tahira
tahira
أعمدة

نبـض الــدار :المناحل في مسقط

08 مايو 2017
08 مايو 2017

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

تتقلص الرقعة الزراعية في محافظة مسقط بسبب الزحف العمراني، وقيام وزارة الإسكان بتخطيط الأراضي للسكني والصناعي والتجاري.

ومع ذلك تبقى الاراضي الزراعية رئة توفر لسكان مسقط هواء نقيا وبيئة متوازنة تملأ النفس اخضرارا ونقاء، وملحوظة جهود بلدية مسقط في إضافة الاخضرار الى الطرق والدوارات والتقاطعات مما خفف بعض ثقل تلوث الهواء من عادم العربات وخاصة الثقيلة التي تجوب مسقط من أقصاها الى أقصاها، والتلوث الناجم عن المصانع.

ان كبر حجم محافظة مسقط يستوجب الحفاظ على المزارع فيها وتعزيزها، وخاصة ناحية مدينة النهضة والعامرات والسيوح الملحقة بها، او الخوض، فقساوة البيئة الجبلية الصلدة والحارة جدا توازنها البيئة الزراعية والسيوح التي تنتشر فبها أشجار الغاف والسدر والسمر. لم يتسن لي حقيقة الاطلاع على نسبة المزارع والأراضي الزراعية الى النسبة الكلية لأرض محافظة مسقط. لكن ما اجمل طريق السيب بمزارعه التي تعطي طابعا فريدا ومختلفا عن الطابع الخرساني الصلد والجاف المنتشر في كل مكان.

ان المساحات الخضراء والأشجار ترتبط بها العديد من المهن المهمة مثل رعي الحيوان او إنشاء المناحل، ناهيك عما تعطيه الأرض الزراعية من محصول زراعي. ولامتداد تخطيط الأراضي، فقد اصبح النحالون يشتكون من عدم تجاوب وزارة الإسكان معهم في تأجيرهم أراض في مسقط بصفة المنفعة لتربية النحل رغم استصدارهم موافقة وزارة الزراعة وتحقيقهم الاشتراطات المطلوبة. فيقول نحالو مسقط، انهم كلما رأوا سيوحا تتناسب مع تربية النحل، إجابتهم وزارة الإسكان أنها مخططة لأغراض أخرى.

ويتبادر الى الذهن السؤال الآتي: نعرف ان أي تخطيط يشمل أراضي سكنية وأخرى تجارية وغيرها صناعية بنسب معينة ومحسوبة، فأين نسبة الأراضي الزراعية في هذه المخططات رغم أهميتها الشديدة، فهي الرئة الواقية من التلوث والعوادم، وتلطيف درجات الحرارة، وهي جمال للعين وجمال للمنظر مع ما توفره من عائد زراعي وحيواني لسكان مسقط وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وقد لاحظت في بعض بيوت مسقط احتفاظ البعض ببقرة أو ماعز رغم ضيق المنزل بسكانه . فإذا تسنت أراض مؤجرة لهذه الأغراض للشباب الراغب، وفي أماكن تحددها وزارة الإسكان من باب الموازنة بين السكني والتجاري والصناعي والزراعي، ألن يكون ذلك مصدر دخل وتكسب للراغبين العمل في مهن الزراعة والنحل و تربية الحيوان.