1022909
1022909
المنوعات

«جونو» يكشف عن أعاصير وأنهر على كوكب المشتري

26 مايو 2017
26 مايو 2017

واشنطن «أ.ف.ب»:- رصد المسبار الفضائي الأمريكي «جونو» الموجود حول المشتري منذ يوليو الماضي أعاصير هائلة في قطبيه وأجرى عمليات مراقبة غير مسبوقة للغلاف الجوي لهذا الكوكب الأكبر في النظام الشمسي.

وقالت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في تعليق على دراستين من أولى الدراسات المنجزة استنادا إلى المعلومات التي بثها المسبار «جونو» إلى الأرض « يبدو كوكب المشتري عالما معقدا وهائلا ومضطربا »، ومختلفا عما كان العلماء يظنون.

وقد نشرت الدراستان في مجلة «ساينس» الأمريكية العلمية الأول. وقال سكوت بولتون المسؤول العلمي عن مهمة «جونو» الرامية إلى سبر أسرار كوكب المشتري الغازيّ العملاق في لقاء صحفي عبر الهاتف «تحصل أمور كثيرة لم تكن تخطر ببالنا، وهي تجعلنا نعيد النظر بشكل كامل في الطريقة التي كنا ننظر بها إلى هذا الكوكب».

وتمكن المسبار الأمريكي من التحليق فوق قطبي كوكب المشتري على ارتفاع أقل من خمسة آلاف كيلومتر فوق الطبقة الكثيفة من السحب التي تشكل الطبقة الأعلى من غلافه الجوي.

وكتب الباحثون « الصور الملتقطة للغلاف الجوي للمشتري، وهي صور تلتقط للمرة الأولى ، أظهرت كتلا مشعة على شكل بيضاوي، وهي مختلفة عن تلك التي يمكن رؤيتها في قطبي كوكب زحل » وهو كوكب غازيّ أيضا وثاني كواكب المجموعة الشمسية من حيث الحجم.

وهذه الكتل هي أعاصير عملاقة يمكن أن يصل قطر الواحدة منها إلى 1400 كيلومتر. ولدى اقتراب المسبار من طبقة السحب التي تلف الكوكب، تمكنت أجهزته من قياس النشاط الحراري للغلاف الجوي.

وأظهرت المعلومات وجود تشكلات لم تكن في الحسبان رجّح العلماء أن تكون مؤشرات على وجود كتل من الأمونياك في أعماق الغلاف الجوي تشكل ما يشبه أنظمة من الأحوال الجوية . وكشف تحليل الحقل المغناطيسي أنه أقوى قرب الكوكب مما كان يعتقد بناء على النماذج الرياضية. وهو أقوى بعشر مرات من الحقل المغناطيسي للأرض .

- بقعة حمراء غامضة - وقاس «جونو» حقل الجاذبية للكوكب لمعرفة ما إن كان لديه نواة صخرية صلبة كما تشير التوقعات. لكن النتائج هنا «لم تكن واضحة»، وهي ترجح أن يكون له نواة صغيرة صلبة من دون القدرة على تحديد طبيعتها.

لكن الباحث سكوت بولتون رأى أنه من الممكن أن تكون النواة أكبر مما يعتقد العلماء. في قطبي الكوكب، رصد المسبار زخات من الالكترونات مصدرها العواصف الشمسية التي تضرب الغلاف الجوي الأعلى، وقد تكون مسؤولة عن تشكل ظاهرة الشفق القطبي التي التقطتها كاميرات «جونو».

وهذه الأمطار من الالكترونات تتوزع بشكل مختلف عما هو في الغلاف الجوي الأعلى للأرض، وهو ما يشير إلى أن تفاعل كوكب المشتري مع محيطه الفضائي يختلف عن تفاعل الأرض مع محيطها. وقال سكوت بولدن إن عملية التحليق المقبلة للمسبار ستكون في الحادي عشر من يوليو، وستركز على محاولة فهم أحد ألغاز الكوكب، وهي البقعة الحمراء الغامضة التي تميزه.

أطلق المسبار «جونو» في الخامس من أغسطس من العام 2011، ووصل إلى مدار المشتري في الرابع من يوليو من العام 2016 . وفي السابع والعشرين من أغسطس الماضي حلق على أدنى مسافة منه، على ارتفاع 4200 متر عن طبقة السحب.

ومن المقرر أن يبقى المسبار عشرين شهرا حول المشتري يجري فيها 37 عملية تحليق على ارتفاعات تراوح بين 4667 كيلومترا وعشرة آلاف. وتبلغ نفقات هذا البرنامج 1,1 مليار دولار.