صحافة

القدس: يحتفلون بالاحتلال .. ويقتلون السلام!

26 مايو 2017
26 مايو 2017

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: يحتفلون بالاحتلال.. ويقتلون السلام!، جاء فيه:

بعد أيام، وفي 5 يونيو تكون قد مرت خمسون سنة على حرب الأيام الستة واحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس، وحسب التقويم العبري، فقد احتفلوا بالأمس بالذكرى الخمسين لما يسمونه «توحيد القدس»، وملأوا المدينة بالغطرسة والعربدة والاستفزازات بكل أشكالها.

لقد اقتحم نحو ألف إسرائيلي باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية الشرطة، واعتدوا على المصلين الفلسطينيين واعتقلوا عددا منهم وأخرجوهم من المكان بحجة مقاومة عدد من اليهود حاولوا إقامة شعائر دينية في ساحات الأقصى، كما طاف العشرات منهم أسواق القدس القديمة وهم يرقصون ويغنون واعتدوا عند منطقة باب العامود على عدد من المتضامنين الأجانب.

إن القدس الشرقية هي أرض محتلة عام 1967 بموجب القانون الدولي والمؤسسات العالمية التي أكدت على حق الفلسطينيين وحدهم في هذه المنطقة وعدم القبول بضمها إلى إسرائيل، ولكنهم يتجاهلون كل شيء ولا يعترفون إلا بمنطق القوة والنفوذ ويرفضون التعامل مع أي قانون أو منطق دولي وإنساني.

وبالإضافة للقدس الشرقية التي ضموها ويحاولون خنقها بالاستيطان من كل محيطها ومن داخلها أيضا وتحت أرضها أيضا بالحفريات والأنفاق وبالجدار الذي يحاصرها، فإنهم يواصلون أعمال البناء الاستيطاني في كل أنحاء الضفة، وقد قطعوا أوصالها ومزقوا وحدتها الجغرافية، كما استقبلوا الرئيس الأمريكي ترامب بمخططات لإقامة آلاف الوحدات، فإنهم بعد مغادرته أعلنوا عن مخططات جديدة لإقامة آلاف جديدة من الاستيطان.

وفوق هذه الممارسات العملية فإنهم يعلنون رسميا رفضهم العودة إلى حدود 1967 ويقترح كثيرون منهم مشاريع قوانين لضم عدد من المستوطنات إلى إسرائيل رسميا ويقترح آخرون فرض القوانين الإسرائيلية على كل المستوطنات مما يعني ضمها بصفة رسمية.

إن الاحتلال هو موضع إدانة واستنكار وليس مجالا للاحتفال والرقص والغناء والمسيرات الاستفزازية، ولكنهم يغلقون أعينهم وآذانهم ولا يحركهم سوى منطق القوة والنفوذ .. وهذا سبب جديد لنا لإعادة تقييم الوضع ووقف الركض أو التمسك بوهم السلام الذي أصبح غير ممكن عمليا وقد أصبحت القدس محاصرة والضفة ممزقة، وهم يعلنون بصراحة أنهم ضد العودة إلى حدود 1967 ومع التمسك بالاستيطان والمستوطنات القائمة.

إن احتفالاتهم هي صرخة مدوية في آذان من يعنيهم الأمر لعلهم يستيقظون أو على الأقل إنهاء هذا الانقسام الذي يزيد الأوضاع تدميرا...!!.