1006775
1006775
إشراقات

حقوق العمال وواجباتهم في الإسلام

11 مايو 2017
11 مايو 2017

قيمة العمل والكسب المشروع -

فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي -

المجتمعات القوية التي تفرض الآن ثقافتها وانحرافها وإباحيتها على العالم كله قوية لأنها تعمل، أنا لا أُقيّم عملها أنا أقول قوية لأنها تعمل، وقد قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا) «سورة التوبة: 105 » .

فرق كبير بين عمل المؤمن وعمل غير المؤمن، عمل المؤمن بادئ ذي بدء منضبط بمنهج الله، عمل المؤمن يهدف إلى هدف نبيل، عمل المؤمن مبني على العطاء لكن العمل الذي يفعله الطرف الآخر عمل بعيد عن منهج الله، عمل مبني على الأخذ لا على العطاء، محصلة عمل الأقوياء أن الثروات في الأرض تجمعت في أيديهم،

وبناءً على هذا فرضوا على العالم كله ثقافتهم وأنظمة حياتهم، ونموذج الإنسان عندهم أصبح معمماً على كل القارات، لذلك سوف أتحدث عن قيمة العمل ولكن لا بد من أن يسبقها أن النبي عليه الصلاة والسلام ذم سؤال الناس من دون سبب قاهر، الإنسان أحياناً يستمرئ أن يسأل الناس فإذا قدم له شيء بلا تعب بلا جهد يؤثر البطالة على الطاعة، على العمل، والحقيقة البطالة وراءها مفاسد لا تعد ولا تحصى.

أريد بادئ ذي بدء أن أبين لكم مقالة النبي عليه الصلاة والسلام في قضية ذم المسألة، كبداية ما فتح أحد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، أنا أتمثل هذا البيت: ملك الملوك إذا وهب البيت أصله لا تسألن عن السبب

أنا عدلت كلمة:

ملك الملوك إذا وهب قم فاسألن عن السبب

الله يعطي من يشاء فقــــــف على حد الأدب

***

أريد أن أبين لكم أن المسألة وصمة عار بحق الإنسان إلا إن كانت عن ضرورة يقول عليه الصلاة والسلام: عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِاللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(لا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ) [ متفق عليه عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ ]

مزعة أي قطعة لحم، أي يبذل ماء وجهه، والنبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا أن ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس فإن الأمور تجري بالمقادير.

يوجد ثلاث قواعد وضعها النبي عليه الصلاة والسلام في بعض ما نقل عنه، برئ من الكبر من حمل حاجته بيده، برئ من الشح من أدى زكاة ماله، برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله.

تعلمون الحديث الذي أرويه كثيراً: (من جلس إلى غني فتضعضع له ذهب ثلثا دينه). [البيهقي في شعب الإيمان عن ابن مسعود ].

و الحديث الآخر حكمة:( احتج إلى الرجل تكن أسيره، و استغن عنه تكن نظيره، وأحسن إليه تكن أميره) وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: عَنْ عُرْوَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ثُمَّ قَالَ: يَا حَكِيمُ إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى.......) [متفق عليه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ].

أذكر أن محسناً كبيراً قدم بيتاً بأرقى أحياء دمشق لجمعية خيرية، ترأستها إحدى أخواتنا، فهذا المحسن قدم هذا البيت وأصبح هذا البيت مركز تأهيل مهني للفتيات الفقيرات، أي فتاة فقيرة تعلم الخياطة بأعلى مستوى، ثم تعطى آلة خياطة، ثم يقدم لها القماش، وتخيط هذا القماش أثواباً، ثم تباع هذه الأثواب بمحل بمنطقة راقية بدمشق، وتعود أرباح هذه الأثواب لهذه الخياطة، كانت متسولة فأصبحت منفقة، كانت تمد يدها فأصبحت تعطي، أقول لكم دائماً: أعظم أنواع الزكاة التي تحول آخذ الزكاة إلى دافع زكاة، لا تطعمني سمكاً علمني كيف أصطاد السمك.

عند بعض الأئمة الكبار أن الزكاة ينبغي أن تغني الفقير طوال العمر، لا تفهموا هذا الكلام فهماً ساذجاً، أي بالشهر عشرة آلاف، بالسنة مائة وعشرون، هذا عمره ثلاثون سنة ويعيش ثلاثين سنة أخرى، ثلاثون بمائة وعشرين، لا ليس هذا هو الحساب.

اشتر له آلة حياكة، مركبة نقل، أعطه آلة يكسب رزقه بها، هذا شيء يعلم الإنسان الكرامة، يعلمه أن يأخذ مالاً من تعبه، من عرق جبينه وكد يمينه، فلذلك: علمني كيف أصطاد السمك.

الله كريم، و الله عزيز، كن عزيزاً، قل له: يا رب أعطني حتى أعطي، فسيدنا رسول الله عندما قال لحكيم بن حزام: (فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ) [متفق عليه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ]. أي أخذه بعفة.

(بُورِكَ لَهُ فِيهِ وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ)[متفق عليه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ]. أي بطمع.

(لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى))

انتبهوا لما قال حكيم: (.....قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا....))[متفق عليه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ] أي بحسب توجيهك لن آخذ من أحد شيئاً: (.... فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ ـ كان بالجهاد من حقه ـ فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا فَقَالَ عُمَرُ إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ) [متفق عليه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ]

انظر لهؤلاء الصحابة، النبي وجهه توجيهاً واحداً فحلف ألا يأخذ شيئاً، لما قال عليه الصلاة و السلام: لا تسألوا الناس شيئاً، كان الصحابي يركب ناقة ويقع زمامها على الأرض فينزل من على الناقة ويأخذ الزمام ويعلوها ثانية ولا يسأل أحداً أن يناوله الزمام، فالعفة رائعة جداً.

الحقيقة الهدف من هذا الدرس تعزيز قيم العمل، وقيم الكسب المشروع، و قيم اليد العليا خير من اليد السفلى، ولكن بدأنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام أثنى على التعفف وذم الطمع، وأنا أؤكد لكم أن هذا لا يعني أنك إذا كنت مضطراً فاسأل، أنت بين إخوة يحبونك، اسأل لأنك إن لم تسأل وصار هناك خطر كبير فأنت مؤاخذ.

*المصدر: موسوعة النابلسي.

واجبات العامل -

حمود بن عامر الصوافي -

فقد استطاع الإسلام استيعاب الحياة المتجددة والمتغيرة، فلم تفته مشاكل الحياة وتعقدها، ولم يقف أمام جرفها وتغيرها مكتوف الأيدي بل كلما ازدادت الأمور تعقيدا ازداد الحكم اتساعا والعكس بالعكس وذلك لأن للإسلام ثوابت ومتغيرات، فالثوابت لا تقبل التبديل أو التغيير أو التحوير مهما تقادم الزمن وانفسح العمر.

والمتغيرات تدور وفق مبادئ وقوانين وأطر يستطيع الفقهاء استجلاءها من خلال كدّ أذهانهم واجتهاداتهم للوصول إلى حكم يحقق روح الإسلام، والمصلحة للأمة.

ولا يستغرب من الإسلام قدرته على إيجاد الأحكام المناسبة لكل زمان ومكان لأنه رباني، ودين عالمي صالح لكل الأحوال مهما تغيرت الأعمال وتداخلت العوالم.

ففي الإسلام طرق ومسائل تحفظ حقوق العمال ولو تشابكت المصالح أو تداخلت تبقى قوانين الإسلام العامة والخاصة تحل كل الإشكاليات التي يمكن أن تحدث بين العامل ورب العمل.

والحياة كما يعلم قد تطورت اليوم واختلفت فصار للعمال نقباء يقومون بمصالحهم ويحاولون أن يحلوا مشاكلهم وينقذوا العمال من جشع أرباب العمل ومن أطماع بعض البشر لذلك يتحرك هؤلاء النقباء وفق قوانين تنظيم العمل بين العامل ورب العمل والتي لا ريب يتوجب أن تؤطر وفق سنن عامة لا تتناقض مع شريعة الإسلام.

فلا يمكن في الإسلام أن يحل الربا أو يتساهل فيه لمجرد أن النظام العالمي أقر به ولا يمكن أن يجعل للمرابي أحقية في المطالبة بالمال الربوي في شريعة الله تعالى، فقد حرم قطعا في القرآن الكريم، قال تعالى: «وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ»[البقرة/‏‏277-279].

فالحقوق والواجبات التي ترتكز عليها قوانين العمال في الإسلام يمكن أن نجمل أهمها في النقاط الآتية:

-الأمانة في العمل والمقدرة عليه: ولعل أول ما يبحث عنه رب العمل في العامل هو الأمانة لكون العمل دون أمين كالمقامر لا يدرى مقدار ربحه أو خسارته؟ والقدرة على العمل لها أهميتها القصوى في صنع العمل وإجادته فكيف يمكن للعامل أن يقدم على وظيفة لا يجيدها أو على عمل لا يتقنه؟

وقد بدا هذان المبدآن واضحان من خلال نصوص القرآن والسنة، فيقول الله تعالى في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع نبي الله شعيب:» قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ»[القصص/‏‏26]، فذكر خصلتي القوة والأمانة، فالقوة تدخل فيها القدرة على إتقان الوظيفة وذلك لأن الوظائف تختلف وتتنوع القدرات فيها فمن وظائف لا تحتاج إلى قوة بيد أنها تتطلب كد الذهن وأخرى لا بد من توفر حسن الاستقبال والبشاشة فيها الخ.

والأمانة يجب أن تتوفر في جميع الأعمال لأن العمل سيضيع مع الخيانة ويتعثر وربما يحدث تصادم بين العامل ورب العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول».

-الصدق وإنفاذ الوعد بين العامل ورب العمل: فربما أكثر ما يضج ويضجر العمال هو إخلاف الوعد الذي أبرم مع رب العمل أو التباطؤ في أداء حقوق العمال أو إنقاصهم من مرتباتهم دون وجه حق أو الإحجام عن إعطائهم حقوقهم كاملة أو المحابة في العطاء والمنع بسبب مصالح شخصية أو آنية، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وأعلمه أجره وهو في عمله ».

-الإخلاص وإتقان العمل: الإخلاص في العمل من شأنه أن يريح رب العمل والعامل سواء بسواء يبذل رب العمل ماله بسخاء للعامل ويعمل العامل في معمل سيده بإخلاص ومثابرة واجتهاد ليتقدم الاقتصاد ويستفيد الجميع من هذا العمل، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على إتقان العمل وأمر به قال تعالى:« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»[المائدة/‏‏1].

وقد نهى الإسلام عن أشياء كثيرة قد يتعرض لها العمال في مسيرة العمل منها: الاستغلال: فقد يستغل رب العمل العامل بإلزامه ما ليس متفق عليه ويهدده بالطرد أو نقصان العمل فهنا يجب أن يكون الضمير الذاتي حاضرا في نفس رب

العمل وقانون الدولة جاهزا لردع أمثال هؤلاء الجشعين أن لو تطور الوضع إلى طرد أو استغلال العامل فالضرر يزال قاعدة شرعية مجمع عليها في الإسلام فلا يجوز أن يترك العامل فريسة بين عالم مليء بالضباع والذئاب.

بل يجب أن تكون القوانين سارية المفعول لكل من يهين العامل أو يحاول انتقاصه أو التقليل من أهميته أو الاعتداء عليه بضرب أو طرد أو إساءة، قال تعالى: «وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ»[الأعراف/‏‏85].

-التكليف بما لا يطاق: فلا يصح لرب العمل أن يكلف العامل ما لا يطيقه أو يحمله على فعل لا يقدر عليه باعتباره ربا للعمل أو مسؤولا عن هذه الأعمال بل يجب عليه أن يراعي ظروف العمال، وأن يدربهم ما لا يقدرون عليه، سيما إن لم تكن لهم خبرة في العمل الجديد المناط إليهم أو كان غير متفق عليه سابقا أو تعمّد رب العمل إخفاءه عن العامل من قبل لذلك يجب أن تكون الشروط بين العمال وأرباب العمل واضحة لا غموض فيها ولا لبس لكي لا يؤدي الوضع إلى إضرار بالعامل أو برب العمل.

- حسن المعاملة فيجب أن تكون المعاملة بين العامل ورب العمل على أحسن حال فلا يجوز لرب العمل أن يستغل العامل أو أن يسيء إليه في المعاملة لحاجته إلى العمل أو المال الذي يسترزق منه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم).

وينبغي للحكومة كذلك أن تحرص كل الحرص على إفادة العمال وتنمية مهاراتهم وتعليمهم وتدريبهم فهي مسؤولية تقع أكثرها على عواتقهم ليتحسن العمل ويزداد الانتاج، فكما قيل: السلطان ولي ما لا ولي له.

وليحرص أرباب العمل كذلك على توظيف العمال بحسب قدراتهم ومهاراتهم ويجدر بالحكومة أيضا أن تؤمن لهم الأعمال وأن تعوضهم بدل الإعاقة أو العاهة

ومن يعيلونهم سواء كانوا يعملون في القطاع الحكومي أو الخاص، فالدولة مسؤولة عن أي خلل أو ضرر- لا قدر الله- قد يقع على العمال.