1006347
1006347
إشراقات

توقير النبي «صلى الله عليه وسلم» من خلال القرآن الكريم

11 مايو 2017
11 مايو 2017

متابعة: سيف بن سالم الفضيلي -

في الجزء الثاني والأخير من محاضرة للداعية داود بوسنان حول توقير النبي (صلى الله عليه وسلم) من خلال القرآن الكريم أوضح بوسنان انه ليس للمؤمنين أن يرفعوا من أصواتهم فوق صوته صلى الله عليه وسلم سواء إذا كلم بعضهم بعضا في حضرته أو حين مخاطبته صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ».

كذلك ليس لهم التوجه إلى مناجاته (صلى الله عليه وسلم) إلا بعد تقديم صدقة للفقير طهارة لأنفسهم قبل لقائه صلى الله عليه وسلم وذلك للقادر منهم دون العاجز يقول سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» كذلك ليس لهم دخول بيوته صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن يأذن لهم، وليس لهم الحضور قبل الموعد المحدد، وليس لهم التأخر عن الموعد، وليس لهم المكوث بعد انتهاء الموعد فعليهم بعد الفراغ من الموعد أن ينصرفوا مباشرة لان كلًا من ذلك يضيع من وقته صلى الله عليه وسلم الثمين وذلك يؤذيه، ولا يظهر أدنى شكوى لشدة حيائه (صلى الله عليه وسلم) يقول الله سبحانه وتعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ».

كذلك ليس لهم الزواج من نسائه (صلى الله عليه وسلم) يقول سبحانه وتعالى: «وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا» كيف وقد جعل الله سبحانه وتعالى أزواجه أمهات للمؤمنين يقول سبحانه: «وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»، كذلك ليس لأزواجه البقاء معه أن كن يردن الحياة الدنيا وزينتها بالمعنى المراد في الآية يقول سبحانه: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا» كذلك الثواب أو العقاب بالنسبة لأزواجه صلى الله عليه وسلم يكون مضاعفا لأن المرأة التي حظيت بالنبي (صلى الله عليه وسلم) كزوج ليست كالمرأة التي لم تحظ بهذه النعمة يقول سبحانه وتعالى: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ».

هذا كله يدلنا على مكانة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) عند ربه سبحانه وتعالى ونختم حلقتنا هذه بشيء من فضل الله سبحانه وتعالى عليه وفضل الله على رسوله الكريم فضل عظيم الله سبحانه يخاطبه في سورة النساء بقوله: «وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا» واعظم فضل اكرم الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم أن أبعد عنه الشقاء وأسعده في الدنيا قبل الآخرة، وذلك بفضل القرآن هذا الفضل نجده في مطلع سورة طه: «طَه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا».

ربه سبحانه وتعالى يدافع عنه، ويرد عنه سخرية المستهزئين يقول سبحانه وتعالى، وهو يخاطبه: «فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ» إذن ربه يدافع عنه ربه سبحانه وتعالى يزكي لسانه يزكي فؤاده يزكي بصره هذه التزكية نجدها في مطلع سورة النجم «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى» تزكية للسانه، «مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى» تزكية لفؤاده «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى» تزكية لبصره.

ربه سبحانه وتعالى يؤكد له أن المستهزئين به يقرون بصدقه في قرارة انفسهم يقول سبحانه وتعالى: «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ» الله سبحانه وتعالى كذلك يؤكد له تمكنه من الخلق العظيم يؤكد له تمكنه من الحق المبين يؤكد له تمكنه من الهدى والاستقامة: «ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ» وعلى هنا تفيد التمكن في سورة النمل «فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ» في موضع آخر «إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ» في سورة الزخرف «فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».

في أواخر سورة الشورى: «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»، في سورة الضحى الله سبحانه وتعالى يقسم له بأنه ما تركه وما ابغضه ووعده بالعطاء الكثير الذي يرضيه ولا ينقطع عنه يقول سبحانه: «وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى» وفي سورة الكوثر: «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ» كذلك في سورة القلم: «ن * وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ * وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ» هكذا يعده بالعطاء الكثير الذي يرضيه ولا ينقطع عنه.

ومن أعظم العطاء الذي وعد الله به سبحانه وتعالى نبيه الكريم المقام المحمود يقول سبحانه: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» كذلك في سورة الانشراح يبين الله سبحانه وتعالى فضله على نبيه الكريم: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» الله سبحانه وتعالى أزال الضيق والحرج عن صدره وانطلق لسانه يبلغ رسالة ربه بكل ثقة وبكل طمأنينة وكانت المسؤولية أعباؤها ثقيلة عليه في البداية فخففها الله تعالى عنه شيئا فشيئا كما أعلى من درجة ذكره صلى الله عليه وسلم فلا يشهد أحد بأن لا إله إلا الله، وهو يدخل الإسلام إلا وهو يشهد أيضا بأن، محمدا رسول الله ، هكذا ننطق بالشهادتين معا عند دخول الإسلام وعند كل أذان وكل إقامة وكل تشهد: «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ «الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ » وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ».

كذلك يعده بتيسير كل عسير: «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا » إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» وكذلك في آية أخرى: «وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى» فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى» كذلك في سورة الضحى يذكره بفضله عليه فالله سبحانه وتعالى تكفل برعايته وتربيته منذ كان يتيما: «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى» وأوحى إليه بحقائق الكتاب فآمن بها واهتدى «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى » وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى» أغناه الله ربه تبارك وتعالى فلم يفتقر يوما إلى الناس، كذلك الله سبحانه وتعالى تكفل بالعناية به، وخصه برؤية العناية المذكورة في سورة الشعراء قول الحق سبحانه وتعالى وهو يخاطبه: «وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ » الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ « وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ » إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» إذن خصه بالعناية والحفظ في أواخر سورة الطور يخاطبه ربه سبحانه وتعالى: «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا» ومن فضل الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم أيضا انه تكفل بحفظه وحمايته من شر أعدائه وكيدهم قوله الحق سبحانه وتعالى في سورة المائدة: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».

ويؤكد له هذه الحماية في قوله سبحانه: «وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ» هذا في سورة الأنفال وفي سورة الزمر: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ» كذلك في سورة البقرة قول الحق سبحانه وتعالى له: «فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» ومن فضل الله سبحانه وتعالى عليه أنه يدافع عن حقوقه حتى في بيت الزوجية ويتجلى ذلك في سورة التحريم: «إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ».

ومن فضل الله سبحانه وتعالى عليه أنه نصره في مواطن كثيرة بملائكة كرام بجنود لا نراه فعلى سبيل المثال يقول سبحانه «إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا».

ومن فضل الله سبحانه وتعالى عليه أن وفقه لإبرام صلح الحديبية وأيده بالرؤية الصادقة تمهيدًا لكي يفتح له أبواب مكة يقول الله سبحانه له في سورة الفتح: «إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا» ويقول سبحانه: «لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا».

وعندما نتتبع آيات الكتاب العزيز نجد أن الله سبحانه وتعالى لم يقسم بحياة إنسان إلا بحياته (صلى الله عليه وسلم) ذلك لان حياته الشريفة مليئة بالصالحات ومليئة بالخيرات يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الحجر: «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ» وفي سورة البلد يقسم الله سبحانه وتعالى ببلدته مكة وهو مقيم فيها: «لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ « وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ».

كذلك حينما يوجهه في استقبال القبلة الله سبحانه وتعالى يوجهه إلى الكعبة التي يرغب في التوجه إليها يقول الحق سبحانه وتعالى: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا».

وأيضا أكرمه الله سبحانه وتعالى بآية عظيمة حينما نقله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وجعله يقطع المسافة بين المسجدين في مدة وجيزة أقل من ليلة: «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

وكذلك أكرمه الله سبحانه وتعالى برؤية الروح الأمين جبريل عليه السلام عند سدرة المنتهى هذا ما نجده في سورة النجم: «وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى » عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى » «إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى » «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى».