إشراقات

مختارات من الأدب العربي

04 مايو 2017
04 مايو 2017

اختيارات : بدر الحسيني -

لا يُدرك بالحواس

أتى أعرابي الإمام جعفر الصادق، فسأله: أرأيت الله حين عبدته؟

فقال: ما كنت لأعبد شيئا لم أره.

قال: كيف رأيته؟

قال: لم تره الأبصار مشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يُدرك بالحواس، ولا يُقاس بالناس، معروف بالآيات، منعوت بالعلامات، هو الله لا إله إلا هو..

فقال الأعرابي: الله أعلم حيثُ يجعل رسالاته.

البلاغة

قال معاوية بن أبي سفيان لصُحار العبدي: ما هذه البلاغة فيكم؟

قال: شيءٌ تجيش به صدورنا ثم نقذفه على ألسنتنا.

وسأل رجلاً آخر عن البلاغة؛ فقال: الإيجاز.

قال: وما الإيجاز؟

قال: إن تُجيبَ فلا تُبطئ، وتقول فلا تُخطئ، ثمّ أردفَ قائلاً: يا أمير المؤمنين حُسنُ الإيجاز ألا تبطئ ولا تخطئ.

سُنة عُمَرية

لما خلع الخليفة الأموي الثالث معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان من الخلافة نفسه بعد مدة قصيرة من توليه لها لزهده وورعه. قيل له: قلدها من شئت، قال: لم أذق حلاوتها فأتقلد مرارتها، فقال له مروان بن الحكم: منَّها فينا سُنة عُمَرية (أي: تخيّر رجالاً يُختار منهم الخليفة كما فعل عمر)، فقال: أتحدثني عن نفسي.. ائتني بمثل رجال عمر حتى أسن فيهم سنته.

لا يُعتدُّ به

خرج الخليفة الأموي الوليد بن يزيد ومعه عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر، فكانا ببعض الطريق يلعبان الشطرنج، فاستأذن عليه رجل من ثقيف فأذن له، وغطى الشطرنج بمنديل، فلما دخل وسلم سأله الوليد: أقرأت القرآن؟

قال: لا يا أمير المؤمنين، شغلتني عنه أمور وهنات.

قال: أفرويت الشعر؟

قال: لا.

قال: أعلمت من أيام العرب شيئاً؟

قال: لا.

فكشف الوليد عن الشطرنج وقال: شاهك.

فقال له عبدالله بن معاوية: يا أمير المؤمنين!! وكأنه يتعجب من إقبال الخليفة على اللعب أمام الرجل.

فقال الخليفة يزيد: اسكت فما معنا أحد.

بشار بن بُرد ينتقم

كان الشاعر بشار بن برد جالسا مع أحد الخلفاء، وكان في المجلس أحد الشغلاء الذي كان ينتقص دوماً من شعر بشار، ويصفه بأنه تافه وركيك، فوجه الحديث إلى بشّار قائلاً: ما سلم الله من مؤمنٍ كريمتيه «عينيه» إلا عوّضه عنهما إما بالحفظ وإما بالذكاء وإما بحسن الصوت، فبم عوضك؟

فردّ بشار: عوضني العمى حتى لا أنظر إلى بغيضٍ مثلك.

شاعرٌ قافيته الدال

دخل الشاعر أبو يزيد المهلبي على الخليفة المعتمد العباسي عدة مرات؛ فأنشد قصائد قافيتها الدال؛ فقال له: يا أبا يزيد.. ما أراك تعدو الدال.

فقال: وكيف – أعزك الله - يا أمير المؤمنين لا أفعل واسمي يزيد، وأبي محمد، وأُكنى بأبي خالد، وأنت المعتمد، وتُسمى أحمد، ومن صفاتك السيد والماجد والجواد. فكيف أترك الدال؟.