1022761
1022761
المنوعات

استعراض كتاب تاريخ القراءة بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء

26 مايو 2017
26 مايو 2017

1022760

مسقط ـ أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار وممثلة في لجنة الفكر جلسة قراءة أدبية في كتاب «تاريخ القراءة» لمؤلفه الأرجنتيني آلبرتو مانغويل، قدمتها الكاتبة إيمان بنت بدر الحوسنية وأدارها الكاتب أحمد النوفلي.

في هذه الجلسة تطرقت الحوسنية إلى فعل القراءة الذي لم يغب عن الإنسان منذ بدء وجوده على الأرض، ذلك أن فعل القراءة لم يقتصر على الكتاب المقروء فقط ، وإنما يمتد أيضا لقراءة الذات والآخرين وكل ما يجري حولنا، وهذا ما كان يفعله الإنسان القديم حينما كان يقرأ النجوم والأشجار والريح والبشر في كل خطواته، في محاولة منه للفهم والتواصل مع المحيط بشكل فعال، حتى تمكن بعد مرور العديد من السنوات أن يحيل ما يقرأه في الكون إلى لغة ومن ثم يحول لغة الكلام إلى مكتوب، مما أخرجه من عزلته ومحدوديته إلى عالم اللغة والانفجار المعرفي، كما مكنه من التواصل مع أولئك الذين ماتوا ولكنهم لا يزالون يحيون بيننا منذ آلاف السنين، وقد تركوا خلاصة تجاربهم بين بطون الكتب، إنه محاولة اقتراب منهم ومن العالم، وهو سفر عبر الزمن دون حاجة للانتقال الجسدي أو المكاني.

وأشارت الحوسنية في حديثها عن كتاب «تاريخ القراءة» إلى أن المتأمل لفصل سلطان القارئ في هذا الكتاب يدرك أن ألبرتو مانغويل قد أبطل مفعول الزمن الواقعي كما نشعر به بتقسيماته الثلاث المتسلسلة : الماضي والحاضر والمستقبل وهو يسرد لنا تاريخ القراءة بين البشر، وكأنه قد أحضر العالم معه في صفحاته، حيث ينتقل من عصر لآخر في الصفحة الواحدة دون أن يشعر القارئ  بهذا الانتقال، ذلك أن ما حدث في القرن قبل الميلاد ، هو ذاته ما حدث في العصور الوسطى ، وهو ما حدث في القرن العشرين أيضا . موضحة بقولها إن ألبرتو مانغويل لا تقتصر إضافته على استعراضه للعديد من القراء عبر العصور المختلفة، وإنما يضيء لنا أيضا واقع سياسي واجتماعي وتاريخي في كل مرة يستعرض فيها واقع القراءة في تلك الحقب. وهذا ما سنحاول التركيز عليه وتسليط الضوء من خلال تتبعنا لمحتوى ما كتب، حيث يذهب بنا إلى مواضيع مختلف منها قراءة المستقبل، والقارئ الرمزي، والقراءة خلف الجدران، والكاتب القارئ والمترجم القارئ وأخيرا القراءة الممنوعة وجميعها تضيء لنا فعل القراءة وأهميته عبر العصور المختلفة.، كما أن فعل القراءة لا يقتصر على الزمن الماضي والحاضر، وإنما قد تكون النصوص التي نقرأها في الكتاب وسيلة للتنبؤ للمستقبل وهذا ما حدث منذ القديم في اليونان وفلسطين وروما وأوربا المسيحية، فقد كان الناس يصدقون العرافات والعرافين وهم يطلقون تنبؤاتهم حول الغيب، حيث كانوا يدعون أن الآلهة تتواصل معهم وأنها توحي لهم ما سيحدث.

وتحاول الحوسنية أن تقترب بشكل أكبر من فعل القراءة في هذا الكتاب عندما تقول: فعل القراءة لم يكن دوما متاحا للجميع، ففي عصور غابرة في اليونان على سبيل المثال، كانت قراءة الملاحم والدراما الإغريقية موجهة للرجال بينما كانت الروايات الإغريقية ذات الطابع الرومانسي موجهة للنساء، وفي اليابان لم تكن سيدات البلاط الملكي في القرن الحادي عشر يستطعن القراءة وذلك لأنهم كانوا يحصرون القراءة للرجال ، كذلك فقد كانت بعض الشعوب تفرق بين الأدب الجدي والأدب الأنثوي.

وفي ختام حديثها توضح الحوسنية أن مانغويل يأخذنا معه إلى رحلة الإنسان في القراءة، مسلطا الضوء للعديد من الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية والتي ساهمت في تشكيل واقع القراءة ، ويؤسس معنا لجمال مختلف وعشق متين بين الكتاب والقارئ .