1025451
1025451
العرب والعالم

بوتين وماكرون في أول لقاء يبحثان عن الحلول لأزمتي سوريا وأوكرانيا

29 مايو 2017
29 مايو 2017

حزب ميركل يراهن على الرئيس الفرنسي في تنفيذ سياسة أوروبية مشتركة -

باريس - برلين - (أ ف ب د ب أ)- استقبل الرئيس الفرنسي الجديد أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين في قصر فيرساي حيث يعقدان أول لقاء ثنائي بينهما منذ فوز ايمانويل ماكرون بالرئاسة ويتوقع أن تطغى عليه الخلافات بين الجانبين حول ملفي أوكرانيا وسوريا.

واستقبل ماكرون بوتين في قصر فرساي على مشارف باريس بمصافحة فاترة.

ويختتم ماكرون ماراتونا دبلوماسيا قاده الخميس الماضي الى قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل ثم في نهاية الأسبوع إلى قمة مجموعة السبع في تاورمينا (إيطاليا) حيث صافح الرئيس الأمريكي بقوة، في اولى خطواته على الساحة الدولية. وصباح أمس قالت وزيرة الشؤون الأوروبية مارييل دوسارنيز «يمكننا أن نتصور بان المباحثات ستكون صريحة ومباشرة». وأضافت «لن يتجنب ايمانويل ماكرون اي موضوع .. سيتطرق أيضا إلى المسائل المتعلقة بالحريات».

وان كان ماكرون (39 عاما) لا يؤمن بـ«القدح العلني» إلا انه لا ينوي «تفويت أي شيء» في محادثاته مع كبار هذا العالم.

فقد وعد بـ«حوار ثابت دون أي تنازلات» مع نظيره الروسي الذي يقيم علاقات متوترة مع الغربيين في السنوات الأخيرة.

تضمن لقاء أمس برنامج العلاقات الفرنسية-الروسية ورؤية كل واحد منهما حول مستقبل الاتحاد الأوروبي ومكافحة الإرهاب والأزمات الإقليمية وأوكرانيا وسوريا وكوريا الشمالية وليبيا.

وقال السفير الروسي في فرنسا الكسندر اورلوف لإذاعة أوروبا 1 «أمور كثيرة ستتوقف على أول لقاء». واعتبر أيضا انه «من الأهمية بمكان البدء بتبديد هذه الريبة التي تراكمت في السنوات الأخيرة.اعتقد انه خلال ساعات يمكن إحراز تقدم طفيف في هذا الاتجاه».

ويلتقي المسؤولان أولا على انفراد ظهرا ثم يتناولان الغداء مع وفديهما ويعقدان لاحقا مؤتمرا صحفيا مشتركا ويدشنان المعرض الذي هو مناسبة هذا اللقاء.

ومناسبة هذا اللقاء تم افتتاح معرض عن الزيارة التاريخية التي قام بها القيصر بطرس الأكبر لفرنسا في 1717 قبل ثلاثمئة عام تماما والتي دشنت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

كما سيزور بوتين لكن بمفرده المركز الروسي الروحي والثقافي الأرثودكسي الجديد في قلب باريس.

وكان مقررا أن يفتتحه في أكتوبر 2016 لكن التصعيد في الخطاب بين باريس وموسكو جراء هجوم النظام السوري وحليفه الروسي على الشطر الشرقي من مدينة حلب في شمال سوريا دفع بوتين إلى إلغاء زيارته.

وبالنسبة إلى ماكرون من الضروري «البحث مع روسيا» في الأزمة السورية «لإيجاد سبيل للخروج من الأزمة العسكرية» و«التوصل جماعيا إلى حل سياسي شامل».

ويعتبر ماكرون ان استبعاد الغربيين في هذا الملف لصالح عملية وقف لإطلاق النار في سوريا رعتها روسيا وإيران وتركيا، يترجم بـ«هزيمة».

كما ينوي بحث ملف أوكرانيا وقال في ختام قمة مجموعة السبع «ان روسيا غزت أوكرانيا» في حين تنفي موسكو أي تورط لها في النزاع.

ولإقامة علاقة شخصية على كل واحد منهما أن يخطو خطوة باتجاه الآخر.

وكان ماكرون أكد خلال حملته «انه ليس من أولئك المنبهرين بفلاديمير بوتين» ومشددا على انه لا يشاطره «القيم» نفسها.

وفي رسالة التهنئة التي وجهها الى نظيره الفرنسي غداة انتخابه في السابع من مايو، حض بوتين ماكرون على «تجاوز الحذر المتبادل».

كذلك، سيحاول الرئيسان تدوير الزوايا بعد الحملة الرئاسية الفرنسية التي تخللها استقبال الكرملين في مارس لمرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن التي خسرت أمام ماكرون في الدورة الثانية، إضافة إلى القرصنة المعلوماتية التي تعرضت لها الحركة السياسية للمرشح الوسطي ونسبت إلى جهات روسية.

وبالنسبة إلى توماس غومار مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ينوي بوتين «تصحيح الانطباع السلبي جدا الذي تركه خلال الحملة الرئاسية خصوصا باستقباله مارين لوبن». وقال قصر الإليزيه إن الأمر يتعلق بالتذكير بان «الأولوية الفرنسية هي ألمانيا والمشروع الأوروبي في حين راهنت موسكو على تفكك أوروبا».

وفي موسكو رأى فيودور لوكيانوف رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع «انه من الواضح أن الجانب الروسي يحاول الخروج من المأزق».

وأضاف «لكن علينا ألا نتوقع الكثير من هذه الزيارة.أنها زيارة تعارف سعيا لإيجاد أجواء إيجابية».

من جهتها أعربت مارين لوبن عن الأمل في ان يسمح اللقاء بـ«تطبيع العلاقات مع روسيا» لتخطي «استعراض القوة» والتمكن من مواجهة تحدي العلاقات الدولية و»محاربة الأصولية الإسلامية».

من جهته راهن أرمين لاشت، نائب رئيس حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، على الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون في تنفيذ سياسة خارجية وأمنية أوروبية مشتركة.

وقال لاشت أمس بالعاصمة الألمانية برلين قبل جلسة مجلس رئاسة الحزب: «أملي ينصب على أن ألمانيا وفرنسا يمكنهما حاليا أن تخطوان سويا في هذا الشأن.

وبالتأكيد يعد الرئيس الفرنسي الجديد شخصا يمكن الاتفاق معه على نحو جيد». يذكر أن ميركل أكدت أمس الأول أهمية التماسك الأوروبي في ظل الأزمة الصعبة لدول مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع «جي7» والخلافات العميقة مع الولايات المتحدة.

وقالت المستشارة: «إن الأوقات التي كنا نستطيع فيها الاعتماد بشكل كامل على الآخرين، قد مضت من بين أيدينا إلى حد ما، وهذا ما شهدته في الأيام القلائل الماضية». يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدخل مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع «جي 7» في أزمة خلال قمتها الأخيرة بسبب النهج التصادمي الذي يتبعه. وقال لاشت إنه أصبح واضحا خلال القمة «أن الرئيس الأمريكي لم يعد يعمل في كل الموضوعات التي تساندها أوروبا بالتعاون مع أوروبا».

وأضاف قائلا: «إنني متأكد أنه لاحظ أن أمريكا وأوروبا بحاجة لبعضها بشكل متبادل».