صحافة

الاستعداد للبريكست واستبعاد ستيرجون من المفاوضات

22 مايو 2017
22 مايو 2017

«تقرر 19 يونيو بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي» كان ذلك عنوان صحيفة «الجارديان» حيث كتب دانيال بوفييه مراسل الصحيفة في بروكسل يقول: إن ميشال بارنيير كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن هذا التاريخ باعتباره اليوم الأول لبدء المحادثات الرسمية مع بريطانيا حول انسحابها من الاتحاد الأوروبي. وفي هذا اليوم سيواجه بارنيير وزير شؤون بريكسيت البريطاني ديفيد ديفيز في بداية عملية سيطول أمدها إلى 15 شهرا من المفاوضات الشاقة والمعقدة على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد.

ولم يبحث مسؤولو الاتحاد الأوروبي الجوانب اللوجيستية للمفاوضات مع بريطانيا بسبب الخلاف المستمر مع حكومة تيريزا ماي التي استخدمت حق الفيتو لمنع إجراء المراجعة النصفية لميزانية الاتحاد الأوروبي، وخاصة تغيير الميزانية لإعطاء الأولوية لقضايا مثل أزمة اللاجئين.

ودفع غياب الاتصالات بين فريقي التفاوض إلى فرض بروكسل أسبوعًا إضافيًا بعد إعلان نتائج الانتخابات البريطانية لمزيد من التحضيرات غير الرسمية قبل أن تبدأ المفاوضات الجدية. ويرجح أن يعقد الاجتماع الأول بين بارنيير وديفيز في مبنى «أوروبا» الجديد الملقب بـ«البيضة الفضائية» بسبب مظهره الغريب، وهو الذي كلف إنشاؤه 283 مليون جنيه استرليني.

وأوضحت الصحيفة: إن الاتحاد الأوروبي يريد تقسيم المفاوضات إلى أربع حلقات، كل حلقة تركز على قضية أساسية. بحيث يتضمن الأسبوع الأول تحضيرات سياسية، يعقبه أسبوع كشف الوثائق لدى الطرفين. وفي الأسبوع الثالث يجلس بارنيير وديفيز في بروكسل، ومن الجائز أن يجتمعا في لندن أيضًا. وفي الأسبوع الأخير يقدم بارنيير تقريرًا عن نتائج المفاوضات إلى الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي.

وتقول الصحيفة: إن المفاوض الأوروبي يريد التوصل إلى اتفاق في المرحلة الأولى بشأن حقوق المواطنين وفاتورة الانفصال المقدرة بنحو 100 مليار يورو المطلوب من بريطانيا دفعها، وحدود أيرلندا على أمل إنجاز هذه المرحلة في أواخر 2017.

وسيقرر المجلس الأوروبي بالإجماع مدى تحقيق تقدم كاف في المفاوضات لتنتقل المرحلة التالية. وإذا ما قررت الدول الأعضاء مواصلة العملية فإن بارنيير سيمضي الفترة الممتدة من ديسمبر 2017 إلى ربيع 2018 في التفاوض حول «نطاق» أي اتفاقية تجارية توقع مستقبلا مع بريطانيا. كما سيبحث الترتيبات الانتقالية اللازمة للفترة الواقعة بين انسحاب بريطانيا من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي في مارس 2019، والانتهاء من توقيع اتفاقية تجارية أوروبية ـ بريطانية والمصادقة عليها في السنوات المقبلة.

وتشير تقارير صحفية إلى أن الأجواء بين لندن وبروكسل ازدادت سوءًا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تشكيل خطوط دفاعية على كلا الجانبين قبل بدء المفاوضات الشهر القادم الذي يوافق مرور عام بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد.

وذكر وزير البريكست البريطاني ديفيد ديفيز أن نقاط الخلاف الأبرز تتمثل في حقوق المواطن، والحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا. وقال ديفيز: إن بريطانيا ستكون مستعدة للحوار حول السماح لمحكمة العدل الأوروبية بمراجعة حقوق المواطنين الأوربيين الذين يعيشون في بريطانيا بعد انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.

ونقلت صحيفة «تلجراف» عن تيريزا ماي قولها: إن بروكسل مطالبة بدفع مليارات الجنيهات للمملكة المتحدة للحصول على حصة بريطانيا في بنك الاستثمار الأوروبي التي تقدر بنحو 10 مليارات يورو، وأضافت: «إننا سنأخذ بالاعتبار حقوقنا وواجباتنا».

ومن جانب آخر أظهرت دراسة حديثة أجراها مركز «جلوبال فيوتشر» أن بريطانيا تحتاج إلى قرابة 200 ألف مهاجر في السنة؛ بسبب ارتفاع معدل الشيخوخة بين المواطنين، ونقص العمالة في بعض القطاعات مثل الصحة، وحذرت الدراسة من حصول أزمة حادة في اليد العاملة، على المدى القصير، إذا لم تبادر الوزرات البريطانية إلى توضيح خططها بشأن الهجرة ووضع مقيمي الاتحاد الأوروبي.

وفي سياق آخر، قالت صحيفة «ديلي اكسبريس» إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رفضت مطالبة الزعيمة القومية نيكولا ستيرجون بالحصول على مقعد في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وإن ماي وعدت خلال حملتها الانتخابية في إسكتلندا بالتشاور مع الحكومة الإسكتلندية في حال إعادة انتخابها، لكنها قالت «سأفاوض بوصفي رئيسة وزراء المملكة المتحدة».

ونقلت الصحيفة عن ستيرجون تصريحًا قالت فيه «امنحوني القدرة على تقوية موقف إسكتلندا في هذه المفاوضات، والحصول على مقعد على طاولة التفاوض والدفاع عن مكانة إسكتلندا في السوق الموحدة». ورفضت الزعيمة الإسكتلندية المحافظة روث ديفيدسون اقتراح ستيرجون قائلة: «لأنها تريد انفصال إسكتلندا عن بريطانيا، وضمها إلى الاتحاد الأوروبي، ونحن نتساءل على أي جانب من طاولة المفاوضات تريد أن تكون؟».