1010365
1010365
تقارير

المسافر واحد والمودعون عشرة.. سر الزحمة في بعض المطارات

14 مايو 2017
14 مايو 2017

عمان تفتح ملف الاستعدادات لموسم السفر والإجازات «الحلقة الثالثة»

تقرير يكتبه : أحمد بن علي الذهلي -

مشهد الزحمة في مطار مسقط خلال الأيام المقبلة سيبدو أكثر وضوحا وتأزما من الشهور الماضية والسبب ليس في عدد المسافرين فقط وإنما من خلال هذه الحسبة البسيطة المسافر (سين) أما المودعون له فعددهم (نصف الحروف الأبجدية) وبلغة الأرقام مسافر واحد والمودعون 10 أشخاص يصطفون في صالة المغادرين وهذا المشهد يتكرر أيضا في صالة القادمين، حيث ان بعض الجنسيات العاملة في السلطنة يحرص مواطنوها على توديع مسافريهم أو ذويهم أو زملائهم بشكل ملفت للنظر، وهذا المشهد صورة متكررة شبه يومية، منذ سنوات طويلة، رغم الجهود التي تبذل من الجهات المشرفة على المطار لتقليل الازدحام سواء من منع وقوف السيارات في الخارج أو بعض الأمور التنظيمية في الداخل.

في صالة المغادرين، قد تتعثر قدماك بحقائب الجالسين على جانبي الطريق المؤدي الى قاعة السفر، عدد كبير من القوى العاملة الوافدة يجرون عربات تحمل في بطونها حقائب غريبة الأحجام والأشكال، قيدت بعضها بحبال بلاستيكية، تخبئ بعضا من الأجهزة الإلكترونية أو جزءا من متعلقاتهم الشخصية.

هذا الحال سوف يتغير بـ 360 درجة مع الافتتاح الرسمي لمطار مسقط الجديد، الذي من المنتظر ان نشهد انطلاقته الفعلية خلال العام الجاري، وقد أكدت الجهة المشرفة على جاهزية المطار أنها قد وصلت الى درجة متقدمة تقارب 100%، وهذه النسبة تؤكدها الفحوصات والاختبارات التجريبية للأجهزة الحديثة التي تم إجراؤها منذ أيام.

الطريق إلى المطار

نعود إلى محور الحديث عن طبيعة الحال في المطار الحالي، إذا كنت ممن حجز موعد رحلته في أوقات الذروة سواء الصباحية او المسائية، فعليك ان تيمن وجهك نحو المطار في ساعة مبكرة، أي قبل موعد السفر بساعات، واذا لم تهتم بما سبق ذكره، فإن الزحمة سوف تمتد أمام ناظريك، ابتداء من جسر المطار نزولا الى مواقف السيارات، مرورا من أمام صالة المغادرين باتجاه صالة القادمين، ثق بأنك سوف تراقب حركة عقارب ساعتك وهي تسقط الدقائق تلو الدقائق من الزمن المتبقي من الرحلة.

ولسوف تحدث نفسك سرا، بأنك في سباق محموم مع الزمن، وفجأة تجهر بالحديث أثناء زحفك نحو هدفك بجد واجتهاد، قد تضيق على بعض السيارات المجاورة في سبيل كسب بضع دقائق، وقد تتجاهل أبجديات السير عندما لا تسمح لبعض المارة بالعبور، ومع ذلك لم تصل بعد الى صالة المغادرين، في كل لحظة تشعر بأنك تزفر ملايين الأطنان من الهواء المعبأ في رئتيك منذ سنوات، تطرده بعيدا عنك، وهي دلالة رمزية على حالة التذمر الذي ينتفض بها جسدك، في كل دقيقة تكرر أسطوانة مشروخة الوجه، لماذا كل هذه الزحمة؟

السؤال نفسه يكرره آخرون يسيرون في اتجاهك نفسك، تعاهد نفسك يقينا بأن لا تكرر خطأ الوصول للمطار متأخرا، وترى أن المكوث في المطار بوقت كاف أفضل من انك تبقى محصورا داخل سيارتك تنتظر الفرج القريب.

تجاهل إجراءات التفتيش

تهبط من سيارتك مسرعا نحو بوابة الدخول بعد ان وضعت حقائبك على العربة، تتحسس أوراق التذكرة والجواز والنقود ثم تنطلق مع الخائضين، في كل لحظة تمر عليك تفكر في القادم، وتعي حجم الحقيقة المرة، والواقع الذي سوف تعايشه عن قرب، تدرك ثانية انك سوف تقف في صف طويل من العربات المحملة بالأمتعة،وانت تشق طريقك نحو الدخول في بهو المطار، وتؤكد ان الوقت كالسيف، وتؤمن بأن للوقت ثمنه الباهظ، وليس أمامك سوى التحلي بالصبر، وانت تخطو خطواتك البطيئة نحو بوابات التفتيش، تحاذر ان تصدم قدماك بإحدى العربات الواقفة خلفك التي يقودها شخص مثلك ناله الضجر بما يكفي، إذا نظرت إليه تجده يجر عربته بتثاقل، عقله يحدثه عن كيفية الخلاص من هذه الزحمة الخانقة، عندما تصل الى خط النهاية، تشاهد حركة دؤوبة من العاملين في نقاط التفتيش سواء من رجال الشرطة، أو العمال الذين يساعدون المسافرين في وضع حقائبه في جهاز التفتيش، وأنت تستعد كغيرك لعبور جهاز التفتيش تدرك أن العدد المتدفق من المسافرين يجعل رتم الانتظار ثقيلا للغاية، خصوصا وأن بعض المغادرين لا ينصت مطلقا الى التعليمات التي تفرضها الجهات المختصة في المطار مثلا: ضرورة خلع ساعة اليد او الخاتم او اي جسم معدني مثل المفاتيح او النقود المعدنية أو الأحزمة وغيرها وذلك قبل عبوره من البوابة الإلكترونية، وتجده يصر على ارتدائها استخفافا منه بالقوانين، وبالتالي يعود بعض الأشخاص أدراجهم من أجل أن يرمي متعلقاته في الصندوق المخصص لها، وبذلك يؤخر دخول المسافر الذي يليه.

اعذرني أنا متأخر!

عندما تتجاوز نقطة التفتيش، هناك طابور آخر في انتظارك وتحديدا، الطريق المؤدي الى موظفي تخليص إجراءات السفر، تصرفات غريبة قد تشاهدها بأم عينيك، بعض المسافرين – للأسف الشديد- لا يلتزم بالطابور بحجة أنه على عجلة من أمره، أو وصل متأخرا وعليه ان يدرك موعد سفره، ولا يهمه مطلقا ان خرج من ذيل القائمة، ليتصدر الصفوف الأولى، ويتخطى كل الملتزمين بالدور، فتجده يزاحم الناس بحقائبه، بعضهم المتجاوزين للنظام يقدم اعتذاره للناس بلطف، وآخرين يشقون طريقهم دون أي اكتراث او اهتمام بمشاعر المصطفين في الطابور منذ فترة زمنية، وامام هذا الموقف يسجل الواقفين في الصف بعضا من ردة الفعل، فهناك من المسافرين من يتغاضى عن هذه التصرفات إدراكا منه بأن هذا المسافر يحتاج الى المساعدة، والبعض الآخر يتذمر بصمت ويكتفي بنظرات الغضب محركا راسه باستغراب واستهجان، وآخرون يتحدثون بما اوتوا من قوة،وربما يشكون الأمر الى المسؤول في شركة الطيران ليضع حدا لمثل هذه التصرفات الخارجة عن الذوق العام.

أحمل حقيبة غيري !

بعيدا عن ذلك، ننتقل الى نقطة أخرى، خاصة عندما تصل الى تخليص اجراءات السفر والمتعلقة بالوزن واستخراج بطاقة الصعود الى الطائرة، بعض المسافرين، يصاب بنوع من الاحراج عندما يطلب منه شخص (مجهول) بشحن حقيبة مسافر آخر ضمن امتعته، كون المسافر الاول لا يوجد لديه وزن زائد عن المسموح به، وقد يوافق بسرعة، لكنه ربما ينسى او لا يدرك ان هناك نقطة مهمة، وهي انه قد يتحمل مسؤولية ما يقوم بشحنه على بطاقة صعوده الى الطائرة، أو عندما يقوم بمساعدة مسافر التقى به في المطار- دون سابق معرفة - فيحمل عنه حقيبة يد او ظرف محكم الإغلاق ليسلمه الى شخص يلتقي به خارج المطار في الوجهة التي يصل إليها، دون ان يخطر بباله ان يعرف محتويات الأشياء التي سوف يصعد بها الى الطائرة.

وفي هذا الإطار بالذات، تشدد العديد من شركات الطيران على مسافريها، بأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع الغير بحسن النية ومن مبدأ المساعدة، وهذا ما يفعله اغلب موظفي تخليص إجراءات السفر، الذين يؤكدون على ضرورة ان يعي المسافر حجم المسؤولية وعدم التهاون في بعض الأمور خاصة بالأمور التي تتعلق بالشحن الجوي، أو اخذ متعلقات الغير بدافع المساعدة، خاصة الأشخاص الذين لا يعرفونهم مسبقا، وهذا التحذير يأتي من منطلق ان المسؤولية لا تقع على صاحب الحقيبة الأصلي، وإنما على الذي قام بحملها او شحنها وسجلت باسمه، فهناك حوادث كثيرة حدثت لبعض المسافرين،وللأسف تعرضوا الى المساءلة القانونية، كون النوايا الحسنة لا تعفي من تحمل المسؤولية عند وقوع الضرر.

والغريب ان بعض المسافرين يتصور ان وصول الحقيبة الى الجهة المراد السفر اليها،تنتهي مسؤوليته، وان ما تحتويه لا علاقة له بها وبمعنى اخر عندما يصل المسافر الى الوجهة التي يريدها، ويجد حقائبه الشخصية،وينطلق خارج المطار،يعفى من اي مسؤولية اذا تم اكتشف بان الحقيبة التي حملها معه على بطاقة المغادرة -وهي ليست له وإنما حملها مساعدة منه للآخرين - بها مواد أو أشياء ممنوعه، لا يعتبر ما قام به من عمل ضمن قائمة الملاحقة القانونية كونه تركها في المطار وذهب في حل سبيله.

الحقيقة كما يسردها احد المسؤولين في إحدى شركات الطيران بان بيانات المسافر مدونه على الحقيبة، وبالتالي تستطيع الشرطة الوصول الى المسافر الذي سجلت باسمه،وليس صاحبها الحقيقي الذي ربما يتركها هو الآخر اذا حس بنوع من الخطر او المسائلة خصوصا وان بعض المطارات تشدد كثيرا في الوقت الحالي على ادق التفاصيل بمتعلقات المسافرين عقب الأحداث التي شهدها قطاع النقل الجوي خلال السنوات القليلة الماضية.

نقاط لابد من معرفتها

بعيدا عن ذلك، سوف نتحدث عن مجموعة من النصائح المهمة التي يجب ان يدركها او يضعها المسافر في اعتباره وهي: عندما ينتهي المسافر من اجراءات سفره، عليه ان يعرف رقم بوابات المغادرة،خاصة في المطارات الكبيرة التي توجد بها عشرات البوابات،وتحمل حروفا وارقاما، اما المطارات الصغيرة فالامور بسيطة،لكن عليه ان يحدد الوقت المناسب لانطلاقه الى البوابة الصحيحة خاصة المسافرين الذين يعبرون عدة مطارات او كما يسمون (ركاب الترانزيت).

ايضا من الامور المهمة، على المسافر ان يعرف الوقت المحدد الذي يكون في بوابة المغادرة، فبعض المسافرين يتأخرون عن موعد رحلاتهم سواء من خلال التجوال في السوق الحرة، او الجلوس في المطاعم والمقاهي ولا يهتمون بالوقت المحدد للرحلة، وعليه تقوم شركات الطيران بإنزال حقائب المتخلفين عن موعد السفر، وبذلك قد يكلف المسافرين الوقت والمال الشيء الكثير.

من الأمور المهمة أيضا في الوقت الراهن، بعض شركات الطيران لا تسمح بحمل بعض المواد في حقيبة يد المسافر او تشغيل بعض أنواع الهواتف النقالة التي بها عيوب في التصنيع على متن الطائرة، وأيضا يتم مصادرة بعض السوائل التي تتعدى الحد المسموح به مثل العطور حتى وان قمت بشرائها من السوق الحرة بكميات كبيرة بالإضافة الى ذلك تمنع سلطات المطارات الركاب من حمل الأشياء المعدنية ومؤخرا أجهزة الحاسوب ولذا تعمد حاليا بعض شركات السفر بتغليف الحواسيب بطريقة يمكن حملها دون ان يتم مصادرها.

وتعلل شركات الطيران العالمية اتخاذ هذه السلسلة من الاجراءات الى توفير الامن والسلامة على متن الطائرات، حيث شهد العالم احداثا مؤسفة نتيجة السماح بحمل مثل هذه المواد وغيرها الى الطائرة.

ايضا بعض الدول لا تسمح للمسافرين بحمل مبالغ كبيرة معهم أثناء قدومهم او مغادرتهم لتلك البلدان، فهناك سقف محدد من الأموال يمكن للمسافر حملها معه، وإذا ما تجاوز المسافر السقف المحدد، فإن الأموال سيتم مصادرتها من المسافر.

يبقى ان نشير الى ان الالتزام بقواعد السفر والاجراءات المتبعة في المطارات يجنب المسافرين الكثير من العناء، ويجعل الرحلة اكثر أمانا وراحة، ولذا فان المسافر الذكي هو من يختار الوقت المناسب لرحلته وأيضا الأشياء الضرورية المسموح بحملها معه سواء في الشحن أو في اليد.

ما بعد الوصول

من الضروريات،عند السفر الى اي بلد ما، يجب على المسافر خاصة الذي يقصد السياحة، ترتيب كافة الحجوزات اللازمة سواء من مواصلات او فنادق او دليل سياحي وذلك من خلال الاعتماد على بعض الشركات الرائدة في هذا المجال خاصة وأن الكثير منها يعمل على تقديم عروض جيدة، وبأسعار منافسة، وهذا يقلل الكثير من العناء على العائلات الدائمة السفر الى بلدان مختلفة من العالم سنويا خاصة في الإجازة السنوية.