألا تتجاسر السينما الهوليوودية على كسر المعايير السائدة والصورة النمطية الراسخة خلال السنوات الأخيرة بشأن سلاسل أفلام الأكشن التي تحمل جرعات مكثفة من الإثارة والمغامرات ترفع معدلات الإدرينالين لدى المشاهد، مستنفدة كل السبل من أجل تحقيق ذلك والحفاظ عليه. ولهذا ليس من المستغرب أن يحمل بوستر فيلم يعتبر معالجة أكثر حداثة لنسخ قديمة من سلسلة أفلام «المومياء»، اسم اثنين من كبار نجوم الصف الأول مثل توم كروز وراسيل كرو، جنبًا إلى جنب مع النجمة الشابة ذات الأصول الجزائرية صوفيًا بوتلة، بعد تألقها في أفلام هوليوودية ضخمة مثل الجزء الأخير من سلسلة الخيال العلمي والفضاء «ستار تريك».

وبالفعل فقد حاول مخرج العمل، اليكس كورتزمان الذي سبق له إثبات جدارته مع أفلام أكشن وخيال علمي مثل «ستار تريك» و«سبايدر مان»، إجراء تعديل شامل على شكل وصيغة هذه المعالجة، خاصة وأنها أول جزء تقدمه «دارك يونيفرس» التابعة لاستديوهات يونيفرسال، والتي تنوي تقديم معالجات جديدة لأفلام رعب كلاسيكية مثل «فرنكنشين» و«الرجل الذئب» و«الرجل الخفي»، والذي تأكد قيام نجم قراصنة الكاريبي، جوني ديب بلعب بطولته، بالإضافة إلى «عروس فرنكنشتين». كما تأكد قيام الإسباني خابيير بارديم بتقديم دور فرنكنشتين، والذي سبق وأن رفض إعادة تقديم دور الدكتور جيكل في هذه النسخة من «المومياء».

في الوقت نفسه تعمل يونيفرسال في الوقت الراهن على تقديم معالجات جديدة من فيلم مصاصي الدماء «فان هلسنج»، وهو ما يؤهلها للدخول في منافسة مع مشروعات الأبطال الخارقين التي تقدمها مارفيل ودي سي كوميكس. ومن ثم من المتوقع أن يمتد هذا الخط المزدوج في هوليوود إلى أجل غير مسمى: مغامرات الأبطال الخارقين من ناحية وعالم الفنتازيا الخيالية من ناحية أخرى. يدخل توم كروز هذه التجربة معتمدا على خبرته الطويلة في عالم الأكشن، التي اكتسبها من خمسة أجزاء من سلسلة «المهمة المستحيلة»، وتجربته الفريدة مع عالم مصاصي الدماء الخيالي في فيلم «مقابلة مع مصاص الدماء»، بطولة براد بيت، أنطونيو بانديراس، وكريستيان سلاتر. وبرغم سنوات عمره الـ54، إلا أنه لا يزال محتفظًا بلياقته العالية وقدراته على الحركة أمام الكاميرا. يلعب كروز في «المومياء» دور نيك مورتون، وهي شخصية جديدة على جمهوره، من المتوقع أن تتحول إلى دور محوري في سلسلة أفلام «عالم الظلام» التي تخطط لها يونيفرسال، والتي أثارت الكثير من التوقعات على شبكات التواصل الاجتماعي، لدرجة أن البعض تساءل «هل يقدم كروز شخصية فان هلسنج؟». الطريف في الأمر أن برومو الفيلم المطروح على شبكة الإنترنت لا يسلط الكثير من الضوء على ملامح الشخصية التي يقدمها كروز في المومياء. لا يعرف فقط سوى أنه يتعرض للقتل في حادث طائرة مروع، ولكن يعود للحياة مرة أخرى بعد تجميد جسده في المشرحة.

نجمة الفيلم صوفيا بوتلة تجسد دور أميرة مصرية غامضة عثر على تابوتها مدفونًا في سرداب في أعماق الصحراء القاحلة، بعد أن حرمت ظلما من مستقبلها في عالمها، لتستيقظ في عالمنا، حاملة معها روح شر نبتت ونمت داخلها على مدار آلاف السنين، ورعب يتحدى قدرات العقل البشري على الاستيعاب. يتقرر نقل التابوت إلى لندن، ولكن المومياء بداخله تستيقظ في منتصف الرحلة لتبدأ عملية الانتقام.

بحسب موقع الفيلم تدور الأحداث بين الكثبان الرملية لصحراء الشرق المهيبة ببداوتها وبدائيتها البسيطة، وصولا إلى غموض متاهات لندن القاتمة المغرقة في الحداثة، ومع ذلك يحافظ الفيلم على إيقاع متوازن بين الفنتازيا الجامحة والمشاعر المتدفقة في تجربة خيالية تدشن مرحلة جديدة من عوالم الصراع بين الآلهة والوحوش.

تعهد كروز لجمهوره أن يكون الفيلم عميقا، وهو ما يمكن ملاحظته من كثافة الأحداث التي يجمعها برومو العمل، بدون التخلي عن جرعة من المرح كما هو المعتاد في مثل هذه النوعية من الأعمال لتخفيف من حدة مواقف الرعب والإثارة التي تتخلله. يقول كروز في مقابلة ضمن الحملة الترويجية للفيلم «الفيلم مليء بالمغامرات ولكنه مسل وطريف أيضا. قررنا اللعب على تنويعة مثيرة من الإيقاعات. إدراكا منه لجموح كروز، وسعيا لتجنب أية معوقات أمام سير العمل، قرر المخرج كورتزمان، ترك الحرية لنجم المهمة المستحيلة ليقدم الشخصية بعيدًا عن أي نوع من السيطرة أو التحكم، وذلك لكي يتمكن بالفعل من إكساب المعالجة الجديدة هوى مختلف عن الأجزاء الثلاثة السابقة التي قدمها برندان فراسر، ونقلها إلى أجواء أكثر حداثة لكي يجد الجمهور نفسه فيها. ويبقى الحكم في النهاية على نجاح المشروع، الذي يقدم فيه راسيل كرو شخصية دكتور جيكل المرعبة، لشباك التذاكر.