1008085
1008085
العرب والعالم

أنقرة: القرار الأمريكي بتسليح «وحدات حماية الشعب» يهدد تركيا

10 مايو 2017
10 مايو 2017

مقتل 11 بينهم 4 أطفال في ضربات جوية للتحالف شمال الرقة -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

حثت تركيا الولايات المتحدة امس على العدول عن قرار تسليح قوات كردية تقاتل تنظيم داعش في سوريا، قائلة إن كل سلاح تحصل عليه وحدات حماية الشعب يمثل «تهديدا لتركيا».

وجاء هذا الرد الغاضب قبل أسبوع من زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لواشنطن لعقد أول اجتماع له مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وافق على تسليح الوحدات لدعم حملة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984 وتعتبره تركيا والولايات المتحدة وأوروبا منظمة إرهابية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو خلال زيارة يقوم بها للجبل الأسود إن امدادات سلاح سابقة لوحدات حماية الشعب انتهى بها الأمر في يد حزب العمال الكردستاني، وقال «حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب تنظيمان إرهابيان ولا يختلفان عن بعضهما إلا في الاسم. كل سلاح تحصل عليه (الوحدات) تهديد لتركيا». وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب شريكا يعتد به في قتال تنظيم داعش في شمال سوريا وتقول إن تسليح القوات الكردية ضروري لاستعادة الرقة معقل التنظيم في سوريا ومركز التخطيط لهجمات على الغرب. وقالت وحدات حماية الشعب الكردية إن قرار الولايات المتحدة بتسليح مقاتليها من شأنه تحقيق نتائج سريعة ويساعدها على أن «تلعب دورا أكثر تأثيرا وقوة وحسما في محاربة الإرهاب وبوتائر عالية».

من جهته، اعلن وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس امس ان الولايات المتحدة «ستبدد قلق» تركيا بشأن قرار بلاده تزويد المقاتلين الأكراد بالأسلحة والذين تعتبرهم انقرة بأنهم «ارهابيون».

وقال ماتيس خلال مؤتمر صحفي في ليتوانيا «سنعمل بشكل وثيق مع تركيا لتعزيز امنها على الحدود الجنوبية»، وأضاف «نجري مباحثات منفتحة جدا حول الخيارات وسنعمل معا لتبديد القلق... لست قلقا بتاتا بشأن حلف شمال الأطلسي والعلاقات بين بلدينا».

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الاول إنها على دراية بالمخاوف في تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي قدمت دعما حيويا للحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وانطلقت طائرات مقاتلة تنفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتشدد من قاعدة إنجرليك الجوية التركية.

ولم يرد أردوغان بعد على قرار ترامب لكنه كثيرا ما انتقد الولايات المتحدة لدعمها لوحدات حماية الشعب الكردية. وقال نور الدين جانيكلي نائب رئيس الوزراء التركي إنه يتعين على الولايات المتحدة العدول عن قرارها. وأضاف في مقابلة مع قناة خبر التلفزيونية التركية «نأمل أن تتوقف الإدارة الأمريكية عن هذا الخطأ وتعود عنه»، وأضاف «مثل هذه السياسة لن تكون مفيدة. لا يمكن أن نكون في نفس السلة مع المنظمات الإرهابية».

وتقول أنقرة منذ فترة طويلة إنه يتعين على واشنطن تحويل الدعم المتعلق بالهجوم على الرقة من القوات الكردية إلى مقاتلي المعارضة السورية الذين دربتهم تركيا وقادتهم في هجمات على التنظيم المتشدد خلال العام المنصرم رغم تشكيك الإدارة الأمريكية في القدرات العسكرية لهذه القوات.

وقال جانيكلي «لا صحة للتصريحات القائلة بأن الهجوم البري على داعش (تنظيم داعش) لا يمكن أن ينجح دون وحدات حماية الشعب. آمل أن يعدلوا عن هذا الخطأ» .

ورغم النبرة الغاضبة ليس أمام حكومة أردوغان فرص تذكر لتغيير القرار الأمريكي وأي إجراء انتقامي سيكون له ثمن. وقال تشاووش أوغلو إن أردوغان سيبحث الأمر مع ترامب خلال زيارته لواشنطن المقررة يومي 16 و17 مايو، مشيرا إلى عدم وجود خطط لإلغاء المحادثات احتجاجا على القرار. وقال سنان أولجن الدبلوماسي التركي السابق والمحلل بمركز كارنيجي أوروبا «المجال محدود أمام تركيا... أعتقد أن واشنطن قامت بتقييم ذلك عندما اتخذت هذا القرار».

ورغم أن تركيا قد تضع قيودا على استخدام قاعدة إنجرليك إلا أن ذلك سيعطل العمليات ضد تنظيم داعش الذي يهدد تركيا ذاتها والذي أعلن مسؤوليته عن هجمات بما في ذلك هجوم على مطار اسطنبول.

ويمكن أن تصعد تركيا أيضا ضرباتها الجوية على أهداف لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ووجهت طائرات تركية ضربات لمقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا ومنطقة سنجار بالعراق بنهاية الشهر الماضي. لكن تشاووش أوغلو وجانيكلي أشارا إلى رد دبلوماسي وليس عسكريا على قرار ترامب.

والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة الأخير لواشنطن، المقرر استمرارها 3 أيام . وقالت الخارجية الروسية إن القضية السورية ستكون على رأس الملفات التي سيبحثها الطرفان. وقال البيت الأبيض في بيان، ان ترامب سيستقبل لافروف في واشنطن، وسيعقد اللقاء في المكتب البيضاوي، وراء أبواب مغلقة، من دون حضور الصحفيين وتأتي زيارة لافروف لواشنطن، بعد نحو شهر على زيارة قام بها تيلرسون الى موسكو، بعد الضربات الامريكية على سوريا، حيث التقى نظيره الروسي، وكشف لافروف حينها عن حصول «تقدم جزئي» في المباحثات وتم الاتفاق على مواصلة التعاون لمحاولة إيجاد حل سياسي في البلاد وإنشاء مجموعة عمل مشتركة خاصة بتسوية الخلافات بين البلدين، بما في ذلك، الخلافات حول الأزمة السورية.

ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان امس إن ضربات جوية قتلت 11 شخصا على الأقل منهم أربعة أطفال في قرية شمال مدينة الرقة السورية الليلة قبل الماضية. وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب إن طائرات يعتقد أنها تابعة لتحالف تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش قصفت قرية الصالحية قبل منتصف الليل مما أسفر كذلك عن إصابة بعض المدنيين بجروح.

ولم يتسن الاتصال بمتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتعليق. وقال الجيش الأمريكي إنه يبذل «جهودا استثنائية» لتجنب قتل مدنيين أثناء عمليات قصف في سوريا والعراق.

ويدعم التحالف مقاتلين سوريين بضربات جوية وقوات خاصة في إطار حملة لعزل مدينة الرقة، مركز عمليات التنظيم المتشدد في سوريا، واستعادة السيطرة عليها.

وقال المرصد إن ضربات جوية يعتقد كذلك أن التحالف نفذها في وقت سابق هذا الأسبوع قتلت عشرة أشخاص كانوا يقودون سيارات في مناطق صحراوية تربط الأجزاء التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة الرقة مع ريف حماة القريب.

وفي الشأن الإنساني، دخلت قافلة مساعدات انسانية وغذائية عبر الهلال الاحمر السوري الى الغوطة الشرقية لدمشق عبر معبر مخيم الوافدين.

وخرجت الدفعة التاسعة من مسلحي حي الوعر، باتجاه جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، تنفيذا لاتفاق المصالحة وتمهيدا لإنهاء جميع المظاهر المسلحة في الحي. وأكد محافظ حمص طلال البرازي بتصريح صحفي ان «عملية إخلاء حي الوعر من المسلحين مستمرة بنجاح دون أي عقبات»، وتابع البرازي انه تم إخراج دفعة جديدة من المسلحين مع البعض من افراد عائلاتهم من الحي. وتوقع محافظ حمص خروج الدفعة الأخيرة من المسلحين قبل 20 مايو الجاري وفق بنود الاتفاق الذي بدأ تنفيذه بتاريخ 18مارس. وتوجهت دفعتان من المسلحين وعائلاتهم إلى مخيمات في محافظة إدلب، بينما توجهت 6 دفعات إلى مخيمات في ريف حلب الشمالي.