كلمة عمان

أنباء وخطوات طيبة تعزز ثقتنا بالمستقبل

02 مايو 2017
02 مايو 2017

في الوقت الذي يتم فيه التفاعل الجاد، ومن جانب مختلف الجهات المعنية، لوضع مسألة زيادة نسب بعض الكيماويات في بعض الخضروات العمانية عن الحد المتداول عالميًا، وأيًا كانت نسبة الزيادة هذه، من أجل وضع الأمر في نطاقه الصحيح وعلى أسس موضوعية وموثوق فيها، حفاظًا على صحة المواطنين، وعلى ثقة طالما تمتعت وتتمتع بها المنتجات العمانية، زراعية وسمكية وطبية وغيرها، في أسواق العديد من الدول المتقدمة على امتداد العالم، فإن الأمر ينبغي التعامل معه في إطاره المناسب، دون تهويل أو تهوين، وبتعاون كل الأطراف أيضًا، لأن الأمر يهم الجميع، دولة ومواطنين، منتجين ومستهلكين، مواطنين ومقيمين أيضًا.

ولعل ما يمكن أن يقلل من الجانب السلبي لهذا الأمر، أن الحكومة تحرص على الاهتمام الواسع والعميق بصحة المواطن، وبكل ما يدخل في إطار النهوض بها، وذلك منذ سنوات عديدة، على أن ذلك لا تقع مسؤوليته على عاتق الحكومة والمؤسسات الزراعية والسمكية والتجارية والرقابية وحدها، ولكن المسؤولية تمتد بالضرورة إلى المواطن والمزارع ومالكي المزارع، فدورهم بالغ الأهمية في الحد من استخدام المواد الكيماوية في الزراعة، وهو ما كان قد تم تنظيمه منذ سنوات، وهناك حاجة ماسة للالتزام والتقيد به وبضوابطه ورقابة ذلك بحزم، وتعاون كل الأطراف في تحقيق ذلك.

على صعيد آخر، فإنه في حين كشفت جامعة السلطان قابوس، خلال احتفالها بذكرى الزيارة السامية لجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- عن بعض جوانب البحوث العلمية والنشاط الأكاديمي والبحثي لها، وهو ما يبعث على الاعتزاز والثقة في المستقبل، بكل مستوياته وجوانبه، فإن المراكز المتقدمة التي يحققها أبناؤنا وبناتنا من الطلاب والباحثين في جامعة السلطان قابوس، والكليات التقنية، والكليات الجامعية الأخرى، على المستويات الخليجية والعربية والدولية، بما في ذلك مجالات الإبداع والابتكارات الهندسية، والروبوتات، والمنحوتات والطاقة والاتصالات، وغيرها، تشير بوضوح إلى قدرة أبنائنا وبناتنا من الباحثين المجيدين وذوي القدرات المهارية والابتكارية العالية في مختلف المجالات، على الاضطلاع بدورهم وبما يعلقه الوطن عليهم من آمال في دفع مسيرة التنمية المستدامة خطوات إلى الأمام، والحفاظ على منجزاتها في مختلف المجالات، بالعلم والبحث والدراسة والتفوق أيضًا.

ولعل مما له دلالة عميقة أنه في حين تستقبل السلطنة العديد من الوفود، من الدول الشقيقة والصديقة، لبحث سبل تعزيز العلاقات في المجالات المختلفة، ومنها على سبيل المثال زيارة معالي «تشانج سي كيون» رئيس الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية، فإن زيارة وفد «جمعية آسيا بنيويورك»، ووفد «جمعية الصحافة الأوروبية للعالم العربي»، ولقاءاتهما العديدة في السلطنة، والتقرير الذي نشرته مؤسسة «أكسفورد بزنس جروب» الشهيرة حول التدابير التي اتخذتها السلطنة للتعامل مع انخفاض أسعار النفط، تشير بوضوح إلى الإدراك العالمي الواضح والمتزايد لأهمية وقيمة ما تقوم به السلطنة من إسهامات لتعزيز الحوار والتواصل بين الشعوب، ودعم كل جهد صادق يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار لدول وشعوب المنطقة والعالم، وذلك بفضل سياسات ومواقف جلالة السلطان المعظم البعيدة النظر والتي يقدرها قادة العالم وشعوبه.