كلمة عمان

بين طائرات التايفون وحقوق الطفل العماني

16 مايو 2017
16 مايو 2017

على امتداد العقود الماضية، وبالرغم من أن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى - حفظه الله ورعاه - يحرص على التطوير الدائم والمتواصل لقدرات وكفاءة قوات السلطان المسلحة بكل أفرعها ، الا أنه لم يكن معروفا يوما أن السلطنة ترغب او تميل او تحب تكديس السلاح ، لسبب بسيط هو أنها تعرف جيدا ما تريد ، والسبل الكفيلة بتحقيقه من ناحية ، ولأنها تعطي الأولوية لإعداد منتسبي قوات السلطان المسلحة، دراسة وتدريبا وتأهيلا في مختلف المجالات ، ليتمكنوا من الاستخدام الكفء، وإلى افضل مستوى ممكن للمعدات والأسلحة المتوفرة لديهم، والحمد لله فإنه أمكن بفضل هذه السياسة بناء قوات السلطان المسلحة، المشهود لها بالكفاءة القتالية كواحدة من أفضل الجيوش في المنطقة، ومن أكثرها قدرة على القيام بدورها الوطني في الذود عن حياض الوطن ، وفي حماية مكتسبات التنمية الوطنية، والإسهام أيضا في جهود التنمية في مجالات مختلفة، وفي حالات معينة بفضل ما يتوفر لها من إمكانيات. وفي هذا الإطار فإن تدشين طائرتي « التايفون» المقاتلة و « الهوك » التدريبية في بريطانيا ، كدفعة أولى من الصفقة المتعاقد عليها مع المملكة المتحدة، يشكل إضافة تعزز قدرات قوات السلطان المسلحة، في قيامها بدورها الوطني، ويؤكد استمرارية تطوير قدرات ومعدات الأفرع والمكونات المختلفة لقوات السلطان المسلحة، بحكمة ودون إسراف، فالمقاتل قبل المعدة دوما .

ولعل مما له دلالة بالغة أن الاهتمام العماني الحكيم بتطوير وتحديث اسلحة قوات السلطان المسلحة ، يتزامن مع خطوات تنموية عديدة في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني ، وبما يعزز سياسات تنويع مصادر الدخل ، وجذب مزيد من الاستثمارات ، وزيادة قدرات الاقتصاد العماني في التفاعل واستيعاب مختلف التطورات الاقتصادية والمالية ، سواء في اسواق النفط، او على صعيد الاقتصاد الدولي بوجه عام ، وهو ما تسجل فيه السلطنة نتائج طيبة أشادت وتشيد بها العديد من المؤسسات الاقتصادية والمراكز المتخصصة في العالم . وبين مؤتمر عمان العقاري في دورته الثالثة، والاستراتيجية العمرانية ذات الأفق الواسع ، وبين معرض عمان للزراعة والثروة السمكية ، الذي تشارك فيه 75 شركة محلية ودولية، وفعاليات عديدة أخرى ، فإن تصنيف السلطنة في مرتبة متقدمة عربيا ودوليا بالنسبة لحقوق الطفل يؤكد حقيقة مهمة وهي أن عناية السلطنة بالمواطن العماني ، هي عناية مبدئية، وتبدأ منذ وقت مبكر، لينشأ على نحو متكامل الجوانب، وليكون مواطنا صالحا ، سواء تشرف بالانتماء لقوات السلطان المسلحة، أو عمل في أي قطاع أو مجال مدني آخر . ومن بين 165 دولة في العالم تناولها مؤشر حقوق الطفل في العالم لعام 2017 ، احتلت السلطنة المركز الثالث عربيا، والثالث والعشرين عالميا ، وذلك وفق ما أصدرته مؤسسة « حقوق الطفل » والمعهد الدولي للدراسات الاجتماعية « ايراسموس » بهولندا ، وهي نتائج لم تأت فجأة ، ولكنها نتيجة لجهود واعية ومتواصلة في مختلف المجالات، وهو ما يتطلب مواصلة العطاء ، للحفاظ عليه لصالح هذا الجيل والأجيال القادمة.