1000916
1000916
مرايا

بعلبك .. مدينة الشمس

10 مايو 2017
10 مايو 2017

بعلبك مدينة لبنانيّة تقع في شمال سهل البقاع، وإلى الشرق من نهر الليطاني، وتحيط بها من الشرق والغرب السلاسل الشرقيّة والغربيّة لجبال لبنان، وهي تعلو عن سطح البحر بما يقارب ألف ومائة وثلاثة وستين متراً، وتبعد عن بيروت العاصمة ما يقارب ثلاثة وثمانين كيلومتراً من جهة الشمال الشرقيّ للمدينة.

سمّيت المدينة بهذا الاسم نسبةً إلى كلمة «بعل» والتي تعني في اللغة السامية القديمة الربّ أو السيّد، وكلمة «بك أو بق» فإنّها تعني المدينة أو البقاع»، ولذلك فإنّ اسمها يعني مدينة «الإله البعل»، وقد لقبها الرومان القدماء بمدينة الشمس.

اختار الفينيقيون مكان هذه المدينة لبنائها على تلّ عالٍ لوفرة مصادر المياه فيها، ولكونها تعتبر موقعاً استراتيجياً للربط بين الخطوط البريّة، وكذلك لوجودها في منتصف سلاسل جبال الغربيّة.

ونظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وأهميّتها الزراعية، أصبحت في عام 47 ق.م. مستعمرة رومانية بأمر من يوليوس قيصر والموقع المختار لبناء أكبر الهياكل الرومانية كمعبد باخوس التي عكست ثروة وقوة الإمبراطورية الرومانية. وقد استمرت عمليات البناء أكثر من مائتي عام وأشرف عليها أباطرة رومانيون مختلفون. ومن أجل الوصول إلى هذه الهياكل، لا بد للزائر أن يمر أولا بالأروقة الرومانية الضخمة وبساحتين تحيط بهما الأعمدة المهيبة.

وتعتبر مدينة بعلبك من أشهر المدن اللبنانيّة السياحيّة، وخاصة في سياحة الآثار التاريخيّة، وذلك لوجود الكثير من المعالم التاريخيّة الرومانيّة فيها؛ كقلعة بعلبك والتي تحوي على الكثير من الآثار الإسلاميّة والمعماريّة والآثار الفينيقيّة أيضاً، ومن معالمها الأخرى أيضاً المسجد الأمويّ الكبير، ومسجد الظاهر بيبرس، وكذلك فإنّها وجهة للسياحة الدينيّة لوجود عدد من الأضرحة فيها، كما تشتهر هذه المدينة بكثرة المهرجانات الغنائيّة التي تقام فيها، والتي تستقطب أشهر الفنانين العرب والأجانب.

وكانت بعلبك مهداً وحضناً للكثير من العلماء والأدباء الذين ترعرعوا فيها؛ كالإمام الأوزاعي، والشيخ البهائيّ الحارثي، وخليل مطران، والحرفوشي، وغيرهم الكثير.

وقد تعرضت في عام ألف وثلاثمائة واثنين وسبعين إلى سيل عارم أدّى إلى وفاة الآلاف من سكانها، وكذلك اختفاء الكثير من معالم المدينة التي تعرضت للطمر نتيجة ما حمله الطوفان.

أعمدة بعلبك

بنى الرومان في المدينة أضخم معابدهم لثلاثة من ألهتهم وهم: جوبيتير وفينوس وميركوري. وفي القرن السادس الميلادي ضرب بعلبك زلزال دمر العديد من معالمها. ويعتبر معبد جوبيتر أضخم المعابد الرومانية على الإطلاق. ولم يتبق من الأعمدة الكورينثية الـ 54 إلا 6 أعمدة فقط. أما معبد باخوس فهو مــن أفضل المعابد الرومانية حفظاً في الشرق الأوسط. يعدّ معبد باخوس أكبر من الـ «بانتيون» في أثينا. ومعبد فينوس، فهو بناء أصغر من بقية المعابد، شيد جنوب شــرق المجمع. وحــوّل المعبد خلال العصر البيزنطي إلى كنيسة تكريماً ل القديسة بربارة. ولم يتبق من معبد مركوري سوى جزء من الدرج المؤدي إليه على هضبة الشيخ عبد الله، على مقربة من موقع المعبد الأساسي.

وخلال الحكم الأموي بني مسجد أثاره ما زالت أمام مدخل الاكروبوليس إلى الشرق من مدخل المعبد الكبير. وعند مدخلها الجنوبي يقع مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين --. ويستطيع الزائر قبل مغادرته بعلبك مشاهدة بقايا جامع أم عياد الذي يقال أنه بني على انقاض كنيسة مار يوحنا التي بناها البيزنطيون عندما كانوا متواجدين في المنطقة.