مرايا

ألبرت أينشتاين.. مؤسس الفيزياء النظرية الحديثة

17 مايو 2017
17 مايو 2017

العديد من العظماء والعلماء ولِدوا عبر التاريخ، والكثير منهم سطع نجمهم وبقي ذكرهم حاضراً؛ رغم مرور سنين على وفاتهم؛ والسبب في ذلك يعود إلى ما قدمه هؤلاء الأشخاص للبشرية، ودورهم الكبير في تطوير الفكر الإنسانيّ، وما تركوه من إنجازات ساهمت في تقدم الحضارة الإنسانيّة، وأحد أبرز هؤلاء العلماء هو صاحب النظرية ألبرت آينشتاين، فهو عالم ألماني سويسري وأمريكي في الوقت نفس، فقد ولد في مدينة أُولم الألمانية في 14 مارس 1879 وأمضى سِن يفاعته في ميونيخ، كان أبوه “هيرمان آينشتاين” يعمل في بيع الرّيش المستخدم في صناعة الوسائد، وعملت أمّه “ني بولين كوخ” معه في إدارة ورشةٍ صغيرةٍ لتصنيع الأدوات الكهربائية بعد تخلّيه عن مهنة بيع الرّيش.

تأخر آينشتاين الطفل في النطق حتى الثالثة من عمره، لكنه أبدى شغفاً كبيراً بالطبيعة، ومقدرةً على إدراك المفاهيم الرياضية الصعبة، وقد درس وحده الهندسة الإقليدية، وعلى الرغم من انتمائه لليهودية، فقد دخل آينشتاين مدرسة إعدادية كاثوليكية وتلقّى دروساً في العزف على آلة الكمان، وفي الخامسة من عمره أعطاه أبوه بوصلة، وقد أدرك آينشتاين آنذاك أن ثمّة قوةً في الفضاء تقوم بالتأثير على إبرة البوصلة وتقوم بتحريكها،وقد كان يعاني من صعوبة في الاستيعاب، وربما كان مردُّ ذلك إلى خجله في طفولته، ويشاع أن آينشتاين الطفل قد رسب في مادة الرياضيات فيما بعد، إلا أن المرجح أن التعديل في تقييم درجات التلاميذ آنذاك أثار أن الطفل آينشتاين قد تأخّر ورسب في مادة الرياضيات، وتبنَّى اثنان من أعمام آينشتاين رعايته ودعم اهتمام هذا الطفل بالعلم بشكل عام فزوداه بكتبٍ تتعلق بالعلوم والرياضيات.

وبعد تكرر خسائر الورشة التي أنشأها والداه في عام 1894 انتقلت عائلته إلى مدينة بافيا في إيطاليا، واستغل آينشتاين الابن الفرصة السانحة للانسحاب من المدرسة في ميونيخ التي كره فيها النظام الصارم والروح الخانقة، وأمضى بعدها آينشتاين سنةً مع والديه في مدينة ميلانو حتى تبين أن من الواجب عليه تحديد طريقه في الحياة فأنهى دراسته الثانوية في مدينة آروا السويسرية، وتقدَّم بعدها إلى امتحانات المعهد الاتحادي السويسري للتقنية في زيورخ عام 1895، وقد أحب آينشتاين طرق التدريس فيه، وكان كثيراً ما يقتطع من وقته ليدرس الفيزياء بمفرده، أو ليعزف على كمانه، إلى أن اجتاز الامتحانات وتخرَّج في عام 1900، لكن مُدرِّسيه لم يُرشِّحوه للدخول إلى الجامعة.

وخلال حياته تخلّى أينشتاين عن الجنسية الألمانيّة؛ للهروب من خدمة الجيش، ولاحقاً حصل على كل من الجنسية السويسرية والأمريكية، وعمل كمدرس بديل، وتزوج وأنجب فتاة تدعى ليسيرل، وابن سمي إدوارد، وابن آخر يدعى هانز، أمّا باقي حياته فقد كانت حافلة بالإنجازات العلمية حتى توفي في الثامن عشر من إبريل للعام 1955 ميلادي، وقد تم حرق جثمانه ونثر رماده، أمّا دماغه فقد حُفظ لدى الطبيب الذي تولّى تشريحه.

نظرياته

لآينشتاين دور كبير في تأسيس الفيزياء الحديثة، ومن أهم أعماله ونظرياته:

النظرية النسبيّة الخاصة: وتحدثت النظرية عن الزمان، والمكان، والكتلة، والطاقة، كما أثبت أن الضوء يستطيع التحرك بدون وسط ناقل؛ كالماء، والهواء، وأثبت أن للضوء سرعة ثابتة ولا تتغيّر بتغير حركة المراقب.

وهو صاحب النظرية النسبية العامة: وهي النظرية التي ساهمت في ظهور مفهوم الفضاء المنحني، حيث أثبت أن بإمكان الضوء الانحناء إذ ما عبر بقرب كتلة ضخمة.

كما قام باكتشاف الموجات التي لا يمكن رؤيتها ولكن يمكن الشعور بها؛ الموجات الجاذبية، وتظهر هذه القوة عندما تتحرك الأجسام الضخمة في الفضاء، وله أيضا تفسير التأثير الكهروضوئي: ولهذه النظرية دور كبير في الفيزياء الحديثة، حيث أثبت أن الضوء هو جسيم وموجة في الوقت ذاته؛ وبسبب هذه التفسير حصل على جائزة نوبل عام 1921 ميلادي.

ومن نظرياته تكافؤ المادة والطاقة: وتعتبر إحدى نتائج النظرية النسبية الخاصة، وعن طريقها تم التوصل إلى اكتشاف الطاقة النووية والتي على أثرها تمت صناعة القنبلة الذرية.

بالإضافة إلى نظرية التوحيد الكبير: وهي نظرية بدأ في العمل عليها في حياته، لكنه لم يستطع التوصل لشيء، وتهدف إلى توحيد جميع النظريات الفيزيائية وقوانينها في الكون.

ويحسب له أيضا إحصاء بوز: وهي عبارة عن نظم لتوزيع الجسيمات الأولية في الإحصاء الكمومي أو إحصاء الكم.

من أشهر أقواله التي حفظها التاريخ له:

- الخوف من الموت هو أكثر أنواع الخوف التي لا يمكن تبريرها.. فلا خطر على الميت من حصول أية مصائب له.

- قليلون هم من يرون بأعينهم ويشعرون بقلوبهم.

- المعلومات ليست معرفة.

- إذا كان الإنسان يلتزم بالأعمال الحسنة خوفاً من العقاب وأملاً في المكافآت، فنحن في قمة الأسف.

- الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقرية لها حدود.

- ما هو صحيح ليس دائماً منتشر وما هو منتشر ليس دائماً بصحيح.

أي أبله يستطيع أن يعرف، لكن الأساس هو الفهم.

- الخيالُ أكثر أهمية من المعرفة، المعرفة محدودة.الخيال يطوق العالم.

- أفكر وأفكر لشهور وسنين، تسع وتسعين مرة تكون نتيجة تفكيري خاطئة.مرة واحدة قط من المئة أكون على صواب.

- إذا ادعيت أنك تفهم فكرة ما فيجب أن تكون قادراً على شرحها لجدتك.

- التعليم هو ليس تعلم الحقائق، أنما هو تدريب العقل على التفكير.

- إن كان بيتك من زجاج.. فلا تقذف الناس بالحجر.