saif-al-f
saif-al-f
أعمدة

لقاء الأسبوع :الوقت مكسب..

18 مايو 2017
18 مايو 2017

سيف بن سالم الفضيلي -

لبعض الناس في هذه الآونة وقفات جميلة مع النفس لترويضها على ما يتواءم وقدسية شهر رمضان المبارك الذي سيطل علينا بعد أيام قلائل -بإذن الله تعالى- لتستفيد بقدر ما تستطيعه من نفحاته وبركاته التي تتلألأ نورًا على مدى 29 يومًا أو 30 يومًا.

من هذه الوقفات تنسيق جدول خاص بها تقسّم فيه أوقاتها وفق المتاح لها وخاصة أولئك الذين على رأس أعمالهم خلال الشهر الفضيل.. بحيث يستفيدون من كل أوقات هذا الشهر فكما هو معلوم أن العمل عبادة خاصة أولئك الذين يؤدون أعمالا فيه قضاء لحاجات الناس وفك كربهم.. فمنهم من يقسّم يومه على 5 أجزاء، الأول منه يكون للعمل الذي يكسب منه قوت يومه، والثاني للقيلولة، والثالث ما بين صلاتي العصر والمغرب، ويكون في خدمة والديه وأهله في بيته، والرابع بعد صلاة المغرب حيث يستغل الوقت للذكر والتسبيح وتلاوة القرآن حتى صلاة التراويح، والخامس يكون بعد التراويح حيث الزيارة لأرحامه أو جيرانه أو أقربائه أو فعل أي عمل من أعمال البر التي تقربه من الله تعالى حتى يأتي وقت النوم، وهو أيضا من العبادات التي تقوي المسلم على أداء الطاعات بهمة ونشاط، فيوفق للاستيقاظ لصلاة الفجر مبكرًا ليؤديها في بيت من بيوت الله وفي جماعة فيظفر بقيام نصف الليل الثاني.

إن ترتيب الأوقات من الضرورة بمكان لكل إنسان يريد لحياته أن تكون مرتبة ولطاقته أن تنتج وتعطي فيعم الإنتاج والعطاء جميع جنبات الحياة.

لنغتم فرصة بلوغنا هذا الشهر باستغلال كل وقت من أوقاته لتكون لنا نورًا وبرهانًا يوم القيامة ففي كتاب الله ما يدعونا إلى ذلك فالعزيز الحكيم يقول: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» ويقول: «وَالضُّحَى، وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى» وغيرها من الآيات، وفي الحديث الشريف عن الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام حث على اغتنام خمس جميعها مرتبطة بالوقت وحسن إدارته واستغلاله: «اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك».

ولاغتنام الوقت في الشعر مكانته:

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه

وأراه أســـــــهل ما عـــــليك يضيع

دقات قـــــــلب المرء قــــائلة له

إن الحـــــياة دقــــــائق وثواني

إذا كـــان يؤذيك حرّ المصيف

ويبس الخريف وبـــرد الشّتا

ويلهيك حسن زمــــان الربيع

فأخذك للعــــلم قل لي متى؟