1012009
1012009
مرايا

أمينة المعلم.. حريصة على تقديم برامج تخدم المرأة والمجتمع من خلال التسويق والتدريب

17 مايو 2017
17 مايو 2017

قريبا تفتتح مشروع مركز حرفي بصلالة -

حوار- أمينة الزوامري -

المرأة هي نصف المجتمع، والعمل الحر يعطيها دافعاً أكبر نحو الانطلاق والثقة والعمل والنهوض بعائلتها ومجتمعها، وهنا نقف أمام أحد النماذج الناجحة للمرأة العمانية في محافظة ظفار، فهي نموذج لربة منزل مثابرة وموظفة متفانية في عملها وصاحبة مشروع حرفي يخدم المجتمع، ومثقفة وكاتبة قصص قصيرة آخرها قصة شعبية بعنوان (حارة محيسون) كما لها العديد من المشاركات المحلية في المجال الثقافي والاجتماعي والحرفي، وحاصلة على رسالة الماجستير في علم الاجتماع في مجال الإدارة التربوية.

أمينة بنت سالم بن عوض المعلم امرأة متعددة المواهب، ورائدة أعمال في مجال الصناعات الحرفية، ومصممة تحف من المحار والأصداف البحرية، لم يمنعها أي عائق من مواصلة دربها ومشوارها العملي والعلمي، كما أنها تعمل جاهدة وباستمرار على تقديم البرامج والأفكار لمشاريع تخدم المرأة الظفارية والمجتمع المحلي، وحاليا هي بصدد تأسيس عمل حرّ خاص بها يوشك على الانتهاء، حيث أن شغفها بالاهتمام بالصناعات الحرفية وتجميعها والحفاظ عليها جعلها تسعى الى إقامة مركز حرفي نسائي يختص باقتناء الحرفيات الظفارية وعرضها للزوار وتدريب وتأهيل الكوادر العمانية على القيام بتلك الحرف العمانية المتوارثة، مما يجعلها بذلك سيدة نفسها وبيتها، وهي بذلك تشجع الكثير من النساء الموهوبات الى الاتجاه لعمل المشاريع الخاصة التي تعد رافدا للاقتصاد المحلي ومصدرا من مصادر الدخل لأصحابها ومكسبا حقيقيا في خدمة الوطن والمجتمع، وذلك من خلال المشاريع الهادفة التي تهتم بالتراث العماني العريق.

وتتحدث عن مشروعها الحالي في مجال الاهتمام بالحرفيات واقتنائها والحفاظ عليها قائلة: اتجهت إلى عالم الصناعات الحرفية منذ 8 سنوات، ولكن معظم النشاط كان يتم إدارته من المنزل، بعد ذلك تم الاتجاه الى عمل مشروع حرفي شخصي يضم العديد من المشاركات من النساء في المجتمع المحلي من اللائي يمتلكن المهارات والقدرات في صناعة الحرفيات وإنتاجها، لأقوم فيه بإدارة العمل في مقر ثابت يضم معرض متنوع يحوي مختلف الصناعات المحلية الحرفية كالفخاريات والسعفيات والبخور الظفاري وأدوات الزينة للمرأة الظفارية وغيرها من الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم قديما، ومكتبا لإدارة المشروع الذي من خلاله سيتم عرض منتجات الأسر المنتجة في مكان واحد يشتمل -الى جانب عرض المنتجات- قاعة لاستقبال الزوار، ومعملا لتدريب الحرفيات، وركنا للأزياء النسائية المحلية، ومطبخا لتجهيز الأكلات التقليدية العمانية المحلية لبعض المتخصصات، بهدف تشجيع الأسر المعسرة على امتهان بعض الصناعات والمهن ومساعدتهم على تسويقها وتقديم التدريب اللازم لهذه الأسر على الإجادة في مثل هذه الأعمال.

مشروع وطني

وحول أهمية المشروع توضح أمينة المعلم قائلة: إن العمل على المحافظة على التراث المحلي هو واجب وطني ومسؤولية الجميع، حيث ان مثل هذا النوع من المشاريع تهدف الى إظهار المكنونات التراثية التي تشتهر بها محافظة ظفار، والحفاظ عليها من خلال تدريب النساء الحرفيات وتأهيلهن لبقاء الحرف التقليدية وتوارثها للأجيال القادمة، كما ان هناك العديد من المهتمين بالتراث واقتناءه من أماكن عديدة من دول الخليج وغيرها.

وبلدنا غني بكثير من الصناعات الحرفية، وبه جيل من الحرفيين الذين يجيدون صناعة الحرف والأدوات التقليدية القديمة المتعددة الاستعمالات، والتحف الفنية ذات الطابع الظفاري المتميز، ومن خلال افتتاح مركزي الحرفي أتمنى أن تتحقق الأهداف التي أسعى إليها في إيصال الرسالة للجميع، وهي إعطاء الموروث قيمته وأهميته وسط كل المتغيرات العصرية فالتراث جزء من الهوية العمانية وهو شيء يستحق ان نفتخر به ونحافظ عليه.

وفي ختام الحوار سألنا عن دور الهيئة العامة للصناعات الحرفية، والصعوبات التي واجهتها أثناء مبادرتها للمشروع، فأجابت: لقد تقدمت لأكثر من جهة من اجل مساعدتي في تجهيز هذا المشروع وذلك نظرا لإمكانياتي الضعيفة جدا وخصوصا ان الموقع كبير وإيجاره مرتفع جدا ولكن حرصا من لأن يرى هذا العمل النور فقد تحديت جميع الظروف وقمت بتجهيزه بالجهود الذاتية، وبمساعدة من مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار والهيئة العامة للصناعات الحرفية بصلالة في تسهيل المعاملات والإجراءات الرسمية منذ بداية المشروع. ولكن تظل هناك صعوبات وراء كل مشروع في بدايته، ولله الحمد تم التغلب عليها وقطعت مشوارا طويلا، والآن في انتظار الخطوة النهائية وهي بدء تنفيذ المركز وأعماله.

وقد اخترت للمركز مكانا مناسبا في أحد الأحياء السكنية ليسهل الوصول إليه من قبل أكبر شريحة من ربات المنازل، بهدف ممارسة النشاط الحرفي، والمشاركة الفاعلة في الإنتاج الحرفي من حيث التدريب والتأهيل واكتساب الخبرات، واقتناء مستلزمات المنازل التراثية وغيرها من المعروضات والمنتجات التي سيوفرها المركز بإذن الله.

وأضافت: كما أوجه شكري وعظيم امتناني لكل من يساندني ويشجعني باستمرار على تقديم ما من شأنه أن يخدم المجتمع المحلي، وأشكر كذلك كل من يهتم بهذا الجانب التراثي العماني الأصيل ويسعى دائما الى إظهاره.