الاقتصادية

تحسن حركة الاستثمار في سوق مسقط مع اقتراب تخصيص مسقط لتوزيع الكهرباء

06 مايو 2017
06 مايو 2017

تقرير «أوبار كابيتال» الأسبوعي .. نظرة على السوق والتوقعات -

«عمان»: أوضح تقرير “أوبار كابيتال” الأسبوعي أن المؤشر العام لسوق مسقط تراجع بنسبة 0.9% على أساس أسبوعي خلال الأسبوع السابق مختتما التداولات عند مستوى 5,475.92 نقطة إلا أن عوامل مثل المضاربات وصفقات على أسهم محددة لعبت دورا مهما في دعم أحجام وقيم التداول في السوق.

وتطرق التقرير إلى أهم الأحداث خلال الأسبوع المنصرم، وعلى رأسها بيان صحفي تضمن قرب بدء “مجموعة نماء القابضة”، بالتعاون مع شركة أوبار كابيتال (يو كابيتال) كاستشاري مالي ومدير الطرح، المرحلة الأولى من عملية تخصيص شركة مسقط لتوزيع الكهرباء، إحدى شركات مجموعة نماء وذلك بتوجيهات من الحكومة ممثلة بوزارة المالية والهيئة العامة للكهرباء والمياه. ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من عملية التخصيص خلال الأيام القادمة وذلك بدعوة مؤسسات استثمارية عٌمانية مختارة للمشاركة على أن يلي ذلك اكتتاب عام للعُمانيين فقط.أغلق المؤشر العام لسوق مسقط للأوراق المالية على تراجع أسبوعي نسبته 0.9% عند مستوى 5,475.92 نقطة. وسجل كل من مؤشر الخدمات والمؤشر المالي تراجعا بنسبة 0.62% و0.37% على أساس أسبوعي الى 2,815.93 و8,035.22 على التوالي في حين ارتفع مؤشر الصناعة بشكل طفيف بنسبة 0.03% الى مستوى 7,503.93 نقطة. وأغلق مؤشر سوق مسقط المتوافق مع الشريعة بتراجع طفيف نسبته 0.06% عند مستوى 801.10 نقطة.

وفي التحليل الفني الأسبوعي، لا يزال المؤشر العام لسوق مسقط يميل للانخفاض مقترباً من ملامسة مستوى 5,465 نقطة. فنياً يشير مؤشر القوة النسبية الى بقاء مستواه فوق مستوى 30 الأمر الذي يشير الى أن أسعار اسهم شركات المؤشر قد أصبح سعرها منخفضاً جداً قياسا بالفترة الماضية، أما مؤشر تدفق السيولة MFI فقد لامس مستوى الدعم عند 22 ويغلق حالياً دون هذا المستوى. وتؤكد قراءة مؤشر البولينجر توقع دخول السوق في مرحلة جني الأرباح، حيث يغلق المؤشر حالياً دون خط المقاومة لمؤشر البولينجر. للمؤشر العام مستوى دعم عند 5,450 نقطة.

يظهر تحليل الفئات الاستثمارية للأسبوع السابق استمرار دخول الاستثمار المؤسسي الأجنبي للسوق حيث سجل صافي شراء بمبلغ 0.97 مليون ر.ع. كذلك سجل المستثمرون المحليون الأفراد صافي شراء بمبلغ 0.33 مليون ر.ع. وعند تحليل تحركات نتائج عمليات المستثمرين خلال الأربعة الأشهر الأولى نجد أن الاستثمار المؤسسي المحلي أسهم بدعم استقرار السوق بشكل قوي حين سجل صافي شراء 35.26 مليون ر.ع. ممتصا الضغوط القوية من قبل معظم الفئات الأخرى خاصة الاستثمار المؤسسي الأجنبي.

في قطاع الاتصالات، أعلنت هيئة تنظيم الاتصالات انتهاء وغلق موعد تسليم عروض الحصول على ترخيص المشغل الثالث لتقديم خدمات الاتصالات العامة المتنقلة في البلاد. وطبقا لإفصاحات على موقع السوق المالية السعودية وسوق الكويت للأوراق المالية وسوق أبوظبي للأوراق المالية تقدمت كل من شركة الاتصالات السعودية وشركة زين للاتصالات المتنقلة الكويتية ومجموعة الإمارات للاتصالات (ETISALAT) بعروض للمنافسة على الرخصة الثالثة لشبكة الهاتف المحمول. تضمنت العروض خطة أعمال متكاملة وخطة تقنية إضافة إلى الخطة المالية والعرض المالي مقابل قيمة الرخصة. ومن المتوقع الإعلان عن القائمة المختصرة للمتقدمين المتأهلين في 14 أغسطس القادم على أن يعلن الفائز في 4 سبتمبر حسب مذكرة المعلومات الصادرة من قبل الهيئة.

وطبقا لأحدث البيانات، سجل عدد منتفعي الهواتف المتنقلة نموا خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 1.6% الى 6.97 مليون مشترك في شهر مارس بدعم رئيسي من زيادة قاعدة الزبائن المشغلين. وقد شكلت نسبة الهاتف المتنقل (مدفوع القيمة مسبقا) 91 % من إجمالي عدد مشتركي الهواتف المتنقلة خلال شهر مارس من العام الحالي. النمو اللافت كان في عدد الاشتراكات النشطة للانترنت ذي النطاق العريض بالهاتف المتنقل الذي بلغ 13.4% عند 4.46 مليون اشتراك أي بزيادة 526.2 ألف اشتراك خلال ذات الفترة مما يظهر الدور الهام للبيانات في نمو إيرادات القطاع

وقد سجل المشغلون المحليون (عمانتل وأريد عمان) تراجعا في صافي أرباحهما خلال الربع الأول لعام 2017 حيث انخفض إجمالي صافي الربح بنسبة 35.2% بضغط من أثر زيادة الأتاوة والضرائب.

وفي موضوع آخر، أعلنت شركة الأنوار القابضة عن قيامها بتوقيع اتفاقية شراكة مع شركة هورموزجان للأسمنت (إيران) بهدف تأسيس شركة جديدة تحت اسم “شركة هرمز الأنوار للأسمنت ش.م.ع.م” لإنشاء وحدة لطحن الأسمنت في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. وأشار الإعلان الى أن الطاقة الإنتاجية ستترواح بين 0.6 و1 مليون طن سنويا وأن إجمالي حجم الاستثمار في هذا المشروع قد يصل الى 10.5 مليون ر.ع. تجدر الإشارة الى أن كلا من شركة إسمنت عمان وشركة ريسوت للإسمنت قد قاما سابقا بتسجيل شركة محدودة المسؤولية لدى هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تحت مسمى الوسطى للاسمنت ش م م. بهدف إقامة مصنع اسمنت جديد. وقد أشار تقرير مجلس إدارة شركة إسمنت عُمان الأخير الى أن العمل لا يزال قائما على دراسة الجدوى الاقتصادية من قبل استشاري المشروع على أن يكتمل خلال الربع الثاني من العام الحالي.

محليا، أظهرت بيانات متعلقة بالتجارة الخارجية صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تسجيل الميزان التجاري فائضا بمبلغ 1.22 مليار ر.ع. خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2016. وشهدت الصادرات السلعية تراجعا بنسبة 24.2% على أساس سنوي خلال الفترة ذاتها الى 9.4 مليار ر.ع. بسبب انخفاض صادرات النفط والغاز في حين تراجعت الواردات السلعية المسجلة بنسبة 19.3% بسبب رئيسي يعود الى المنتجات المعدنية ومعدات النقل والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية.

خليجياً، حقق سوق أبوظبي للأوراق المالية الأداء الأفضل على أساس أسبوعي بنسبة 2.31% مغلقا عند مستوى 4,617.16 نقطة في حين كانت بورصة قطر الأسوأ بتراجع نسبته 1.5%.

وبلغ إجمالي صافي ربح البنوك الخليجية للربع الأول من العام الحالي (ما عدا بعض البنوك التي لم تعلن بعد عن نتائجها) 8.2 مليار دولار أمريكي بارتفاع سنوي نسبته 3.5% (ربع سنوي 28.3%) طبقا لبيانات بلومبيرج. وكان أداء البنوك الكويتية الأفضل حيث سجل إجمالي صافي الربح ارتفاعا بنسبة 10.7% على أساس سنوي (البيانات لا تتضمن البنك الأهلي المتحد وبنك الكويت التجاري) تلاها البنوك الإماراتية بارتفاع نسبته 7.3% على أساس سنوي (لا تتضمن النتائج مصرف عجمان حيث لم يتم الإعلان عنها بعد). وسجل إجمالي الأرباح في كل من قطر وعُمان نموا بنسبة 3.8% و 3.6% على التوالي. أما البنوك في السعودية والبحرين فشهدت تراجعا في إجمالي صافي ارباحها بنسبة 0.6% و 1.3% على أساس سنوي على التوالي. (من أصل 8 بنوك في البحرين، 4 فقط لم تعلن عن نتائجها)

يشهد سوق التأمين في السعودية تحديات عدة منها العدد الكبير لشركات التأمين وقرب رفع نسبة توطين الوظائف في القطاع الى 100%. وقد قامت مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) سابقا خلال العام الحالي بإلزام شركات التأمين وشركات المهن الحرة بالعمل على توطين جميع الوظائف خلال موعد أقصاه الثاني من يوليو 2017. حتى اللحظة تبلغ نسبة التوطين في شركات التأمين وإعادة التأمين في المملكة 58% طبقا لمحافظ مؤسسة النقد. ونتيجة لذلك، تشهد هذه الصناعة فترة من التحدي والصعوبات لاحتواء هذه المسألة وأيضا حرب الأسعار التي أدت مع الوقت لتحويل الأرباح المحتجزة تدريجيا إلى خسائر متراكمة مما أثار تخوفات بشأن الملاءة المالية لعدد من الشركات. في مارس 2017، تقدمت شركة “سند” للتأمين التعاوني بطلب للتصفية الطوعية بعد أن تراكمت خسائرها بأكثر من 50% من رأسمالها. ولغرض احتواء مثل هذه الحالة يلجأ العديد من الشركات الى عمليات الاندماج. فمثلا خلال ذات الشهر، أعلنت شركة ملاذ للتأمين التعاوني وشركة أسيج للتأمين عن دراسة أولية للفحص النافي للجهالة بهدف التحضير لعملية الدمج. وفي ذات التوجه، يسعى كل من الشركة الخليجية المتحدة للتأمين التعاوني والشركة الأهلية للتأمين التعاوني للإندماج. عالميا ، كما توقعنا وذكرنا خلال الأسبوع السابق، أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على اسعار الفائدة دون تغيير في نطاق يتراوح بين 0.75% و 1%. إلا أن المجلس أظهر استمرارية قدرة الاقتصاد الأمريكي على التحسن في تلميح الى احتمالية رفع أسعار الفائدة مرتين أخريين في 2017 حيث يتوقع المحللون أن تكون المرة التالية في يونيو القادم. وأشار المجلس إلى أن الاقتصاد الأمريكي يمر في حالة بطء مؤقت وعليه فإنه سيستمر قدما في تشديد السياسة النقدية. وقد ارتفع أداء الاقتصاد الأمريكي بشكل ضعيف خلال الربع الأول بنسبة 0.7%. وترى اللجنة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن تباطؤ النمو خلال الربع الأول من المرجح أن يكون عابرا، وأن إجراء تعديلات تدريجية في السياسة النقدية سيؤدي الى توسع النشاط الاقتصادي بوتيرة معتدلة وتعزيز ظروف سوق العمل بعض الشيء ورأت بأن معدل التضخم يحوم قرب المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأمريكي عند حدود 2٪ على المدى المتوسط.

التوصيات

لم يقم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة الأمر الذي من شأنه مساعدة الأسواق ورفع شهية المستثمرين للمشاريع بسبب بقاء تكلفة التمويل عند المستويات ذاتها. ومع الأخذ بعين الاعتبار أرقام الناتج المحلي الإجمالي وتكاليف تمويل المشاريع، نعتقد بأن التوجهات في السوق سوف تتأثر بارتفاع الرغبة عند المستثمرين للاستثمار ووضع أهداف محددة لعوائد الربحية المرغوبة. ومع انتهاء موسم التوزيعات والنتائج الفصلية وغياب المحفزات الفاعلة، فإن السوق المالي قد يكون عرضة للتذبذب وكثرة المضاربات حتى اقتراب ونشاط سوق الإصدارات الأولية الذي سيبدأ مع شركة مسقط لتوزيع الكهرباء. من شأن ذلك أن يجلب المزيد من اهتمام المستثمرين خاصة المؤسسي منهم للسوق. نتوقع أن تصبح استراتيجية المستثمرين وسياساتهم مبنية أكثر على الأحداث المرتقبة وعليه ننصح المستثمرين بالتأني والاستثمار بناء على معلومات أكثر وضوحا وفي الشركات ذات العوامل الأساسية القوية.