1021794
1021794
العرب والعالم

مئات المستوطنين يقتحمون «الأقصى» في ذكرى احتلال القدس

24 مايو 2017
24 مايو 2017

«الأوقاف الفلسطينية»: الاقتحام يعد «سابقة خطيرة» منذ 1967 -

الأردن تحذر إسرائيل من «إيذاء مشاعر المسلمين» -

رام الله - عمان - نظير فالح - (أ ف ب):-

1021795

 استباح المئات من المستوطنين، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك والقدس القديمة وحائط البراق، ضمن دعوات أطلقت بعنوان «اليوبيل الذهبي ليوم القدس.. وللصعود إلى جبل الهيكل».

وأفادت مصادر محلية، بأن العشرات من المستوطنين نظموا، منذ ساعات الصباح، مسيرات وجولات لهم في القدس القديمة وعلى أبواب المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بتأدية صلوات وطقوس خاصة بهم، فيما اقتحم العشرات منهم ساحات المسجد على شكل مجموعات متتالية عبر باب المغاربة، تزامنا مع إقامة صلوات في ساحة البراق وهو الحائط الغربي للمسجد الأقصى.

وأوضح الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس، أن ما يزيد عن 470 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى منذ ساعات صباح أمس، مشيرا إلى أن العدد قابل للارتفاع خلال الساعة القادمة لحين إغلاق باب المغاربة الذي يتم من خلاله اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى بدعم من حكومة الاحتلال وحماية من قوات الشرطة الإسرائيلية.

وأضاف الشيخ الخطيب أن الحكومة الإسرائيلية تحاول وبشتى الطرق تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، وأعداد المقتحمين هذه جاءت بعد دعوة أطلقتها الوزيرة ميري ريغيف قبل عدة أيام طالبت فيه المستوطنين بتكثيف اقتحاماتهم للمسجد واصطحاب أبنائهم وإقامة الصلاة فيه.

وقال الخطيب: «إن شرطة الاحتلال المنتشرة في الأقصى والمرافقة للمستوطنين خلال الاقتحامات تغض النظر عن استفزازات المستوطنين وأدائهم طقوسهم الخاصة في ساحات المسجد».

وأفاد شهود عيان، أن المستوطنين أدوا طقوسهم الخاصة خلال اقتحام المسجد الأقصى، مجموعة منهم قاموا بالانبطاح بشكل جماعي عند باب الرحمة قبالة قبة الصخرة كما أدت مجموعات من المستوطنين صلواتهم الخاصة عند باب الحديد - أحد أبواب المسجد الأقصى.

وأبعدت الشرطة الإسرائيلية أمس مجموعة من اليهود المتطرفين عن باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة بعد أن حاولوا الصلاة هناك واعتقلت 3 من حراسه.

ونددت الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا بما وصفته بـ«سابقة خطيرة» محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تلك الأفعال فيما أدان الأردن اقتحام باحة المسجد الأقصى محذرًا إسرائيل من «إيذاء مشاعر المسلمين». وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري في بيان: إن مجموعة تضم «15 يهوديًا» بينهم قاصرون قامت «بالانحناء معا قاصدين الصلاة»، مشيرة إلى أن قوات الشرطة منعتهم من الاستمرار بذلك وأخرجتهم من المنطقة وأحالتهم للتحقيق.

من جهته، قال متحدث باسم الأوقاف الإسلامية المسؤولة عن إدارة المسجد في بيان: إن «شرطة الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 3 من حراس الأقصى وأصابت مجموعة» منهم.

وأضاف: إن ذلك حصل «بعد أن قامت القوات الخاصة والشرطة بالاعتداء عليهم داخل باحات الأقصى بالقرب من احد الأبواب عندما قام متطرف بإلقاء نفسه على الأرض ومجموعة أخرى قامت بأداء صلوات تلمودية بشكل جماعي».

وفي شريط فيديو مصور انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر مجموعة من أفراد الشرطة والقوات الخاصة وهي تضرب حارسًا من حراس المسجد، بينما ينقل آخر على حمالة، وهو مصاب في رأسه. وأضاف المتحدث باسم الأوقاف: «أغلقت الشرطة الإسرائيلية باب المغاربة الذي يدخل منه الزوار الأجانب واليهود إلى باحات الأقصى، بعد أن اقتحم باحات الأقصى» متطرفون يهود.

واعتبر مجلس الأوقاف والهيئة الإسلامية العليا ودائرة الإفتاء الفلسطينية ودائرة الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس أن هذا الاقتحام يعد «سابقة خطيرة» منذ عام 1967.

وفي بيان بعنوان «الاحتلال يستبيح الـمسجد الأقصى الـمبارك»، قالت المؤسسات الإسلامية انه «بتخطيط وتحريض مسبق من الجهات الرسمية الحكومية الإسرائيلية ومن وزراء أعضاء الكنيست وحاخاماتها اقتحمت أعداد ضخمة من المتطرفين» باحة المسجد الأقصى. وقالت: إن هذا الأمر «يعد سابقة خطيرة وخطيرة جدا لم يسبق لها مثيل منذ عام 1967 ولغاية اليوم».

وأضاف البيان: «إن هذه المجموعات تصرفت بشكل همجي وقام البعض منها برفع الأصوات ما أدى إلى قيام الحراس والمصلين والمرابطين بالتصدي لهم» ما أدى إلى إصابة 4 حراس واعتقال 3 منهم.

واتهمت المؤسسات الإسلامية إسرائيل «بتوفير حماية لهؤلاء المتطرفين»، معتبرة أن الهدف من ذلك «تجفيف الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى».

وشددت على أن «الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عما جرى ويجري من خلال استكمالها لبرنامجها التهويدي». وأكدت الناطقة باسم الشرطة اعتقال عدد من حرس المسجد موضحة أنهم «حاولوا الاعتداء» على مجموعة من اليهود الذين زاروا باحة المسجد الأقصى «عندما غنوا النشيد» الإسرائيلي. وبحسب السمري، فأن الحراس حاولوا أيضًا الاعتداء على أفراد من الشرطة الإسرائيلية في الموقع. من جانب آخر، دانت حكومة الأردن الذي يتولى الإشراف على الأوقاف الإسلامية في القدس بشدة اقتحام مجموعة من المتطرفين باحة المسجد الأقصى محذرة إسرائيل من «إيذاء مشاعر المسلمين».

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني: إن الحكومة «الأردنية تدين بشدة الاعتداء الإسرائيلي السافر بتمكين المتطرفين اليهود من اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف بما يمثله ذلك من انتهاك لحرمة المكان وإيذاء لمشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم».

وأوضح أنها «تحمل الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية المساس بالمسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف وتشجيع مئات المستوطنين على تدنيس ساحاته ومسؤولية عدم إيقاف دعوات بعض أعضاء الحكومة والكنيست التحريضية التي أدت إلى اقتحامات المتطرفين».

والحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين. واحتلت إسرائيل القدس الشرقية وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي الذي يعتبر الاستيطان الإسرائيلي في كل الأراضي المحتلة غير شرعي وفقا للقانون الدولي.

وبدأت منذ مطلع الأسبوع الجاري الاحتفالات بما يسمى يوم «توحيد القدس»، وهو اليوم الذي يصادف مرور 50 عاما على احتلال ما تبقى من مدينة القدس في عام 1967م، حيث نظمت المسيرات والاقتحامات للمسجد الأقصى إضافة إلى عروضات مضيئة مختلفة على سور القدس بالقرب من باب الخليل وفوق قبة الصخرة ومنها «عروضات للعلم الإسرائيلي ونجمة داود و50 عامًا.. وغيرها». ومن المقرر أن تنظم مسيرة ضخمة تنطلق من القدس الغربية مرورا بشارع باب الخليل والجديد وباب العمود وشوارع القدس القديمة وصولًا إلى حائط البراق، ويتم خلالها استفزاز السكان من خلال الهتافات العنصرية والإعلام الإسرائيلية التي ترفع طوال المسيرة، كما تغلق العديد من الطرقات والشوارع لتأمين هذه المسيرة السنوية