1004244
1004244
تقارير

المواقع الإلكترونية .. الوسيلة الأكثر رواجًا للحجوزات .. ولكن !

10 مايو 2017
10 مايو 2017

«عمان» تفتح ملف الاستعدادات لموسم السفر والإجازات -

1004247

مع بدء العد التنازلي لموسم السفر والإجازات، تلتفت أنظار الكثير من العائلات العاملة في السلطنة الى مواعيد سفرها عائدة الى أوطانها، فيما يشاطرها ذلك الاهتمام عشاق السفر والسياحة، ونحن بدورنا نواصل الحديث عن هذا الرافد المهم في الاقتصاد الوطني.

في الحلقة الماضية تحدثنا عن العروض التي تقدمها شركات الطيران العالمية في سعيها الدائم الى استقطاب اكبر عدد من المسافرين من خلال توفير حزمة من المحفزات التي تجعلهم يقبلون على الحجز على متن طائراتها المتجهة الى بقاع شتى من العالم.

وفي هذه الحلقة نواصل المسير قدما نحو الحديث عن الحجز عبر الإنترنت من خلال طرق جميع أبوابه بنظرة أكثر عمقا وشفافية في الطرح والمضمون العام، على أمل ان تكون هناك حلقات مقبلة نسرد من خلالها واقع الحال كما يحدث في كل لحظة بمطار مسقط الدولي حيث لا نزال ننتظر إذن تسهيل مهمة دخولنا الى صالة المغادرين ونقل الصورة كاملة للقارئ. 

شركات الحجوزات العالمية تقف عاجزة عن الدفاع عن زبائنها في حال تعرضهم للاحتيال -

حــل مشاكــل الإنترنت لا يكــون عبر التوقف عن الحجز إلكترونيا لكن يجب توخي الحذر -

حقيقة صادمة ربما لا يصدقها البعض، مفادها ان بعض الشركات الرائدة عالمية، والتي تعمل في مجال حجوزات الفنادق، تقف عاجزة عن إنصاف الزبائن الذين تعرضوا الى عمليات احتيال أو ابتزاز، أو رد حقوقهم جراء عدم وفاء الشركات بالتزاماتها، وهذا يكبد الزبائن خسائر مالية كبيرة وأحيانا يوقعهم في مأزق غير متوقع.

التفاصيل، أحد المسافرين قام بتأكيد حجزه في فندق من فئة 5 نجوم قبل موعد سفره بفترة من خلال احد المواقع المعروفة عالميا في هذا المجال، الحجز تم عبر البطاقة الائتمانية، دون ان يتم حسب المبلغ مسبقا، وإنما عملية الدفع تتم حسب الشروط التي وضعها الفندق عند الوصول بعملة الدولة المسافر إليها.

ما حدث هو ان المسافر عندما وصل الى الفندق بعد رحلة طيران طويلة، وجد الحجز كما هو مبين في الورق الذي طبعه من الموقع الوسيط، لكن الفندق رفض استقباله، إلا بعد تنفيذ شروط جديدة، وضعها الفندق بنفسه، وهي ان تتم محاسبته بالدولار الذي يساوي 3 أضعاف العملة التي تستخدمها الدولة التي وصل إليها المسافر، ضاربا بالاتفاق المسبق عبر الإنترنت عرض الحائط، وإصراره على الرفض توجه المسافر الى فندق آخر كحل بديل للموقف الذي وضع فيه، وكإجراء احترازي قام المسافر بالتواصل مع البنك في بلده وطلب إيقاف العمل بالبطاقة الائتمانية التي تم الحجز من خلالها.

حتى هنا لم تنته القصة، مع نهاية اليوم وصلته رسالة من الموقع الذي حجز منه، يستفسر عن سبب عدم دخوله الى الفندق الذي حجز فيه خلال رحلته، من جانبه بعث المسافر برسالة للموقع شرح فيها كافة التفاصيل، وما تعرض له من معاملة سيئة، لكن الموقع لم يرد أو يتواصل مع المسافر وكأن هذا الأمر لا يعنيه !.

وفي المساء تلقى المسافر رسالة تفيد بان الفندق حاول سحب مبلغ الإقامة من البطاقة الائتمانية، توجه للفندق الذي أكد بأنه مجرد إجراء روتيني حتى يرد على الموقع بأن الزبون لا يوجد لديه رصيد في بطاقته الائتمانية، وعليه لم يتم السماح له بدخول الفندق -عذر اقبح من ذنب - توجه المسافر الى الشرطة التي أكدت بأنه ضمن قائمة المسافرين الذين يتعرضون لمثل هذه الأمور، والأهم من ذلك ان المواقع الوسيطة التي تقدم خدمات الحجوزات تقف عاجزة عن رد الظلم عن المتعاملين معها وتغليب المصلحة العليا لديها دون النظر الى الزبائن.

وفي هذا الإطار، يرجع بعض المختصين تزايد أعداد المتعاملين مع الحجوزات الإلكترونية الى حقيقة مهمة، وهي أن هناك عددا من المسافرين - سال لعابهم - على عروض وخصومات على فنادق وتذاكر سفر تصل إلى نسب عالية تتجاوز 40% وربما اكثر من ذلك بكثير وخلال السنوات القليلة الماضية، ظهرت مجموعة من المواقع المزيفة التي بدأت تنشط في الآونة الأخيرة عبر الإنترنت، ولكنها محدودة وقليلة الانتشار في السوق عالميا، وهذه المواقع إذا انتشرت بصورة أكبر فستسبب ضررا كبيرا للمسافرين وتلحق بهم الخسائر لأنها قادرة على أن تستولي على بيانات المستخدمين وحساباتهم من خلال بطاقات الائتمان الخاصة بهم، ويرجع البعض الآخر انتشار هذه المواقع إلى وقوع المسافرين تحت ضغط الخصومات الكبرى، وقلة وعيهم، وعدم تمييزهم بين الموقع المزيف والحقيقي.

العالم أصبح متسارعا للغاية

نعلم جيدا بان التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم اصبح متسارعا للغاية، فالهدف من دوران عجلة الزمن هو سرعة انجاز المعاملات، فأصبح التخطيط لحجز رحلتك القادمة أمرا بغاية السهولة، حيث لا يتوجب عليك الاعتماد على نصائح الأصدقاء، أو اللجوء الى مكاتب السفر والسياحة المنتشرة في السلطنة، لكن كل ما عليك فعله هو استكشاف الأماكن عبر المواقع الإلكترونية، التي تمكنك من حجز الرحلات بنفسك، وانت جالس في مكانك دون ان تحرك ساكنا، كل ما عليك فقط سوى كبسة زر على أجهزة حاسوبك الشخصي، أو هاتفك الذكي، أو الحاسوب اللوحي(الايباد)، فهناك غابة مليئة بالإعدادات والتطبيقات التي توفر الحجوزات بأشكالها المختلفة.

وهذه التقنية الحديثة في الإنترنت، استطاعت ان تبسط سيطرتها على مكاتب السفر، وتشاركها ان لم تكن قد خطفت منها الربح الوفير، ولذا عمدت بعض شركات السفر والسياحة الى إيجاد تطبيق خاص بها تطرحه ضمن أنظمة الهواتف النقالة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية كخدمة إضافية لعلها تستطيع اللحاق بالركب.

حجز الرحلات بشكل آمن

لكن هناك سؤالا يطرق عقول شريحة عريضة ممن يستخدمون الإنترنت في عمليات الحجوزات بأغراضها المختلفة، ويتمثل ذلك في كيفية حجز الرحلات بشكل آمن دون الوقوع في ايدي المحتالين ؟

ببساطة شديدة يصلك الجواب الشافي، ولكن مع هذه السهولة الكبيرة، يأتي الخطر الأكبر، إذ أن هناك العديد من المترصدين الجاهزين لملاحقة ضحيتهم بمجرد قيامها بحجز الرحلة على الإنترنت، وهنا نؤكد على انه ليست كل عملية حجز عبر الإنترنت مستهدفة وإنما بعضها تصله الأعين.

طرق الاحتيال عبر الإنترنت

قصة اخرى تبدأ من هنا، يصنف خبراء الإنترنت نوعية الاحتيال التي يسلكها المهاجمون لضحاياهم عبر طريقتين، وهما الأولى: والتي تعد الأسوأ، وهي تتم عبر عرض صور على الإنترنت لملكية زائفة، حيث يدفع المسافر مبلغا من المال كتأمين مسبق، ثم يختفي المحتال في فضاء العالم الرقمي، لأنه ببساطة شديدة لا يتعامل مع شخص معروف، وإنما مع نظام إلكتروني، ولذا لن يجده عندما يحتاجه، مما يعني أنه هو وحده يتحمل مسؤولية ذلك بنفسه.

وكلنا يدرك إذا كان التعامل مع مكتب سفر وسياحة فإن المسؤولية تقع على المكتب، وهو يقوم بخدمة المسافر عبر الاتصال به بشكل مباشر، مما يجعل الأمور أكثر وضوحا وأمانا.

أما الطريقة الثانية، والتي لا تقل سوءا، فهي عرض صور وتفاصيل لملكيات سبق حجزها بالفعل، ويقوم المسافر بحجزها لظنه بأنها متاحة، ليكتشف فقط لحظة وصوله بأنه وقع ضحية الاحتيال.

ولتدارك مثل هذه الأمور يجب التحقق من سمعة الموقع الإلكتروني، فقد تقوم أحيانا بحجز رحلتك عن طريق موقع لم تسمع به مسبقا، وغير مألوفة بالنسبة لك، لذا لا تثق بأي موقع لا تعرفه، ويمكنك التحقق من سمعة موقع بالاطلاع على تعليقات المستخدمين، والتي سيدرجها أي موقع حجز رحلات جدير بالثقة.

كما يجب أن تتضمن هذه المواقع بيانات للاتصال، فإذا كنت لا تعرف الموقع، أو لديك أسئلة معينة، يمكنك الاتصال بهم مباشرة، وسيعكس لك الحديث معهم ما إذا كانت جهة جديرة بالثقة أم لا.

ويحذر الخبراء من نقطة الدفع عن طريق التحويلات، بل ينصحون باستخدام البطاقات الائتمانية، والتي ربما تتيح استعادة المال في حالة الاحتيال، وتحقق دوما من أنك ترى “https” في عنوان الموقع لدى قيامك بالدفع عبر بطاقتك الائتمانية على الإنترنت.

نقطة اخرى يحذر منها بعض المختصين وهي عدم الدفع باستخدام هاتفك النقال أثناء وجودك خارجا، فقد يصعب عليك التأكد من استخدام موقع آمن أثناء قيامك بالدفع باستخدام هاتفك، بسبب صغر الشاشة، وتعدد واجهات المتصفح، لذا فإن السيناريو المثالي لحجز الرحلات هو من جهاز الحاسوب، ولكن إذا اضطررت لاستخدام الهاتف المحمول، فقم بحماية جهازك اللوحي أو هاتفك الذكي باستخدام حزمة أمنية مخصصة لحماية الهاتف المحمول.

تحديات الحجز الإلكتروني

اغلب المسافرين يواجهون مشاكل عديدة خلال الحجز الإلكتروني، وبعضهم يحاولون ثم في النهاية يلوذون الى المكاتب السياحية بوصفها منقذا وحلا أخيرا قادرا على مواجهة مشاكلهم مع الحجز الإلكتروني، ومن أن أكثر المشاكل التي يواجهها الناس مع الحجز الإلكتروني تتمثل في إلغاء الحجز؛ حيث ترفض بعض الفنادق ذلك، أو في حال القبول فإنها تتأخر في إرجاع المبلغ الذي تم سحبه من البطاقة الإلكترونية لمدة تصل إلى شهر أو يزيد عن ذلك مما يسبب مشاكل وقلقا لدى المسافرين.

ان احتيال بعض مواقع الحجز الإلكتروني الوهمية قد يعتبر أحد مساوئ الحجز الإلكتروني بعيدا عن مكاتب السياحة، وهناك حالات يتعرض خلالها المستخدمون للخداع من قبل شبكات على الإنترنت تدعي أنها متخصصة بحجوزات التذاكر والفنادق، وتقدم خصومات خيالية، غير أن الحقيقة هي أن هذه الخصومات سراب وأن مصدرها شبكات تعمل على سرقة البيانات الائتمانية للمستخدمين من خلال استخدام البطاقة الإلكترونية.

ناهيك انه ثمة أنواع أخرى من المشاكل يواجهها الزبائن عند الحجز الإلكتروني وتتمثل غالبا في خسارة المبالغ المدفوعة إذا حدث أي خطأ خلال الحجز أو إذا أراد إلغاء الحجز أو تأجيله عندئذ يخسر المبالغ التي دفعها.

تنامي ظاهرة بيع التذاكر

ومن الملاحظ عالميا، في الوقت الراهن تنامي ظاهرة بيع تذاكر السفر المخفضة عبر وسطاء مجهولين، وعصابات دولية محترفة في هذا المجال على الإنترنت، وكثيرا ما تطالعنا الأخبار عن وقوع مجموعة من الأفراد في عمليات احتيال خلال بيع حجوزات وهمية على كثير من خطوط الطيران، خاصة مع حلول اجازة الصيف، وبعضهم اكتشفوا الخديعة بعد فوات الأوان. وللمعلومة فقط، في الدول الأوروبية تزدهر تجارة التذاكر، فهناك مجموعة متخصصة من العارضين يقدمون خصومات تصل الى 50% أي النصف من قيمة التذاكر، والسبب يعود في ذلك الى بيع تذاكر سفر وهمية، تم حجزها ببطاقات ائتمانية مسروقة، بعد أن تقوم عصابات بعمل سطو أو(هاكر) على المواقع الإلكترونية، ومواقع بعض البنوك، ويقومون بشراء تلك التذاكر، وبيعها بأسعار أقل من ثمنها، وتكون غير معلومة المصدر، لكن اصل التذكرة صحيح من الناحية الشكلية إلا أنها محجوزة بطريقة احتيالية.

وتعتمد هذه العروض الوهمية على سرقة بيانات البطاقات الائتمانية، ويحجز بها التذاكر على مواقع تذاكر شركات طيران عالمية ولوجهات متعددة، وفي حالة إتمام عملية السفر بهذه التذاكر، واكتشاف عملية السرقة، يتم التعميم على المسافر عن طريق جهات الاختصاص لشرائه تذاكر محجوزة ببطاقات ائتمانية مسروقة، بل قد يصل الأمر إلى أن يتم وضعه على قائمة القبض عليهم في اكثر من دولة، لذلك يدعو المراقبون والمهتمون بقطاع الطيران المدني الى التعامل مع وكالات معروفة أو شركات سياحية معتمدة. ربما هذه النقطة قليلة، أو نادرة الحدوث في عالمنا العربي أو في منطقة الخليج، كون التقنية المستخدمة في هذا النوع من الاحتيال عالية المستوى، فالمسافرون في الدول العربية تحديدا يحجزون عبر مكاتب السفر والسياحة أو عبر المواقع الرسمية لشركات الطيران العالمية.

تفاصيل الرحلة

بعض مواقع حجز التذاكر تعرض أسعار التذاكر دون ان تفصح عن العمولة التي تتقاضاها أو حتى الرسوم والضرائب التي يجب ان يدفعها المسافر إضافة إلى سعر التذكرة ولذا فان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) يشدد على ان تقوم شركات الطيران بالإفصاح عن عروض الأسعار المقدمة أو المعلنة للجمهور بكافة الرسوم والضرائب لتعرف كلفة الرحلة كاملة، وفي الواقع هناك مجموعة من شركات الطيران تتمتع بالشفافية وتقوم بذلك فعلا، إلا أن البعض الآخر يعلن عن أسعار التذاكر فقط دون الإشارة إلى باقي الرسوم والضرائب لذا، يجب الحرص دائما على معرفة الكلفة الكاملة للرحلة قبل سداد قيمة التذكرة.

بعض المستخدمين لا يقرأون كل الشروط عند القيام بالحجز وقبل عملية الدفع ليطلع على شروط التأجيل والإلغاء وعندما يؤجل يفاجأ بأنه دفع غرامة، وبما أنه يتعامل مع الإنترنت فلن يفيده أي تواصل مع موقع الحجز، وهنا يكمن الفارق الأهم بين الحجز الإلكتروني والحجز عبر مكاتب السياحة، فالأخير يوفر خدمة التواصل الدائم طوال مدة الرحلة، حيث يمكن عبر اتصال سريع أن يجري موظف المكتب التعديلات اللازمة بسهولة وبساطة.

مصداقية الموقع والعروض

ومن خلال ما سبق نؤكد على أهمية توخي راغبي السفر كل درجات الحذر والحيطة عند القيام بالحجز عبر المواقع الإلكترونية التي باتت تعتبر الوسيلة الأكثر رواجا لحجز التذاكر على متن الطائرات، مشددين على ضرورة البحث والتأكد من مصداقية المواقع وخصوصا أن هناك بعض المواقع غير المعروفة التي تقدم عروضا ترويجية مذهلة وخصومات على تذاكر السفر تصل إلى 50% لتستدرج الزبائن ثم تستولي على بياناتهم ومعلوماتهم الائتمانية.

إن ظاهرة المواقع الإلكترونية المزيفة انتشرت في السابق بوتيرة متسارعة غير أن المشهد بات حاليا مختلفا؛ حيث قل مدى انتشارها نتيجة كشفها بسرعة بعد عملية أو عمليتين فقط مما يحد من أهدافها التوسعية ويجعلها تفشل في تحقيق مرادها. إن ما يحد من انتشار هذه الظاهرة هو ضرورة أن يتم تسجيل أي موقع حجز بشكل رسمي والمواقع غير المسجلة غير آمنة ولابد من تحري الدقة عند القيام بعملية الدفع عبر البطاقة الائتمانية كي لا تتعرض للسرقة.