1013331
1013331
مرايا

قلق الامتحان والتحصيل الدراسي

24 مايو 2017
24 مايو 2017

القلق الامتحاني هو حالة نفسية انفعالية قد تمر بها وتصاحبها ردود فعل نفسية وجسمية غير معتادة نتيجة لتوقعك للفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه أو الخوف من الرسوب ومن ردود فعل الأهل أو تضعف ثقتك بنفسك أو لرغبتك في التفوق على الآخرين أو ربما لمعوقات صحية.

والقلق أمر طبيعي لا داع للخوف منه مطلقا بل ينبغي عليك استثماره في الدراسة والمذاكرة وجعله قوة دافعة للتحصيل والإنجاز وبذل الجهود والنشاط ليتم إرضاء حاجة قوية عندك هي حاجتك إلى النجاح والتفوق واثبات الذات وتحقيق الطموحات.

أما إذا كان هناك كثير من القلق والتوتر لدرجة يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تفكيرك فهذا أمر مبالغ فيه وعليك معالجته والتخلص منه، وكلما بدأ العلاج مبكرا كانت النتائج أفضل واختفت المشكلة على نحو أسرع.

وهناك حد أدنى من قلق الامتحان وهو أمر طبيعي لا داع للخوف منه، بل ينبغي استثماره في الدراسة و المذاكرة و جعله قوة دافعة للتحصيل و الإنجاز و بذل الجهد والنشاط.

الأسباب

نتيجة لكون أي امتحان أو اختبار يجتازه الإنسان سوف يقرر مصيره في جانب معين من جوانب حياته، مثل النجاح في الدراسة، والقبول في وظيفة معينة وغيرها، فإن هذه الامتحانات تحظى لدى البعض بهالة من الإثارة والتضخيم والتهويل وذلك يعود إلى أسباب عدة تعود إلى طبيعة الفرد الممتحن، ونظام الامتحان، ومدى أهمية النتيجة في حياة الفرد والتضخيم الإعلامي.

فمن الأسباب العائدة للطالب:

أ‌- اعتقاده بأنه قد نسي ما قد درسه وتعلمه خلال العام الدراسي.

ب‌- نوعية الأسئلة وصعوبتها.

ت‌- عدم الاستعداد والتهيؤ الكافي للامتحان.

ث‌- قلة الثقة بالنفس.

ج‌- ضيق وقت الامتحان.

ح‌- التنافس مع أحد الزملاء والرغبة القوية في التفوق عليه.

ومن الأمور المؤدية لإثارة قلق الامتحان مبالغة وسائل الإعلام بقضية الامتحانات، مما ينتقل أثره إلى نفسية الطالب فيصيبه ذلك بالخوف والذعر و القلق ويتصور أن الامتحان عبارة عن موقف رهيب و مفزع .

بالإضافة إلى ما يقوم به بعض الأهالي من سلوكيات يظنون أنها نافعة وناجحة ولكنها تؤدي إلى نتائج عكسية و سلبية على الطالب، حيث يتبع بعض الأهل أسلوب المراقبة المشددة و الحرص الزائد على الطالب.

ومن الأمور السلبية المرتبطة بإثارة القلق، اعتماد الطلاب على تعاطي المشروبات والمنبهات والمواد التي تدفعهم للسهر أكثر من اللازم، وهي من الأمور الضارة صحياً وتربوياً، ولذلك ينبغي تحاشيها بكل الطرق والاعتماد على الراحة الجيدة. إلى جانب توفير الظروف الفيزيقية الجيدة كالإضاءة والهدوء والحرارة وما إلى ذلك، مما يشجع على التركيز وعدم تشتت الانتباه .

الأداء المعرفي

خلصت البحوث العديدة التي أجريت حول القلق والتعلم إلى أن القلق يسهم في تشكيل مستوى التحصيل الذي يحرزه الطالب، لكن الباحثين اختلفوا في تفسير نتائج بحوثهم فقد ذهب بعضهم إلى أن العلاقة بين القلق والتحصيل الدراسي مستقيمة وموجبة، بمعنى أن القلق هنا يعتبر دافعاً يؤدي إلى مزيد من التحصيل .

ولكن بحوث أخرى انتهت إلى أن القلق المتوسط والمنخفض كحالة وكسمة يسهل التحصيل، لأن القلق المرتفع عامل تفكك وتصدع في شخصية الطلاب يشتت طاقتهم الجسمية والنفسية والمعرفية خاصة في مواقف الاختبارات .

التحصيل الدراسي

تشكل الدرجات التحصيلية وما ينبثق عنها من تقديرات أساساً مهماً للكثير من الإجراءات والقرارات المهمة التي ترتبط بوضع الفرد وتؤثر فيه ، فأهلية الفرد للاستمرار بالدراسة أو القبول في برنامج معين أو الحصول على بعثه دراسية أو وظيفة معينة تتقرر بالمستوى الأكاديمي الذي يحققه متمثلاً في الدرجات أو التقدير التي يحصل عليها، وتؤدي الدرجات وظائف عليا ترتبط لحاجات الطلبة وأولياء الأمور والمدرسين وأصحاب العمل، فهي تلعب دورا مهما في تكوين الطالب صورة عن ذاته وستبقى من أفضل عوامل التنبؤ اللاحق.

أحياناً يقول الطلبة القلقون بأنهم عجزوا أو تعثروا في الإجابة على الاختبارات ولم يستطيعوا استرجاع المعلومات التي يعرفونها، فالقلق يؤثر على استقبال وتخزين واسترجاع المعلومات وهذه التأثيرات على عمليات الذاكرة ليس من السهل فصلها عن بعضها .

فالقلق المفرط أو الشديد تترتب عليه آثار عكسية تتمثل في اضطراب الأداء وتدهوره، لأنه يؤدي إلى تشتيت الانتباه وقلة التركيز ومن ثم التورط في الأخطاء .

وقد فسر قلق الامتحانات من وجهات نظر متعددة لعل من أهمها ما افترضه كل من سارا سون وماندلر و زملاؤهما من أن مواقف الاختبار أو العمل أوحل المشكلات تستثير لدى المرء إما دوافع متصلة بالأداء وإنجاز العمل وهذه الدوافع من شأنها تنشيط استجابات متعلقة بالعمل ذاته وإما دوافع القلق التي تنشط بدورها استجابات دخيلة على العمل.

ويؤدي إظهار النوع الأول من الدوافع (دوافع متصلة بالأداء وإنجاز العمل) ومصاحباته إلى تحسن الأداء وبالتالي التحصيل .

وفي ذلك يقول أصحاب نظرية الدافع أن زيادة القلق تزيد من توليد الدافعية ثم تؤدي إلى تحسن التعلم والتحصيل وإن الإنسان في مواقف التعلم والتحصيل ينتابه القلق مما يدفعه إلى الاجتهاد في إنجاز مهامه كي يخفف من شعوره بالقلق أو يتخلص منه حتى يستعيد اتزانه الانفعالي إلا أن فروض هذه النظرية لم تلق تأييداً تجريبياً كافياً. بينما يؤدي النوع الثاني من الدوافع (دوافع القلق) إلى تعويق الأداء الفعال نظراً لما يولده لدى الأفراد من استثارة شديدة وانزعاج واضطراب وتشويش في الفكر وانشغال بالنفس وشعور مبالغ فيه بالتهديد، وهي استجابات مضعفة للأداء وبالتالي التحصيل.

وفي ضوء هذه الدراسات يتوقع أن يكون أداء الطلبة القلقين في المدرسة ضعيفاً وللتحقق من هده الفكرة قام عالم النفس شارلز سبلينجر بفحص درجات وقدرات الطلبة الذكور بإحدى الكليات، واستنتج أن مستوى القلق له تأثير ضعيف نسبياً على الأداء الأكاديمي للطلاب سواء كانوا من ذوي الاستعداد العالي أو المنخفض، وبصرف النظر عن درجة القلق عند الطلبة، فقد وجد أن الذكور الذين حصلوا درجات منخفضة في اختبارات الاستعداد جاءت درجاتهم منخفضة بوجه عام، أما الحاصلون على درجات عالية بالاستعداد فيحصلون على درجات عالية نسبيا، ويبدو أن القلق يؤثر تأثيراً سالباً على معظم الطلاب وهم الفئة التي حصلت على درجات متوسطة باختبار الاستعداد ومن هؤلاء ذوو الاستعداد المتوسط حيث ارتبط القلق المرتفع بأداء أكاديمي منخفض .

الشخصية الملتزمة

ويؤدي دافع الإنجاز المرتفع لدى الطفل إلى ظهور صفات سلوكية معينة في الكبر تميز ما وصفه ماكيلاند الشخصية الملتزمة وهي الشخصية التي تتميز بمجموعة من السمات التي تظهر لدى الشخص ذو دافع الإنجاز المرتفع «حيث يتميز الأشخاص ذوو دافع الإنجاز المرتفع بالثقة بالنفس والانبساطية والثبات الانفعالي والقدرة على مواجهة المشكلات وبامتلاك اتجاهات إيجابية نحو التعلم والتفاعل بشكل جيد مع الأنشطة المدرسية».

كما يميلون إلى التصرف بطرق مميزة فهم يهتمون بالتفوق لذاته لا للثواب الذي قد يجلبه، ويحددون أهدافهم بعناية بعد دراسة عدد من البدائل واحتمالات النجاح في كل منها، وتميل أهدافهم لأن تكون متوسطة حتى لا تكون عرضة للفشل أو النجاح السهل.

كما أنهم واقعيون في انتهاز الفرص ويحاولون الحصول باستمرار على تغذية راجعة ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم، وقد سجلوا علامات أفضل ممن يتمتعون بدافعية منخفضة.