صحافة

تداعيات الهجمات الإرهابية في مانشستر

29 مايو 2017
29 مايو 2017

وصفت صحيفة «الجارديان» وصحف بريطانية أخرى، الهجوم الإرهابي الذي وقع في قاعة احتفالات «مانشستر أرينا» مساء الاثنين الماضي وراح ضحيته 22 شخصا، كما اسفر عن إصابة العشرات معظمهم من الشباب وبينهم أطفال، بأنه الأكثر دموية وعنفا في بريطانيا منذ التفجيرات الانتحارية التي استهدفت شبكات النقل في العاصمة لندن في يوليو 2005 وحصدت 52 شخصا.

وقالت صحيفة «الفايننشال تايمز» التي وصفت التفجير بأنه «الأسوأ» منذ عام 2005، نقلا عن مصادر شرطة مانشستر أن الانتحاري البريطاني المدعو سلمان العبيدي، لقي حتفه في الهجوم، وأنه قام بتفجير قنبلة بدائية الصنع بعد فترة وجيزة من انتهاء الحفل الموسيقي في «مانشستر ارينا».

ومن أولى تداعيات هذا الهجوم اتفاق الأحزاب السياسية على تعليق الحملات الانتخابية حتى إشعار آخر. وفي هذا الإطار قال جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض في بيان له إنه تحدث إلى رئيسة الوزراء تيريزا ماي واتفقا على تعليق جميع الحملات الانتخابية.

كما اجتمعت رئيسة الوزراء تريزا ماي مع لجنة الاستجابة للطوارئ (الكوبرا) وقررت رفع حالة التأهب إلى «الحرجة»، وهي أقصى درجة لمواجهة عمليات إرهابية محتملة، ما يعني أن البلاد تتوقع اعتداءات وشيكة.

ومن تداعيات هذا التفجير الإرهابي أيضا الكشف عن خطة نشر الجيش المعروفة باسم عملية «تيمبرير»، التي تسمح بنشر خمسة آلاف جندي كحد أقصى. وبالفعل تم انتشار ألف جندي في محيط المواقع الرئيسية في العاصمة لندن كالبرلمان وقصر باكنغهام والسفارات الأجنبية. ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد هجوم مانشستر بالبربري، وطالبت مواطنيها بأخذ الحيطة والتأهب دون انزعاج.

غير أنه وبعد فرض السيطرة على الموقف ونشاط الأجهزة الأمنية قررت رئيسة الوزراء البريطانية، تريزا ماي يوم السبت إرجاع مستوى التهديد في بريطانيا إلى ما كان عليه قبل التفجير، أي من مستوى «حرج» إلى «شديد»، ما يعني أن الهجمات محتملة، لكنها ليست وشيكة. وبالتالي انسحاب جنود الجيش من الشوارع بنهاية الأسبوع.

بالبحث عن مصادر تمويل الإرهابي سلمان العبيدي، كشفت صحيفة «ديلي تلجراف» إنه استخدم القروض الطلابية التي تقدمها الحكومة للطلبة في تمويل هجومه الإرهابي، حيث كان قد حصل على نحو 7 آلاف دولار قرض طلابي عند بدء دراسته إدارة الأعمال في جامعة سالفورد، في أكتوبر 2015، ثم تلقى مبلغًا مماثلا في العام التالي رغم تركه الدراسة. وتجري أجهزة الأمن تحقيقات للوصول إلى مصادر تمويل سفره إلى ليبيا ليتدرب هناك على صنع القنابل في معسكرات للمتطرفين والعودة إلى مانشستر حيث ارتكب جريمته الشنعاء. ومن التداعيات الأخرى لهذا الهجوم الإرهابي ما نشرته صحيفة «التايمز» من أن أحد أصدقاء منفذ الهجوم حذر المخابرات الداخلية «MI5» من تصرفاته، وبأن العبيدي هو شخص «خطير»، وتم ذلك من خلال الخط الساخن لمكافحة الإرهاب، بعدما أثارت تصريحاته ومواقفه القلق، خاصة قوله إن العمليات الانتحارية «مقبولة».

وتعتقد الشرطة أن العبيدي لم يتصرف وحده، بل تقف وراءه شبكة إرهابية، وأن السلطات الأمنية اعتقلت مجموعة من الأشخاص من بينهم شقيقه إسماعيل عبيدي، في إطار البحث عن المتورطين معه، خاصة صانع القنبلة، خوفا من القيام بتحضير عملية دموية أخرى. كما أن ميليشيات ليبية اعتقلت والده رمضان العبيدي (51 عاما)، وشقيقه هاشم (20 عاما).

وأشارت «التايمز» إلى ما قاله مدير «مؤسسة رمضان» في مانشستر الكبرى محمد شفيق، لصحيفة «ديلي تلغراف» من أن الناس في الجالية عبروا عن قلقهم من تصرفات هذا الرجل، وقاموا بالإبلاغ عنه للجهات المعنية، ما يعني انه كان يمكن إيقافه عن ارتكاب التفجير الإرهابي. وفي تقرير اخر نشرته صحيفة «التايمز» قالت فيه إن ضباط المخابرات البريطانية حددوا وجود 23 ألف متطرف يعيشون في بريطانيا كإرهابيين محتملين. وذكرت الصحيفة أن حوالي 3 آلاف شخص منهم يشكلون تهديدا أو أنهم قيد التحقيقات بينما يعتبر الباقون بمثابة «خلايا نائمة».