996218
996218
الاقتصادية

كـيـف تـزرع .. فـي محـاضـرة لـدائـرة البـحـوث فـي صـلالـة

28 أبريل 2017
28 أبريل 2017

مكتب صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

نظمت المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية ممثلة بدائرة البحوث الزراعية والحيوانية بمحافظة ظفار محاضرة علمية بمدرسة مدينة الحق للتعليم الأساسي بنيابة مدينة الحق بعنوان (كيف نزرع؟) وذلك في إطار التعاون المشترك بين المديرية العامة للتربية والتعليم بظفار والمؤسسات البحثية بالمحافظة حيث قدم الباحث بخيت محاد سلمان تبوك (مشرف مزرعة قيرون حيرتي البحثية) محاضرة تناول فيها العديد من الأمور ذات العلاقة بالإنتاج الزراعي وطرق تحسينه.

وقام الباحث بتعريف الزراعة على أنها علم وفن لصناعة وإنتاج المحاصيل النباتية التي تعود بالنفع على الإنسان كما يعتبر تعريف الزراعة كعلم حديث لأن الزراعة قديما كان ينظر إليها أنها مجرد عملية رمي للبذور في التربة ثم ترك البذور للنمو تحت الظروف الطبيعية الى ان يأتي موعد حصادها ليعمل المزارعون على ذلك.

وأضاف بالقول أيضا: إنه يتم تصنيف الزراعة العالمية إلى زراعة متقدمة وزراعة متخلفة أو زراعة تقليدية وزراعة نامية، فالزراعة المتقدمة هي الزراعة التي تستخدم فيها أساليب إنتاجية جديدة عصرية بغرض زيادة الإنتاج الزراعي، أما الزراعة المتخلفة أو التقليدية هي الزراعة التي يتم فيها استخدام عناصر إنتاجية تقليدية أي قديمة وغير متطورة في إنتاج سلع زراعية تقليدية لا تكاد تفي بالحاجة المطلوبة من الإنتاج الزراعي أما الزراعة النامية فهي التي تقع بين الزراعة التقليدية والمتقدمة، أي تلك الأهداف أو الأغراض التقليدية التي بدأت تأخذ بأسباب التقدم عن طريق استخدام طرق إنتاجية عصرية.

كما قال الباحث إن الزراعة تعد من أقدم المهن التي مارسها الإنسان منذ قديم الزمان ولا يزال كثرٌ يمارسونها حتّى الآن، بل ويعتمدون عليها كمصدرٍ ثابتٍ للدخل ولتأمين حاجاتهم من الغذاء. والزراعة هي عمليةٌ تتضمّن العديد من الخطوات للحصول على المحاصيل من خلال بذرها، وزراعتها، وسقايتها، والاعتناء بها، وتسميدها وحراثتها ثمّ قطفها، ويعتمد الإنسان في حياته على عدّة أسسٍ تشكّل في مجملها ما يضمن استمرار حياته وتوفير احتياجاته وتعدّ الزراعة إحدى تلك القطاعات الرئيسية التي يمارسها الإنسان خلال حياته لضمان ذلك مع اعتبارها من أساسيات الاقتصاد الذي يدرّ على الفرد والمجتمع دخلاً ويشغل الأيدي العاملة، فينمو إثرها وضع البلاد الاقتصادي ويزدهر.

وفي إطار الاهتمام المتنامي الذي تبديه وزارة الزراعة والثروة السمكية تجاه الإعلام والتوعية بأهمية الزراعة بشقيها النباتي والحيواني وما يصاحب ذلك من نمو اقتصادي يعكس نفسه إيجابا على دخل الفرد وبالضرورة على الدخل القومي، فان المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية تقوم بترجمة هذا الاهتمام من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة الإعلامية والتوعوية التي تهدف في المقام الأول لنشر الوعي وتعزيز المعرفة لدى المواطن وفئات المجتمع.

وتأتي أهمية مزرعة البحوث الزراعية بقيرون حيرتي والتي تتشرف بحمل قسط من تلك المسؤولية في اعتبارها نموذجا لتجربة زراعة المحاصيل التي يمكن ان تنجح زراعتها تحت ظروف الجبل كما أنه سبق وأن نفذت العديد من البرامج الإعلامية التوعوية.

وفي حديثه عن المزرعة البحثية ذكر الباحث بأنه يعود تاريخ إنشاء مزرعة قيرون حيريتي إلى العام 1976م كبداية متواضعة. إلا أن هذه البداية لم تكن حبيسة المكان والظرف بل انطلقت بهمة وإرادة الحياة وتوجت بأكاليل من الإنجازات. وفي العام 1980م تم افتتاح المزرعة رسميا تحت مسمى المزرعة التجريبية بقيرون حيريتي وذلك باعتبارها المزرعة الحكومية الوحيدة في جبال ظفار. ومنذ نشأتها قامت المزرعة بتنفيذ العديد من التجارب الزراعية في مجال دراسة كثير من الأصناف المستوردة لمعرفة مدى إمكانية تأقلمها مع الظروف المحلية لمنطقة الجبل. حيث كانت النتائج مبهرة وعلى سبيل المثال وليس الحصر البن العربي المستورد من الجمهورية اليمنية الشقيقة، حيث سجل نتائج رائعة بنجاح زراعته من حيث التأقلم وكمية الإنتاج والتي تصل في بعض الظروف الى مستوى قياسي يقدر بـ8كجم محصولا رطبا. وفي عام 2000م تم إطلاق تسمية جديدة للمزرعة وهو المزرعة البحثية بقيرون حيريتي وذلك لتستوعب إجراء بحوث ودراسات أخرى في مجال الخضار والفاكهة والمحاصيل الحقلية، والتسمية الجديدة للمزرعة هدفت إلى أن ترقى بها إلى مستوى المسؤولية العلمية الجادة كونها تمثل الظروف المناخية والبيئية لجبال ظفار. هذا ويتميز موقع المزرعة بتربته الطينية ومياهه العذبة الصالحة لري جميع المحاصيل الزراعية. وتبلغ مساحة المزرعة 12 فدانا وبها أنواع عديدة من المحاصيل منها محاصيل الفاكهة المختلفة وقسم آخر للمشاتل.