1019312
1019312
تحقيقات

الكتب الإثرائية.. في الميزان أوعية علمية «مساندة» أم أدوات تلقيم «ربحية»؟ «2-2»

23 مايو 2017
23 مايو 2017

تحقيق/‏‏ عبدالله بن سيف الخايفي -

تسللت الى مدارسنا خلال السنوات القليلة الماضية أنواعا من الكتب تباينت هويتها، فبعضهم اطلق عليها التعليمية او الإثرائية وسماها البعض الآخر بالاسترشادية فيما فضل آخرون تسميتها بالمساندة أو الشارحة والمفسرة، يعولون عليها كثيرا في تعزيز قدرات الطلاب والارتقاء بمستوياتهم وتحصيلهم العلمي ، لكنها عند آخرين ليست اكثر من كتب تجارية حبلى بالأخطاء العلمية والطباعية ، يعتبرونها مجرد أدوات تلقيم ومدعاة للخمول وتعطيل للعقل و أعمال الفكر وربما نسخة أخرى للدروس الخصوصية .. بينما يقف منها رأي ثالث وسطا فيعتبرها أوعية علمية تضم خلاصة تجارب وخبرات يمكن للطلاب الاستفادة منها متى ما استعصت عليهم الأسئلة والمسائل العلمية على وجه الخصوص لكنها بحاجة الى متابعة ومراجعة وتدقيق و إجراء ينظم إصدارها وتداولها. كتب من نوعية سلاسل «التفوق» و«الإجادة» و«شهد» وسجلات أخرى مساعدة في العلوم والرياضيات لم تلبث ان تناسلت وتكاثرت و أصبحت سلاسل يتداولها الطلاب ويحرص على اقتنائها أولياء أمورهم ، وفي المدارس حجزت مكانها على أرفف المكتبات ومراكز مصادر التعلم بتوصية من معلم او معلمة لم يجدا غضاضة او حرجا في حملها خلال الحصة الدراسية والاستعانة بها في الشرح حتى وصل الأمر الى الترويج لها ما بين الطلاب وحثهم على شرائها.

«عمان» فتحت تحقيقا حول أهمية وجدوى تواجد هذه الكتب في المدارس والمنازل وتداولها بين الطلاب.. كما تسلط الضوء على الجانب القانوني لإصدارها ومن يتولى مراجعتها وتدقيق محتواها.

الحلقة الأولى أمس تناولت اراء عدد من المعلمين والتربويين والطلاب واولياء الأمور فيما تستكمل اليوم نشر حلقة أخرى تتضمن آراء المسؤولين عن هذه النوعية من الإصدارات وتقدم جانبا من واقع إصدارها ومراجعتها وتداولها في السواق والمدارس ، كما تقدم رؤية وزارة التربية والتعليم نحو هذه الإصدارات ورأيها في محتواها واقتنائها وموقفها الرسمي من التصريح بإصدارها وتداولها في المدارس.. فإلى مزيد من التفاصيل..

سالم الوهيبي رئيس مجلس إدارة دار نهضة مزون ومكتبة الرذاذ التي تصدر عنها سلسلة كتب الإجادة منذ عام 2002 اعتبر هذه الإصدارات ظاهرة إيجابية وقال أن الطالب أصبح اليوم يبحث عن المراجع وأن كتب «الإجادة» تعتمد على المنهج العماني وتسهل المراجعة والتحضير اليومي ، فتقدم المفاتيح الرئيسية للطالب ، الأمر الذي يجعل دور المعلم سهلا في المدرسة ، واضاف أنها تقدم شرحا مدعما بالأسئلة والإجابات بالإضافة الى الاستفادة من أسئلة الامتحانات السابقة كأرشيف.

لم نجد ردا ايجابيا

وتحدث الوهيبي عن اشكاليات عدم الحصول على موافقة وزارة التربية والتعليم فقال: للأسف ، لم تعترف بهذه الكتب ونحن نطالب بمظلة تحت قسم المناهج وسبق ان قابلت وكيل التربية للمناهج وعرضت عليه الكتب جميعها بهدف تنظيم سوق الكتب التعليمية لحساسية هذه الإصدارات ولكن للأسف لم نجد ردا ايجابيا.

واردف قائلا: طالبنا وزارة التربية إعداد لجنة تتولى مراجعة هذه الكتب ووضع وضوابط ولا مانع من تحديد رسوم ومستعدون للتقيد بها وتلبيتها .

نرحب الضوابط

ورحب بأن تخرج هذه الاصدارات وفق ضوابط واشتراطات واضحة ومحددة بحيث لا تصدر سوى عن دور النشر المرخصة فقط وان يسحب الترخيص من كل دار نشر يسجل عليها نسبة محددة من الاخطاء وقال : الخوف ان تظهر كتب بدون رقيب ، وبعد ان تنتشر يأتي القرار بمنع الجميع.

وقال رئيس مجلس إدارة دار نهضة مزون ومكتبة الرذاذ : ما يهمنا كقطاع خاص ان يخرج الكتاب للطالب بدون مشاكل ولهذا استقطبنا معلمين عمانيين لا يزالون في سلك التربية وبأسمائهم المعروفة وقاموا بمراجعة هذه الكتب.

وحول ردود الفعل تجاه سلسلة كتب الإجادة قال الوهيبي انها متفاوتة من قبل أولياء الأمور بين المؤيدة والمعارضة لهذه الإصدارات معتبرا أن الآراء منطقية ومن أبرزها أن الطالب يهمل الكتاب المدرسي ودور المعلم لديه أصبح هامشيا لكنه قال «هذا ليس توجهنا ونأخذ بالملاحظات التي تردنا بشكل سنوي ونعمل على إيجاد حل لها.

واستبعد ان تكون هذه الإصدارات نسخة أخرى للدروس الخصوصية وقال ان هناك فرقا، فالاخيرة لها وضعها ويوجد معلم يشرح أما بالنسبة لسلسلة كتب الاجادة وحسب اولياء الامور فإنها سهلت عليهم، ففي الوقت الذي لا تقل فيه حصة الدرس الخصوصي عن خمسة ريالات وتصل في بعض المواد العلمية 15 ريالا فان كتاب الاجادة قيمته ثلاثة ريالات .

توسعنا تلبية للسوق

و قال : « لم نصل الى مرحلة الصف الرابع وما قبلها الا بناء على مؤشرات السوق وتلبية لرغبة الناس » فقد بدأنا بالمراحل العليا وكانت الثاني عشر فقط وبعد سنوات جاء الطلب على الحادي عشر حتى وصلنا الى الصف الرابع.. اما تقييم حاجة الطلاب لهذه الكتب فيعود للطالب نفسه ومن الصعب ان نحكم على احتياجات كل طالب ولكن عليه ان يأخذ ما يساعده .

وقال ان المعلم لا يحتاج للشرح وانما للامتحانات ولكن للأسف الامتحانات غير كافية او من الصعوبة الحصول عليها وبالاستعانة بكتبنا نوفرها لهم.

الجدير بالذكر ان مكتبة الرذاذ تطبع سلسلة كتب الاجادة باعداد تتراوح بين خمسة الاف الى عشرة آلاف نسخة سنويا من كل كتاب وتتولى العملية منذ بدايتها من استلام المادة الخام والتصميم والاخراج والتوزيع وتوزع في جميع محافظات السلطنة فيما تعيد تدوير المرتجع من الطبعات.

كتب مساعدة للطالب

من جانبه ينظر الوليد بن سويد الناصري رئيس مجلس ادارة دار العقاد للنشر والتي تصدر عنها سلسلة كتب التفوق من الصف التاسع وحتى الثاني عشر على انها كتب مساعدة للطالب تطرح بهدف تقويته وتقديم حصيلة علمية له تكون مساندة للمناهج الدراسية.

الناصري الذي يعمل في هذا المجال منذ عام 2001 أوضح أن هناك اراء متباينة حول هذه الكتب وان معارضة البعض تخص من ينحو للاتجاه السلبي مشيرا الى ان الطرح يختلف من مؤسسة نشر الى أخرى وفق أهدافها ومؤكدا ان كتب العقاد هدفها التفاعل بين الطالب والمعلم ونسبة التفاعل بها تصل الى 50%

وأكد ان كتب العقاد لا تعتمد على تلقين الطالب الحلول المباشرة فحل أسئلة الكتاب المدرسي غير موجودة بل تعتمد على اساس التوسع في الشرح وليس تقديم ملخصات.

الطالب بحاجة لشرح أوسع

وحول حاجة الطالب الى شرح أكثر مما حددته الوزارة في المنهج ؟ أجاب: نعم هو بحاجة لمزيد من الشرح لتوضيح ما لبس عليه..

الناصري اوضح انه يقدم منهجا متزامنا تماما مع منهج وزارة التربية والتعليم ويضيف الى ذلك توسيع القاعدة من خلال تقديم شرح واف وكامل للدرس و مسائل وتدريبات وتمارين واسئلة تنشيطية توسع من حصيلته العلمية.

وقال ان بعض الامتحانات سنويا تأتي فوق مستويات وقدرات الطلاب ونحن نتلمس هذه الملاحظات ونقدم مهارات جدا متفوقة واسئلة إثرائية للطالب تصنع تحديا من قبله بحيث يكون مستعدا لمواجهة مثلها في الامتحان.

وردا على سؤال حول ما اذا أصبحت هذه الكتب نسخة اخرى من الدروس الخصوصية قال ان ساعة الدرس الخصوصي الواحدة لا تقل عن خمسة ريالات بينما الأعلى 30 ريالا، وحصة واحدة لا يمكن ان تقدم شرحا وافيا واسئلة اضافية للمنهج وفي المقابل يرى أن كتاب «العقاد» يقدم منهجا مشروحا مع اسئلته والاجابات وشرح تفصيلي للمنهج كاملا بثلاثة ريالات ونصف الريال.

الناصري تحدث عن محاولات مع وزارة التربية والتعليم لتنظيم عملية اصدار هذه الكتب دون ان تكلل بالنجاح وقال: طرقت هذا الباب منذ 2005 وبينا وجهة نظرنا ولكن الوزارة تريدنا ان نتنازل عن هذا كله«لا تريده كما وكيفا» مؤكدا سعي دار العقاد لأن يتم هذا العمل بطريقة صحيحة لافتا الى ان عدم تقنينها سيجعل عملية الإصدار مفتوحة.

اوصلنا طلابا الى الجامعات

واوضح ان مبررات الوزارة كانت ان هذا المنهج مقارب لمنهج الوزارة ولا يضيف شيئا جديدا للطالب ويشتت عقله ويمثل عبئا اضافيا عليه.

لكنه قال: نحن لدينا براهين تدل على اهمية كتبنا وفائدتها فقد اوصلت طلابا الى الجامعات في تخصصات الهندسة والطب .

وحول الاخطاء الواردة في هذه الكتب قال: تصلنا الآراء ويتم التحديث ولا يمكن ان تتكرر الطبعات سنويا.

و قال الناصري : رؤيتنا مختلفة فهدفنا ليس تجاريا فنرى ان الطالب ليس محتاجا لشرح اكثر مما هو متوفر في المنهج لمواد مثل التربية الاسلامية او اللغة العربية بينما نركز على المواد العلمية فقط التي يحتاج الطالب ان يحصل فيها على جرعات اضافية . ودار العقاد ترى انه لا يجب أن نطرح كل الاصدارات وانما ما يمكن ان يعزز مهارات الطالب وتقويه .

في مصلحة الطالب

وتساءل الناصري: أليست هذه الاصدارات في مصلحة الطالب ؟ وأضاف :طالما الكتاب يتبع الأطر السليمة في طرح مادته فأين المشكلة ؟ فينبغي ان يكون هناك مقياس معين لنسبة الخطأ داخل الكتاب يحدد صلاحيته من عدمها واذا تجاوز النسبة المحددة للأخطاء العلمية وليست المطبعية نقر انه غير صالح.

واكد انه سيواصل سعيه للوصول الى اطار معين مع التربية ومتى ما رأت الوزارة ان لديها قبول للطرف الآخر فعندها يمكن أن نجد الحل. واستبعد تقديم رؤية مؤسسية موحدة الى الوزارة من قبل مؤسسات النشر المختلفة كإطار ينظم عملية إصدار هذه الكتب

اقبال كبير

ونظرة على مدى الاقبال على هذه الاصدارات في المكتبات قالت هيفاء بنت عبدالله النوفلية من مكتبة الجيل الواعد ان هناك اقبالا على كتب الاجادة والتفوق فدائما عليها طلب والبحث عنها فور نفادها مشيرة الى أن الاقبال من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين الخصوصيين.. واضافت : اعتقد ان مثل هذه الكتب لها علاقة بالمناهج فيفترض ان تكون الجهات المعنية مطلعة على محتواها.

واوضحت ان المكتبة تبيعها مثل أي كتاب في المكتبة واسعارها متفاوته فكتب الاجادة اسعارها موحدة لجميع النسخ وقيمتها ثلاثة ريالات ما عدا الرياضيات البحتة فيصل الى اربعة او خمسة ريالات للصف الثاني عشر.

وقالت انه لم يحدث ان تم ارجاع اي من الكتب المباعة في هذه السلاسل سواء بحجة انها ليست مفيدة او بها اخطاء او غيره بل العكس تماما فهناك طلبات بتوفير نسخ اكثر حتى ان بعض اولياء الامور يحضرون بعض الكتب التي لم يحصلوا على نسخ منها لتصويرها.

ولم تشر هيفاء الى تلقي طلبات خاصة من مدارس معينة او من معلمين ولكن الطلب كبير والبيع ممتاز واحيانا تكون النسخ قد نفدت. وقالت هناك ايضا كتب اخرى اسمها السجل المساعد لطلاب العلوم والرياضيات لصفي الخامس والسادس تطلب من المدارس تصدرها مكتبة الجيل الواعد ويعدها مجموعة من المعلمين والمعلمات العمانيين وتلقى اقبالا ايضا.

التربية : اصدارات بدون تصاريح رسمية

من جانبها جاء رد وزارة التربية والتعليم واضحا وصريحا بان هذه الاصدارات تتم دون تصاريح رسمية وانها لم تصرح بطباعة مثل هذه الاصدارات ولم تشجعها ماليا او فنيا ولا تسمح بالترويج لها او تداولها في المدارس ولم تشارك في اعدادها او مراجعتها مؤكدة انه لا جدوى من مراجعتها لكثرة عددها ومصادرها واخطائها.

وقالت الوزارة انها لا تحبذ اقتناء ما يسمى بالكتب الاثرائية باختلاف أسمائها ومسمياتها «الرنانة»، وارجعت الوزارة سبب ذلك كون هذه الكتب تجعل الطالب اتكاليا في البحث والاجتهاد، وتسهل عليه الحصول على الاجابة، كما انها تحتوي على أمثلة وأسئلة من الكتب المدرسية التي تصدرها وزارة التربية والتعليم يتم شرحها بطريقة تفصيلية لا تنمي قدرات التفكير عند الطالب، وبالتالي تقلل من فرص البحث والاطلاع على مصادر معلومات جديدة من الممكن أن يلجأ إليها الطالب.

واوضح الدكتور يحيى بن خميس الحارثي مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم ان الوزارة اطلعت على بعض هذه الاصدارات ووجد بأنها تحتوي على العديد من الأخطاء العلمية والملاحظات والمعلومات القديمة والأخطاء اللغوية، وكذلك تحتوي في معظمها على أمثلة وتدريبات من إصدارات الوزارة يتم تقديمها للطلاب مع الحلول.

واضاف: بناء عليه ارتأينا عدم الجدوى في القيام بمثل هذه المراجعات العلمية لهذه الإصدارات نظرا لكثرة أعدادها ومصادرها وأخطائها واردف قائلا: نرى بأنه من الأفضل تركيز جهود الموظفين العاملين في قطاع المناهج على تأليف وتطوير المناهج الدراسية التابعة للوزارة بدلا من التركيز على مراجعة هذا الكم الهائل من الإصدارات.

ونوه بان الوزارة تقوم بشكل عام من خلال اللجان المختصة بمراجعة عدد كبير من الكتب والمصادر التعليمية التي يتم عرضها بمعرض الكتاب الذي يقام سنويا على أرض السلطنة أو التي تصل للوزارة من مختلف دور النشر بهدف اختيار المناسب منها ثم اعتمادها وتوزيعها على مراكز مصادر التعلم بالمدارس.

بدون تصريح

واعلنت وزارة التربية والتعليم انها لم تقدم أي تصريح لأي جهة يجيز لها طباعة مثل هذه الإصدارات ولم تشجعها بأي شكل من أشكال التشجيع سواء بالدعم المالي أو بالمراجعات الفنية، حتى لا يتخذ ذلك التصريح والتشجيع كذريعة للترويج لهذه الإصدارات داخل المدارس.

وقال الدكتور مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج ان الوزارة وجهت سابقا خطابا رسميا إلى المختصين بالمحافظات التعليمية يشير إلى عدم السماح للمدارس باستقبال الشركات أو الأشخاص للترويج لمنتجاتهم داخل المدرسة حتى لا يفقد الطلاب والمعلمين ثقتهم في إصدارات الوزارة، وضرورة إبلاغ الشركات بأهمية أخذ الموافقات اللازمة، والتبليغ عن أي مخالفات بهذا الشأن وذلك تجنبا لتزويد الطلاب بالمعلومات غير الصحيحة والموثوقة وكذلك عدم تكليف أولياء الأمور بأعباء مالية باهظة.

التداول غير مصرح

واعتبرت الوزارة ان الاستعانة بهذه الاصدارات من قبل المعلم خلال الحصة الدراسية يتم بشكل غير رسمي مؤكدة إن موضوع الإصدارات التي أشير اليها تم الوقوف عليه من قبل، واوضح مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج ان رأي وزارة التربية والتعليم في هذا الموضوع جلي فلم تقدم إذنا يصرح بتداول مثل هذه الإصدارات داخل أروقة المدرسة، كما لم تشارك الوزارة في إعداد أو مراجعة هذه الاصدارات وهذا يدل دلالة واضحة أن الأمر يتم بشكل غير رسمي.

واشار الى ان الوزارة تقدم مجموعة من المفردات الامتحانية سواء داخل الكتاب المدرسي أو أدلة المعلمين أو في موقع زاويتي بالبوابة التعليمية وكلها تساعد المعلم والطالب على حد سواء من خلال الاستعانة بالمفردات الامتحانية من أجل التدريب، كما أننا نشجع المعلمين على البحث عن مصادر بديلة للأسئلة الامتحانية سواء كانت محلية أو عالمية من أجل إثراء الموقف التعليمي، غير أننا نؤكد بأن على المعلم أن يتأكد من صحة المصادر من حيث دقتها العلمية قبل الاستعانة بها.

ورغم تأكيد الوزارة ان هذه الإصدارات تتم من دون تصاريح رسمية لكنها قالت انها لم تقف على معرفة تأثيرات هذه الإصدارات إيجابا وسلبا على العملية التعليمية، وقال مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج بالوزارة «لا يمكننا الجزم بتلك التأثيرات من دون دراستها على أرض الواقع، والتواصل مع الفئات المستفيدة من هذه الاصدارات كالمعلمين والطلبة وأولياء الأمور»

من جهة اخرى اعتبرت وزارة التربية والتعليم ان هناك فرقا كبيرا بين الدروس الخصوصية وهذه الاصدارات، وقال مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج ان الدروس الخصوصية تتضمن لقاء مباشرا بين المعلم ومجموعة من الطلاب في مكان محدد وفترة زمنية محددة، بينما الاصدارات المشار إليها هي عبارة عن تجميع المفردات الامتحانية مع نماذج الاجابات ويستخدمها الطالب للاطلاع على حل بعض المسائل الموجودة بداخلها كل حسب طريقته الخاصة، واضاف: نرى بأنه لا يمكن الربط بين الدروس الخصوصية وهذه الاصدارات فلكل منها متغيرات وعوامل تختلف عن الأخرى.

كتب وأنشطة الوزارة تكفي

واعتبرت وزارة التربية والتعليم أن ما تقدمه من كتب دراسية وأنشطة تعليمية وأدلة للمعلمين ومحتويات إلكترونية وأسئلة إثرائية وامتحانات منشورة على موقع الوزارة تكفي بأن يكتسب الطالب المعارف والمهارات المطلوبة، ويحقق مستويات متقدمة في التحصيل الدراسي دون تكليف أولياء الأمور أعباء مالية باهظة، وخلصت الوزارة في ختام ردها على اسئلة عمان بأنها لا تحبذ اقتناء هذه الكتب.

واشار مدير عام المديرية العامة لتطوير المناهج إلى أن وزارة التربية والتعليم تجتهد لتقديم مجموعة من المواد التعليمية والمصادر الإثرائية التي يستفيد منها المعلمون لإكساب الطلاب القدر الكافي من المعارف والمهارات التي تمكنهم من الاستمرار في التعليم أو التدريب وتهيئتهم مهنياً للالتحاق بسوق العمل، وفقاً لميولهم واستعداداتهم وإمكاناتهم.

وقال بان الوزارة تقوم بتوفير الكتب الدراسية لجميع الطلاب وأدلة المعلمين، والتي تحتوي على مجموعة من الأمثلة والأنشطة والتدريبات والتمارين التي توضح الدروس التعليمية التي ينبغي أن يتعلمها الطلاب، وكذلك تقوم بوضع نماذج من أسئلة وأجوبة الامتحانات لبعض الأعوام الدراسية السابقة على موقع الوزارة (ركن زاويتي)؛ وذلك لإكساب الطلاب المهارات والمعلومات اللازمة لإداء الامتحانات.

واوضح ان موقع الوزارة يحتوي كذلك على شروحات إلكترونية لمساعدة الطلاب على التعلم بطريقة ميسرة ومشجعة تشمل تطبيقات إلكترونية وقطع تعليمية وألعاب وأفلام تعليمية وأنشطة يصل عددها أكثر من 700 نشاط وكذلك محتويات إلكترونية يصل عددها أكثر من 650 محتوى إلكترونيا، كما يوجد بكل مدرسة مركز مصادر تعلم يحتوي على العديد من المراجع والكتب الإثرائية التي تساعد الطلاب على اكتساب العديد من المعلومات والمهارات. وفي هذا العام تم إصدار القرار الوزاري رقم (81/‏‏‏2017) وذلك لإعداد الكتب الإثرائية والدروس التعليمية المتلفزة لمواد العلوم (الكيمياء والفيزياء والأحياء) والرياضيات واللغة العربية واللغة الانجليزية، وذلك لمساعدة الطلاب على اكتساب المعلومات والمهارات التي تمكنهم من الإلمام بالمحتويات التعليمية بالمناهج الدراسية.واضاف: وبالرغم من جهود الوزارة إلا أنه وبحكم أننا نعيش في عالم يتسم بالانفتاح المعرفي فإنه توجد مصادر تعليمية أخرى متنوعة ورقية وإلكترونية ينبغي اختيار المناسب منها بما يتفق مع محتويات المناهج الدراسية.