1016523
1016523
العرب والعالم

مشاركة واسعة في انتخابات الرئاسة الإيرانية وتمديد الاقتراع لساعتين

19 مايو 2017
19 مايو 2017

المنافسة تنحصر بين روحاني ورئيسي -

طهران -عمان - سجاد أميري (أ ف ب):-

أدلى الإيرانيون بأصواتهم بأعداد كبيرة أمس في الانتخابات الرئاسية «الحاسمة» بالنسبة للرئيس المعتدل المنتهية ولايته حسن روحاني الذي يسعى إلى الفوز بفترة ثانية ليواصل سياسته التي تميزت بالانفتاح على العالم.

وفي ضوء المشاركة الواسعة للناخبين، قررت السلطات تمديد عمليات الاقتراع لساعتين حتى الثامنة مساء (15,30 ت غ).

ويتنافس روحاني مع رجل الدين المحافظ، إبراهيم رئيسي، الذي يقول انه يدافع عن الأكثر فقرا وانه يريد إعطاء الأولوية لـ«اقتصاد المقاومة» من خلال تعزيز الإنتاج والاستثمارات الوطنية.

ويتنافس كذلك في السباق الرئاسي مرشحان آخران لا يعرف الكثير عنهما - إصلاحي دعا إلى التصويت لروحاني وآخر محافظ.

وسيتم اختيار المرشح الفائز من الجولة الأولى التي يتوقع أن تعلن نتائجها النهائية غدا.

وقبل إغلاق صناديق الاقتراع، ندد معسكر رئيسي بـ «مخالفات» مطالبا باتخاذ إجراءات فورية ضد «الأعمال الدعائية لبعض المسؤولين وأنصار الحكومة» لصالح الرئيس الحالي.

وفي طهران وبقية المناطق بدت المشاركة كثيفة منذ فتح صناديق الاقتراع مع طوابير طويلة بحسب وكالة فرانس برس والصور التي ينقلها التلفزيون الوطني «ايريب».

وانتظر الناخبون الذين قدم بعضهم مع عائلاتهم دورهم للإدلاء بأصواتهم حيث أحضر بعضهم كراسي صغيرة قابلة للطي.

وأدلى الرجال والنساء بأصواتهم في غرف منفصلة أقيمت في المساجد إلا أنهم قاموا بذلك في غرف مختلطة في المدارس.

وصرح روحاني بعد أن أدلى بصوته في طهران «المشاركة الحماسية للإيرانيين في الانتخابات تعزز القوة والأمن الوطني».

وتابع روحاني «من أبرز ميزات النظام في الجمهورية الإسلامية هي السيادة الوطنية المتمثلة بطوابير الناخبين في المدن والقرى»، مضيفا «أيا كان الفائز، علينا مساعدته».

أما رئيسي، الذي أدلى بصوته في مسجد في جنوب طهران، فتوقع «حدا أقصى من المشاركة».

ودعا كلاهما إلى «احترام» خيار الإيرانيين بغض النظر عن النتيجة. ومن ناحيته، أدلى محمد خاتمي بصوته وسط حشود مؤيديه. وتولى خاتمي منصب الرئاسة بين عامي 1997 و2005 ويعد زعيم المعسكر الإصلاحي وحرم بعض الشيء من حرية التعبير والتحرك وكان أعرب عن دعمه لروحاني.

وتنظم هذه الانتخابات بعد يومين على قرار واشنطن تمديد تخفيف العقوبات على إيران بموجب الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين طهران والقوى العالمية الست، بينها الولايات المتحدة.

وكرس روحاني الذي انتُخب عام 2013 القسم الأكبر من ولايته التي امتدت أربع سنوات في التفاوض على الاتفاق النووي الذي سمح بانفتاح بلاده سياسياً واقتصادياً.

ولكن انعدام الثقة بين طهران وواشنطن اللتين قطعتا علاقاتهما الدبلوماسية عقب الثورة الإسلامية عام 1979، لا يزال سائداً.

وتصاعد التوتر بين البلدين أكثر مع وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم حيث زادت إدارته من حدة تصريحاتها ضد طهران وكثفت العقوبات غير النووية عليها منذ يناير.

وقد جرت الانتخابات في نحو 65 ألف مركز انتخابي في عموم إيران، فيما شارك حوالي 300 ألف من رجال الشرطة والجيش في تأمين المراكز الانتخابية التي أجرت في نفس الوقت انتخابات المجالس البلدية في مختلف أنحاء البلاد.

في هذه الأثناء أعلن رئيس لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية علي أصغر أحمدي ان عملية فرز الأصوات ستبدأ عقب انتهاء الاقتراع، وسيتم الإعلان عن النتائج بشكل تدريجي بعد جمع الأصوات، فيما أوضح المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران، عباس علي كدخدائي، ان اقتراع الناخبين بأوراق بيضاء سيحتسب ضمن مجموع الأصوات ولها دور في تحديد المرشح الفائز، الا أن الاقتراع بأوراق غير مقروءة سيعتبر لاغياً.

وفي حال لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 في المائة من الأصوات فإن جولة الإعادة ستجري في 26 مايو الجاري بين مرشحين اثنين حاصلين على أكثر الأصوات. وينتخب الرئيس في إيران لفترتين كحد أقصى، مدة الواحدة 4 أعوام.

في سياق متصل أشارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني إلى أن الاتحاد يتابع بدقة الانتخابات الإيرانية.

وقالت موغريني:لن نعلّق على نتائج الانتخابات الإيرانية بشكل مسبق، لكن نتائجها ستكون مهمة بالنسبة لنا لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع طهران في كثير من المجالات.

وأبدت موغريني رضاها عن التزام إيران بتعهداتها تجاه الاتفاق النووي معتبرة ان المجتمع الدولي قد ردّ على هذا الالتزام من خلال رفع الحظر عنها وقالت:«الاتحاد الأوروبي ملتزم بالاستثمار في إيران وإطلاق التعاون معها وقد أجريت العديد من المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين في هذا المجال».