1030971
1030971
العرب والعالم

«قوات سوريا الديموقراطية» تدخل الرقة وتعلن معركتها «الكبرى» والتحالف يتوقعها طويلة وصعبة

06 يونيو 2017
06 يونيو 2017

شكوك حول انعقاد اجتماع أستانا في موعده -

دمشق – «عمان» – بسام جميدة – وكالات:-

دخلت (قوات سوريا الديموقراطية) أمس مدينة الرقة، معقل تنظيم (داعش) الأبرز في سوريا، وأعلنت «المعركة الكبرى لتحرير» المدينة بعد ثمانية أشهر على بدء العملية العسكرية الواسعة لاستعادتها.

واعتبر التحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي يدعم «قوات سوريا الديموقراطية»، تحالف فصائل كردية وعربية، إن السيطرة على الرقة ستشكل «ضربة حاسمة» للمتطرفين، مكررا في الوقت نفسه أن السيطرة النهائية على المدينة ستستغرق وقتا وستكون صعبة.

وتمكنت «قوات سوريا الديموقراطية» خلال الأسابيع الأخيرة وفي إطار حملة «غضب الفرات» التي تقوم بها، تطويق مدينة الرقة في شمال سوريا من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.

وقالت القيادية في «قوات سوريا الديموقراطية»: روجدا فلات لوكالة فرانس برس أمس: «دخلت قواتنا مدينة الرقة من الجهة الشرقية في حي المشلب». وتخوض القوات «الآن حرب شوارع داخل مدينة الرقة»، وفق فلات التي أكدت على أن تلك القوات «لديها تجربة وخبرة في حرب الشوارع». وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «سيطرة قوات سوريا الديموقراطية على حاجز المشلب ثم على عدد من المباني في الحي»، الذي يعد وفق قوله «المدخل الشرقي للمدينة». وأضاف عبد الرحمن «قوات سوريا الديموقراطية باتت الآن داخل مدينة الرقة». وقال عبد الرحمن إن تقدم القوات جاء بعد «قصف كثيف للتحالف الدولي» بقيادة واشنطن. ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن قوات سوريا الديموقراطية بالغارات الجوية أو التسليح أو المستشارين العسكريين على الأرض.

واعتبر المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف تاونسند في بيان أن «معركة الرقة ستكون طويلة وصعبة لكن الهجوم سيشكل ضربة حاسمة لفكرة الخلافة المتمثلة» بتنظيم داعش.

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية صباح أمس بدء معركة طرد المتطرفين من مدينة الرقة، في مؤتمر صحفي عقدته في قرية الحزيمة على بعد 17 كيلومترا شمال المدينة.

وتلا المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية طلال سلو بيانا جاء فيه «نعلن اليوم بدء المعركة الكبرى لتحرير مدينة الرقة، العاصمة المزعومة للإرهاب والإرهابيين». وكان سلو قال لفرانس برس من الحزيمة إن تلك القوات «بدأت هجوما على الرقة منذ البارحة ليلا من الجهات الشمالية والغربية والشرقية». وتابع إن تنظيم داعش «يقاوم للدفاع عن عاصمته»، مؤكدا أن الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي «من خلال الطيران والسلاح الحديث الذي قدمه لقواتنا في هذه المعركة سيؤدي الى انتزاع الرقة من داعش».

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة، وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للمتطرفين من الجهات الشمالية والشرقية والغربية. ولم يبق أمام المتطرفين في الرقة الواقعة على الضفاف الشمالية لنهر الفرات، سوى الفرار جنوبا عبر زوارق.

وأكد التحالف الدولي في بيانه أن قوات سوريا الديموقراطية «أثبتت نفسها» في معارك سابقة من منبج في شمال حلب الى الطبقة في ريف الرقة الغربي وغيرها من البلدات والقرى في شمال سوريا خلال العامين الماضية.

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية منذ تأسيسها في أكتوبر العام 2015 من طرد تنظيم داعش من مناطق واسعة في شمال سوريا بدعم من التحالف الدولي قبل إعلانها عن حملة «غضب الفرات».

ومع تقدم قوات سوريا الديموقراطية الى مدينة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل وقوع ضحايا مدنيين جراء غارات التحالف الدولي.

وقتل أمس الأول، وفق المرصد السوري، «21 مدنيا في قصف جوي للتحالف الدولي» خلال استعدادهم للفرار عبر عبور نهر الفرات الى ريف الرقة الجنوبي، الذي لا يزال تحت سيطرة داعش وفي غالبيته منطقة صحراوية.

وناشدت قوات سوريا الديموقراطية في بيانها أمس «أهالينا في مدينة الرقة الابتعاد عن مراكز العدو ومحاور الاشتباكات»، ودعتهم الى «مساندة قواتنا والتعاون معها لتنفيذ مهامها على أكمل وجه».

ودعت أيضا «شبان وشابات الرقة» الى الالتحاق بصفوفها «للمشاركة في تحرير مدينتهم». وفر آلاف المدنيين خلال الأشهر الأخيرة من مدينة الرقة والتحقوا بمناطق اكثر أمنا تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية.

في السياق، أفاد مصدر عسكري ل (عمان) أن سلاح الجو السوري استهدف تجمعات وأرتال تنظيم داعش في الفاسدة – جبل يتيمة – الهبا – جنوب شرق تدمر – المحطة الثالثة ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين وتدمير عربات بعضها مزود برشاشات وتحصينات ومستودعات أسلحة وذخيرة.

وفي دير الزور أحبط الجيش السوري وبدعم من الطيران ورمايات المدفعية هجوم مجموعات من تنظيم «داعش» باتجاه قطاع الاتصالات وباتجاه البانوراما وتلة الصنوف وتل بروك وتوقع أكثر من 50 قتيلا بين صفوفه، وساهم الطيران الحربي السوري بفعالية عالية في صد الهجمات الإرهابية على المحور الجنوبي للمدينة عبر تنفيذه عشرات الغارات الجوية على محاور تحرك وخطوط إمداد التنظيم التكفيري في محيط اللواء 137 ومفرق التيم وكوع الميادين ومحيط تلة الصنوف ومنعهم من تحقيق أي تقدم على الأرض وإجبارهم على الانكفاء إلى المناطق التي شنوا هجومهم منها. وفي درعا استهدف الطيران الحربي منطقة غرز بعدد من الضربات الجوية بالتزامن لسلاح الجو المروحي استهدف حي المخيم وحي السد بأكثر من 10 غارات.

وألقى سلاح الجو مناشير فوق ريف حلب الغربي يدعو فيها المسلحين لتسليم أنفسهم وإلقاء سلاحهم. ووجه الطيران الحربي السوري والقوات البرية المشاركة في العملية العسكرية ضربات مكثفة على مقرات وتحركات تنظيم “داعش” في قرى ومزارع جنى العلباوي ومكسر الشمالي ومكسر الجنوبي وتبارة الديبة وأبو العز وأبو حبيلات وقليب الثور وأبو حنايا والتناهج والبرغوثية ومحيط تل حوير بريف سلمية الشرقي.

وأعلن مصدر مقرب من اجتماع أستانا حول الأزمة في سوريا أنه ليس هناك حتى هذه اللحظة ما يضمن انعقاد الاجتماع القادم في الـ 12 والـ 13 من يونيو الحالي نظرا لعدم تحديد أطر مناطق تخفيف التوتر في سوريا حتى الآن.

وقال المصدر في تصريح للصحفيين في موسكو: إن ” المحادثات بشأن الاتفاق على حدود هذه المناطق مستمرة بين الدول الضامنة وينبغي أن تكتمل بحلول الـ 12 من يونيو الحالي” مبينا أنه يجب أن يكتمل الاتفاق في موعد أقصاه الـ 12 من الشهر الحالي ولكن المشكلة هي أن تركيا تعيق عملية التنسيق تحت ذرائع مختلفة وهذا يظهر أنها ليست جاهزة بعد لعقد اجتماع أستانا في هذا التوقيت.