العرب والعالم

الأمم المتحدة تطالب بتحقيق في الهجوم على مبعوثها الاحتياج إلى أكثـر من 50 مليون دولار لمكافحة الكوليرا

25 مايو 2017
25 مايو 2017

المبعوث الأممي يؤكد على تكثيف الجهود لحل الأزمة اليمنية -

دبي - صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد-(رويترز) - قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن لقاءاته في صنعاء تخلّلتها نقاشات موسّعة حول كيفية تجنّب عملية عسكرية في الحديدة والتعامل مع الرواتب والإيرادات الاقتصادية بشكل بنّاء يخدم جميع المواطنين.

وأوضح في بيان أصدره أمس - تلقّت «عمان» نسخة منه- أنه اختتم زيارة إلى صنعاء استغرقت ثلاثة أيام التقى خلالها قيادات سياسية من حزب «المؤتمر الشعبي العام» و»أنصار الله» وممثّلين عن أحزاب أخرى من حلفائهم.

كما اجتمع خلال زيارته، بسيدات من التحالف اليمني وممثّلات عن المجتمع المدني، وكان التركيز على التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلاد، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وتفشّي داء الكوليرا.

وتباحث المبعوث الخاص مع مجموعة من الشباب اليمني حول أفكار عملية تتعلّق بضرورة إعادة فتح مطار صنعاء الدولي ودفع الرواتب وكيفية التعامل مع الأزمة الإنسانية والصحية ودعم مسار السلام.

وعبّر المبعوث الخاص عن «قلقه الشديد لاستهداف موكب الأمم المتحدة الذي أقلّه من المطار عند وصوله إلى صنعاء في 22 مايو، وذكّر جميع الأطراف أن أمن وسلامة فريق عمل الأمم المتحدة يقع ضمن مسؤولية السلطات المحلية ومن الضروري التحقيق في الحادث الخطير لتحديد المسؤوليات وتجنّب تكراره».

وأكد أن ما حصل «يزيده إصراراً وعزماً على المضي قدماً وتكثيف الجهود للتوصّل إلى حل سلمي شامل يضمن الأمن والاستقرار للشعب اليمني».

ولفت إلى أن زيارته إلى صنعاء أتت ضمن جولة إقليمية زار فيها المملكة العربية السعودية وقطر، حيث أجرى لقاءات مكثّفة مع الفاعليات السياسية للتوصّل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية، كما التقى خبراء من البنك الدولي لدعم مبادرة جمع تبرّعات للحد من التحديات التي تهدّد الأمن الغذائي والوضع الاقتصادي في اليمن.

من جهتها حثت الأمم المتحدة السلطات في العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون على التحقيق في «الهجوم الخطير» على موكب مبعوثها للبلاد خلال زيارته المدينة.

وتعرض موكب إسماعيل ولد الشيخ أحمد لهجوم أثناء زيارة إلى صنعاء استمرت ثلاثة أيام لإجراء محادثات تهدف إلى منع عمل عسكري في ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يدخل منه 70 %من الإمدادات الغذائية فضلا عن المساعدات الإنسانية.

وجاء في بيان للأمم المتحدة أن موكب أحمد تعرض للهجوم بينما كان في طريقه من المطار في صنعاء إلى مجمع الأمم المتحدة ، ونفت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديروها الحوثيون وقوع أي هجوم.

ولم يتضمن بيان الأمم المتحدة أي تفاصيل لكن مسؤولين محليين قالوا إن مهاجمين مجهولين استهدفوا الموكب بطلقات نارية.

وقال بيان الأمم المتحدة «عبر المبعوث الخاص عن قلقه العميق حيال الهجوم الخطير على موكبه بينما كان في طريقه من المطار إلى مجمع الأمم المتحدة يوم 22 مايو».

وأضاف «ذكر المبعوث الخاص الأطراف بأن ضمان سلامة جميع موظفي الأمم المتحدة في البلاد هي مسؤولية السلطات المحلية وحثهم على التحقيق في الحادث ومحاسبة المسؤولين ومنع تكرار أي حوادث مماثلة في المستقبل».

واستنكر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران، الهجوم ودعا أيضا إلى فتح تحقيق في المسألة.

غير أن وكالة سبأ نفت وقوع أي هجوم وقالت إن قوات الأمن المكلفة بحماية الموكب أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحاولون إغلاق الطريق أمامه.

وطالب التحالف العربي بإخضاع ميناء الحديدة لإشراف دولي لتحاشي تعرضه لهجوم، واتهم التحالف الحوثيين باستخدام الميناء لتهريب الأسلحة والذخيرة، وينفي الحوثيون ذلك.

وأشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن المبعوث الدولي ناقش أيضا في صنعاء سبل دفع رواتب الموظفين العمومين الذين يشكون من عدم تقاضي رواتبهم في موعدها منذ أن أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي العام الماضي بنقل البنك المركزي من صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية في جنوب اليمن.

من جهته أعلن منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك أن المنظّمات الإنسانية تحتاج إلى 55.4 مليون دولار للوقاية والعلاج من الكوليرا على كافة الأصعدة الوطنية والمحلية على مستوى المحافظات والمجتمعات المحلية خلال الأشهر الستة القادمة.

وأشار في بيان إلى أن «كل يوم تأخير يؤدّي إلى إصابة المزيد من الناس وزيادة في حجم الاحتياج إلى الموارد المطلوبة لمكافحة المرض».

ويستمرّ وباء الكوليرا في الانتشار بسرعة غير مسبوقة في كافة أنحاء اليمن ليطال الرجال والنساء والأطفال الذين تحمّلوا لأكثر من عامين تبعات النزاع الذي تسبّب في انهيار المؤسسات وشبكات الأمان الاجتماعي.

وناشد ماكغولدريك وبشكل عاجل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تقديم دعمهم المالي والسياسي للمساعدة في تفادي ما يمكن بالتأكيد أن يؤدّي إلى المزيد من الدمار في اليمن.

وأعلنت الهيئات الصحية في البلد المنكوب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عن أكثر من 35.5 ألف حالة يشتبه إصابتها بالكوليرا، ثلثها من الأطفال، و361 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في 19 من أصل 22 محافظة.

وقال «السرعة التي تتزايد فيها أعداد الإصابات تتجاوز القدرات الحالية للاستجابة في النظام الصحي نظراً للأوضاع المتردّية بعد أكثر من عامين من النزاع وجرّاء القيود المفروضة على الواردات وعدم القدرة على دفع الرواتب بانتظام للعاملين في مجال الرعاية الصحية، ويتعرّض مئات الآلاف من الأشخاص لخطر فقدان حياتهم بسبب مواجهتهم «للثالوث المميت»: النزاع والجوع والكوليرا».