1025388
1025388
العرب والعالم

القوات العراقية تتوغل غرب الموصل وتدعو المدنيين للخروج

29 مايو 2017
29 مايو 2017

«الحشد الشعبي» تصل إلى الحدود السورية -

بغداد - العراق- (وكالات): واصلت القوات العراقية أمس التقدم من عدة محاور باتجاه المدينة القديمة في الجانب الغربي من الموصل في إطار عملية لاستعادة كامل المدينة من سيطرة تنظيم (داعش).

وأطلقت القوات الأمنية منذ أكثر من سبعة أشهر عملية واسعة لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق وآخر أكبر معاقل (داعش).

وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة لوكالة فرانس برس: إن «قطعاتنا مستمرة في التقدم وتوغلت في أحياء الصحة الأولى والزنجيلي والشفاء و(منطقة) مستشفى الجمهوري». وتقع جميع هذه الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة (داعش) في الجانب الغربي من مدينة الموصل. وأكد أنه «عند تحرير هذه الأحياء، يتم تطويق المدينة القديمة من جميع الجهات».

وفيما يتعلق بطبيعة مقاومة (داعش)، قال العميد: إن «الأسلوب ذاته، العجلات المفخخة وقناصة وانتحاريين».

وبشأن إخلاء المدنيين قال المتحدث: إن «ما يهمنا هو تحرير المواطنين بشكل كامل من خلال فتح ممرات آمنة ووضع أدلاء وعجلات لنقلهم والتعامل الإنساني (معهم) من قبل قواتنا».

من جهتها أعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان أن طائرات القوات الجوية ألقت آلاف المنشورات الليلة قبل الماضية، على مناطق الموصل القديمة والزنجيلي والشفاء والصحة تحث المواطنين على الخروج باتجاه قواتنا الأمنية من خلال الممرات الآمنة من أجل سلامتهم.

ولم تطبق القوات العراقية هذه الإجراءات خلال عملية استعادة الجانب الشرقي من الموصل، وطالبت السكان بالبقاء في منازلهم.

وعبرت منظمة «سيف ذا تشلدرن» غير الحكومية عن قلقها من دعوة المدنيين إلى مغادرة منازلهم، معتبرة أن ذلك يمكن أن يعرضهم لمخاطر إضافية.

وقالت المنظمة في بيان: إنها «تشعر بقلق كبير إزاء أي دعوة للمغادرة» لأنها «تعني أن المدنيين خصوصا الأطفال سيتعرضون لخطر كبير في الوقوع وسط الاشتباكات».

وردا على سؤال حول سبب دعوة لخروج المدنيين قال رسول: إن «الكثافة السكانية في الجانب الأيمن (الغربي) من الموصل أكثر من الجانب الآخر من المدينة إضافة إلى وجود مناطق قديمة؛ لذلك طلبنا منهم الخروج لغرض مقاتلة عناصر التنظيم الإرهابي دون إيقاع خسائر».

وتمثل المدينة القديمة وأغلب الأحياء المحيطة التي تضم منازل متلاصقة وشوارع ضيقة تحديًا كبيرًا للقوات العراقية التي تواصل محاصرتها تزامنا مع استمرار وجود آلاف المدنيين بداخلها.

وذكر المتحدث أن «المدينة القديمة محاصرة منذ فترة طويلة من الجنوب بشكل كامل، والآن قطعاتنا تتواجد من الشمال والغرب».

وتسببت معارك استعادة الموصل بوقوع خسائر كبيرة بين المدنيين، الأمر الذي دفع مئات الآلاف إلى النزوح، فيما قتل وجرح مئات آخرون.

ولا تشكل استعادة الموصل التي باتت قريبة نهاية الحرب ضد تنظيم (داعش) في العراق لأن عناصر التنظيم ما زالوا متواجدين، وينفذون هجمات متكررة في مناطق متفرقة في العراق، وأفاد مسؤولون أمنيون وشهود عيان أمس أن ثمانية قتلى وتسعة جرحى بينهم عناصر من تنظيم داعش سقطوا في أعمال عنف شهدتها مناطق متفرقة في محافظة ديالى الليلة قبل الماضية وصباح أمس.

وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن «اشتباكات مسلحة اندلعت فجر أمس بين مسلحين من تنظيم داعش ومتطوعي الحشد الشعبي في قرية العادلية التابعة لناحية قرة تبة شمال شرق بعقوبة أسفرت عن مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم فضلا عن اثنين من متطوعي الحشد وإصابة اثنين آخرين، أثناء محاولة التنظيم الهجوم على القرية».

وأوضحت المصادر أن «قوات عراقية مشتركة من الحشد الشعبي والجيش العراقي تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش استهدف قرية الربيعة في ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة، ما أدى إلى إصابة اثنين من متطوعي الحشد بجروح متفاوتة».

وذكرت أن «عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق انفجرت في حي المهدي في قضاء بلدروز أثناء مرور مركبة يستقلها مجموعة من المدنيين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة خمسة آخرين بجروح».

وأفاد مصدر أمني بمقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين بانفجار سيارة مفخخة غرب الموصل (400 كم شمال بغداد).

وقال أحمد صالح وهو ضابط برتبة ملازم أول في قيادة شرطة نينوى لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس: إن عنصرا من الشرطة قتل وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت عناصر من شرطة نينوى في الفوج الثاني بحي الصحة الثانية غرب الموصل في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، فيما أعلن التلفزيون العراقي أن قوات الحشد الشعبي وصلت إلى الحدود السورية.

من ناحية ثانية قالت الأمم المتحدة: إن عشرات الآلاف من المدنيين يكافحون للحصول على غذاء وماء ودواء في الموصل.

وقالت ليز جراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز في وقت متأخر من مساء أمس الأول: إن ما يصل إلى 200 ألف شخص ما زالوا يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) في مدينة الموصل القديمة وثلاث مناطق أخرى. وقال مستشار للحكومة العراقية طلب عدم نشر اسمه لرويترز: «القتال بالغ الشدة ووجود المدنيين يوجب علينا توخي أقصى الحذر».

وقالت جراندي عبر الهاتف: إن الناس الذين تمكنوا من الخروج من المناطق الواقعة تحت سيطرة المتشددين «يتحدثون عن وضع مأساوي بما في ذلك نقص في الغذاء والماء ونقص حاد في الأدوية». وأضافت: «نعلم أن هناك منشآت صحية في هذه المناطق ولكن لا نعلم إذا كانت لا تزال تعمل».