صحافة

قرصنة إلكترونية تعطل الحواسيب في بريطانيا والعالم

15 مايو 2017
15 مايو 2017

كشفت تقارير صحفية أن مجموعة من القراصنة شنوا هجمات إلكترونية باستخدام برمجيات «الفدية الخبيثة» استهدفت عددا من الهيئات والمنظمات في اكثر من 90 دولة في العالم، وتم تنفيذ أكثر من 45 ألف هجمة في بريطانيا وروسيا والهند والصين وإسبانيا وإيطاليا وفيتنام وتايوان ودول أخرى، بحسب ما نشرت صحيفة «الجارديان» التي ذكرت أن برنامجا خبيثا معروفا أدى إلى تعطيل الحواسيب وطالب بالحصول على فدية بعملة «بيتكوين» الافتراضية.

وهيمن هذا الهجوم الذي ضرب هيئة الرعاية الصحية الوطنية البريطانية (NHS) على الصفحات الأولى للصحف البريطانية التي أشارت الى تمكن مجموعة من الهاكرز من اختراق ما لا يقل عن 16 مستشفى مختلفة في جميع أنحاء بريطانيا، ما أدى إلى إصابة الهيئة بحالة من الفوضى، بسبب تهديد المخترقين (الهاكرز) بأنه ما لم يتم دفع فدية، فانهم سيحذفون الملفات الطبية الخاصة بالمرضى، مما دفع الهيئة إلى تحويل المرضى في حالات الطوارئ إلى مناطق أخرى، حيث تضررت المستشفيات في مدن لندن، ونوتنجهام، وبلاكبيرن، وهيرتفوردشاير، وكامبريا.

وذكر متحدث باسم هيئة الرعاية الصحية الوطنية (NHS)  فى تصريح صحفى إن عيادات ومستشفيات فى عدة مدن ومقاطعات فى إنجلترا من ضمنها العاصمة لندن صارت عاجزة عن دخول قاعدة البيانات الشخصية الخاصة بالمرضى. وأضاف أن كل بيانات المرضى تم تشفيرها من قبل قراصنة كمبيوتر يطالبون بدفع أموال مقابل إزالة نظام التشفير، مؤكدا أنه لا توجد أي دلائل حتى الآن تشير إلى نجاح القراصنة في سرقة بيانات المرضى والموظفين.

وذكرت صحيفة «ديلي تلغراف» إن الهاكرز فعلوا ذلك للحصول على فدية. ونقلت الصحيفة تصريح الأطباء بان الهجوم ربما يكون قد أدى الى خسائر في الأرواح، بسبب إلغاء العمليات، وتحويل سيارات الإسعاف، وعدم الوصول الى السجلات الطبية.

أما صحيفة «الصن» فقد تلاعبت بالكلمات وكتبت في عنوانها الرئيسي تقول: «الخدمة الوطنية المخترقة National Hacked Service» بدلا من «National Health Service» حيث استبدلت كلمة «Health» بكلمة «Hacked» في إشارة الى تضرر عشرات المستشفيات بسبب هذا الهجوم، معتبرة انه أكبر انتهاك إلكتروني في تاريخ المملكة المتحدة.

وتقول صحيفة «ديلي ميل»: إن قراصنة الإنترنت تسببوا في شلل لهيئة الرعاية الصحية البريطانية. وذكرت نقلا عن خبراء أن الهيئة تجاهلت التحذيرات من توقع حدوث هجوم من هذا النوع. بينما أفاد تقرير لصحيفة «آي» أن بلدانا أخرى حول العالم سقطت ضحية هذا الهجوم الإلكتروني. وان الأطباء والممرضين في بريطانيا اضطروا إلى العودة لاستخدام الورق والقلم بسبب تعطل أجهزة الكمبيوتر.

صحيفة «التايمز» قالت: إن المرضى «يواجهون عطلة نهاية أسبوع مشوبة بالفوضى» بسبب تلك الهجمات الإلكترونية وتعطيل أجهزة الكمبيوتر، ومطاردة مجرمي الإنترنت المسؤولين عن هذه الفوضى. تشاركها في ذلك صحيفة «ديلي ميرور» التي وصفت ما حدث بـ«الفوضى». ونقلت عن وزيرة الداخلية البريطانية، آمبر راد قولها إن المركز الوطني البريطاني للأمن الإلكتروني مازال يعمل على تحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم الإلكتروني الدولي، الذي عطل النظام الصحي في المملكة المتحدة.

وأشارت صحيفة «الجارديان» الى طلب القراصنة فدية 300 دولار لكل كمبيوتر تأثر بالهجوم الإلكتروني. فيما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» ان الهجوم استخدم «أسلحة سايبرانية» مسروقة من وكالة تجسس أمريكية. وأشارت الصحيفة الى تصريح رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بأن الهجوم الإلكتروني الذي تعرض له القطاع الصحي البريطاني اليوم هو جزء من هجمة عالمية، ولا يوجد دليل على أن أي بيانات للمرضى قد تعرضت للاختراق.

وتقول صحيفة «الاندبندانت»: إن الهجمة الإلكترونية أصابت نظم تكنولوجيا المعلومات في الهيئة الوطنية للرعاية الصحية البريطانية، بـ«فيروس الفدية»، وهو عبارة عن برمجيات خبيثة تؤدى إلى إغلاق أنظمة الكمبيوتر، ولن يتمكن أصحابها من استخدامها مرة أخرى إلا عند دفع مبلغ من المال، حيث تكشف الرسالة الواردة من الهاكرز أنه يمكن استرداد الملفات ولكن فقط بشرط أن يحصلوا على 300 دولار من عملات البيتكوين، محذرين من ارتفاع هذا المبلغ مع مرور الوقت أو أنهم قد يحذفون الملفات في نهاية المطاف.

وذكرت الصحيفة أن هيئة الصحة الوطنية قالت في بيان لها «أنه تم إغلاق جميع أنظمة تكنولوجيا المعلومات من أجل حمايتها»، ما يعني عدم تمكن المستشفيات من قبول المكالمات الواردة، مطالبة المواطنين بعدم الحضور إلى أقسام الطوارئ والحوادث في المستشفيات العمومية، ولكن بدلا من ذلك يقوموا بالاتصال بـ 111 و999 في حالة الطوارئ القصوى.

وحول الاشتباه في الدور الروسي كتب كبير المحررين في صحيفة «ديلي تلجراف»، روبرت مانديك موضوعا تحت عنوان «اتهام مجموعة من القراصنة المرتبطين بروسيا بقرصنة نظام خدمات التأمين الصحي في بريطانيا باستخدام برامج تجسس سرقوها من أجهزة استخبارات أمريكية»، قال فيه إن هذا التنظيم الذي تشير الأدلة إلى ارتباطه بروسيا يعتبر المسؤول الأول عن الاختراقات الخطيرة التي حدثت في عدة مناطق من العالم مؤخرا. وان هذه المجموعة التي تطلق على نفسها (شادو بروكرز) أعلنت مسؤوليتها في أبريل الماضي عن سرقة أسلحة برمجية إلكترونية من هيئة استخباراتية أمريكية ما أتاح لها إمكانية الوصول واختراق جميع الأنظمة الحاسوبية التي تعمل بنظام ويندوز في مختلف مناطق العالم.

وأشار الناطق باسم الصحة في حزب العمال المعارض، جوناثان اشوورث الى أنه على الحكومة تقديم توضيح حول هذه الهجمات وما يتخذ من إجراءات لتقليص التهديدات المتعلقة بالمرضى.

وبحسب صحيفة «الاندبندانت» فبعد مرور يوم على هذا الهجوم الإلكتروني أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، أمبر راد، عودة معظم المستشفيات التي تضررت من الهجمات الإلكترونية للعمل. وقالت الوزيرة رود إن 48 من بين 248 مستشفى تابعا لهيئة الصحة الوطنية تضررت من برمجيات خبيثة لابتزاز الأموال «رانسوم وير»، موضحة أن 42 منها نجحت في استعادة السيطرة على أنظمتها الإلكترونية، فيما لا تزال 6 مستشفيات أخرى تتعامل مع الهجوم.