1021682
1021682
العرب والعالم

بريطانيا تنشر الجيش وسط حالة تأهب قصوى.. وفرنسا تؤكد صلات المنفذ بـ«داعش»

24 مايو 2017
24 مايو 2017

ستولتنبرغ يدعو حلف الأطلسي إلى تكثيف جهود مكافحة الإرهاب -

1021686

عواصم - (أ ف ب): توجه الجيش البريطاني أمس لحماية المواقع الرئيسية في بريطانيا دعمًا للشرطة عقب رفع حالة التأهب إلى أقصى درجة اثر الاعتداء الانتحاري في مانشستر والذي توصلت التحقيقات إلى أن منفذه بريطاني من أصل ليبي.

ورجحت أجهزة الأمن أن يكون الانتحاري المشتبه به سلمان عبيدي تلقى دعما من أشخاص آخرين في تدبير الاعتداء الذي أسفر ليل الاثنين عن مقتل 22 شخصًا بينهم أطفال ومراهقون خلال حفل موسيقي للمغنية الأمريكية آريانا غراندي وتبناه تنظيم داعش.

وأعلنت وزيرة الداخلية البريطانية أن المهاجم يبلغ من العمر 22 عامًا و«كان معروفا إلى حد ما لدى أجهزة الاستخبارات». ولا يزال المحققون يحاولون معرفة آخر تحركات عبيدي، الذي كانا والداه هربا من نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، وفقا لتقارير إعلامية.

وبعد اعتقال شخص أمس الأول، أعلنت الشرطة اعتقال ثلاثة رجال امس في جنوب مانشستر حيث عاش عبيدي. وتفيد تقارير إعلامية أن عبيدي طالب إدارة أعمال سابق ترك الجامعة وتحول إلى الإسلام المتطرف.

وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب لشبكة «بي اف ام تي في» أنه وفقا لما أوضحته أجهزة الاستخبارات البريطانية للجانب الفرنسي، فإن المشتبه به «نشأ في بريطانيا وفجأة بعد رحلة إلى ليبيا، ثم على الأرجح إلى سوريا، اصبح متطرفا وقرر تنفيذ هذا الاعتداء»، وأضاف إنه «على أي حال، صلاته بداعش مثبتة». واقتحمت الشرطة أمس الأول المنزل الذي يعتقد أن عبيدي كان يقطنه في مانشستر.

ومن جهتها، لم تعط رود مزيدًا من المعلومات عن عبيدي ولكنها أفادت لإذاعة «بي بي سي» أن الهجوم كان «أكثر تطورًا من بعض الهجمات التي شهدناها في السابق، ويبدو من المرجح أن المهاجم لم يتحرك بمفرده». وأفادت رود أنها «غير متفاجئة على الإطلاق» من إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية.

ومن ناحيتها، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفع حالة التأهب الليلة قبل الماضية إلى «حرجة»، وهي أقصى درجة، لأول مرة منذ يونيو 2007، حين وقع هجوم في مطار جلاسكو.

وسينتشر الجيش البريطاني في محيط المواقع الرئيسية في بريطانيا بينها البرلمان وقصر باكينجهام والسفارات الأجنبية في لندن للسماح لعناصر الشرطة المسلحين بالقيام بمهامهم في مواجهة الإرهاب.

وفي هذا السياق، أفادت الشرطة لمصور وكالة فرانس برس أن قوات من الجيش توجهت أمس لحماية البرلمان البريطاني. وأعلنت ماي أن وقوع هجوم جديد «قد يكون وشيكا» إلا أن السلطات أكدت أن الجنود سيظلون تحت إمرة الشرطة.

وتم أمس إلغاء مراسم تبديل الحرس التي تجري عادة قرب قصر باكينجهام وتعد نقطة جذب سياحي فيما علق البرلمان جميع المناسبات العامة.

والاعتداء هو الأكثر دموية في بريطانيا منذ 7 يوليو 2005 حين فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في شبكة مواصلات لندن خلال وقت الذروة ما أدى إلى مقتل 52 شخصًا.

وتم التأكيد على أن زوجين يقيمان في بريطانيا بين ضحايا هجوم مانشستر، إضافة إلى أوليفيا كامبل، البالغة من العمر 15 عاما والتي أصدرت والدتها دعوات تفطر القلب للمساعدة عندما كانت لا تزال ابنتها مفقودة.

وكتب شارلوت كامبل أمام صورة لابنتها على موقع «فيسبوك» «أرقدي بسلام يا ابنتي العزيزة والغالية والرائعة أوليفيا كامبل التي رحلت باكرًا جدًا. اذهبي وغني مع الملائكة واستمري بالابتسام، والدتك تحبك كثيرًا». ونقل 59 شخصًا إلى المستشفى حالات كثير منهم حرجة. وبين المصابين 12 تحت سن الـ16. وأعلن مسؤولون أمس أن 12 شخصا لا يزالون في العناية المركزة.

ومن ناحيتها، نشرت صحيفة «ذي صان» الأكثر مبيعا في بريطانيا صورًا أمس للطفلة سافي روز روسوس البالغة من العمر ثمانية أعوام التي لقيت حتفها في الهجوم كتب فوقها «طاهرة»، إضافة إلى صورة لعبيدي كتب فوقها «شر».

وتم الكشف عن خطة نشر الجيش التي لم تطبق قط في السابق والمعروفة باسم «عملية تيمبرير» لأول مرة عقب هجمات باريس الإرهابية التي وقعت في نوفمبر عام 2015. ويعتقد أن العملية تسمح بنشر خمسة آلاف جندي كحد أقصى. وكانت آخر مرة نشر فيها الجيش في الشوارع البريطانية بعد مخطط محتمل لتفجير طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عام 2003.

من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج امس أن اعتداء مانشستر يشير إلى ضرورة توصل الدول الأعضاء خلال قمة يحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتفاق لبذل مزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب.

وستتصدر مسألة الإرهاب جدول أعمال اجتماع اليوم في بروكسل الذي يأتي وسط انقسامات عميقة بشأن الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وقال ستولتنبرج للصحفيين عشية القمة «أتوقع من أعضاء حلف الأطلسي القيام بالمزيد لمحاربة الإرهاب، ولأسباب ليس أقلها الهجوم الذي رأيناه في مانشستر».

ويصل ترامب إلى بروكسل في وقت لاحق بعدما كان وصف الحلف بأنه «عفى عليه الزمن» كونه لم يركز على خطر التطرف الديني. إلا أنه خفف من لهجته لاحقًا ولكنه لا يزال يريد منه أن ينضم إلى التحالف ضد تنظيم داعش، معتبرًا أن ذلك سيشكل بادرة مهمة لدعم الحملة في سوريا والعراق. وانضمت جميع الدول الـ28 الأعضاء في الأطلسي إلى التحالف الأمريكي بشكل فردي ولكن انضمام الحلف ككل سيعزز التنسيق في الحرب ضد التنظيم المتطرف في سوريا والعراق، وفقا لستولتنبرج.

وأضاف: إن «الهجوم الوحشي» الذي ضرب مدينة مانشستر البريطانية وتبناه التنظيم يظهر أن خطر الإرهاب لا يزال هو التحدي الأبرز.

وقال «يود العديد من الحلفاء رؤية الأطلسي عضوا كاملا في التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن.

وأوضح أن ذلك يعود قبل كل شيء إلى أنه «سيوصل رسالة قوية بالوحدة... خاصة في ضوء الهجوم في مانشستر. أعتقد أنه من الضروري توجيه رسالة الوحدة هذه ضد الإرهاب».