988511
988511
مرايا

بدأ من الصفر ليسلك طريق الذهب - سليمان السليماني: التنافس بين التجار يتيح مجالا أكبر للإبداع

26 أبريل 2017
26 أبريل 2017

حاوره - علي الذهـلي -

سليمان ذلك الفتى العشريني الذي سلك طريق الذهب، فوجده ملاذا له، وسار على بريقه ولمعانه، لم يمنعه صغر سنه من اقتنائه الذهب، بل واتخذه مصدر رزقه، نافس به أقرانه من التجار الذين اصطفت محلاتهم لتشكل سلسلة عقد في ولاية امتازت بعبقها التاريخي والمعرفي، وقد نضيف إليها الذهبي، وذلك لاستقطابها كل من يريد اقتناء الذهب، سليمان اليوم يثبت للجميع أنك تستطيع تبدأ من الصفر لتصل إلى الذهب، فافتتح محله «مجوهرات اليقين» بولاية نزوى لتكون منه انطلاقته، لكن تطلعاته وشغفه لم يقفا عند هذا الحد، فكانت شركة بوارق نزوى الدولية التي جمعته بإخوته من التجار بولاية نزوى، دعونا نقترب مع سليمان بن محمد السليماني ليروي لنا.

- كيف كانت بداية مشروعك ؟

بدأت العمل بعدما أكملت دراستي المدرسية وحصولي على شهادة دبلوم التعليم العام، حيث باشرت العمل في محل مجوهرات القبس بولاية نزوى، وفي الوقت ذاته تم قبولي في الكلية التقنية بنزوى، فقمت بشراء حافلة جديدة سعة 15 راكبا لنقل طالبات الكلية عند ذهابي وإيابي من وإلى الكلية، وبعد عامين وبسبب الضغط بين العمل في محل الذهب مساء والدراسة صباحا، ونقل الطالبات من ساعات الفجر الأولى وإلى الفترة المسائية، كان لابد لي من الاستقرار واتخاذ القرار على شيء واحد، فتركت الدراسة وبقيت على العمل في مجوهرات القبس مع وجود الباص.

وقد اخترت التجارة لحبي لها ولأني أعمل فيها منذ أن كنت في الخامسة من عمري متدرجا ومتنقلا من حرفة ومهنة الى أخرى حسب العمر المناسب، وبعد تفرغي للتجارة تمكنت من تعلم المهنة والاجتهاد فيها وتطوير ذاتي بشكل كامل، وحينها قررت افتتاح محل خاص بي بعد 4 سنوات من العمل.

- تعتبر مثالا للشباب الطموحين المجتهدين الذين شقوا طريقهم بجهودهم الذاتية نحو سوق العمل، ما السبب الذي جعلك تختار مشروعك في تجارة الذهب؟ وما الصعوبات التي واجهتك؟

اخترت تجارة الذهب لإلمامي الواسع بها، ولأنها أصبحت المهنة التي أحبها وأستطيع الإبداع فيها، أما عن الصعوبات والتغلب عليها فهي كثيرة، ولكن أهمها هو عدم توفر رأس المال عندي، ولتوفيره بعت الحافلة والسيارة وكل ثمين كنت أملكه، كما حصلت على قرض 30.000 ريال عماني من مشروع سند، وقد أخذت الموافقة فترة من الزمن لأنه لم يكن لديهم تمويل لمشروع بيع الذهب ولم يسبق لهم إقراض مبالغ كبيرة، علاوة على ذلك نظروا في مسألة العمر في ذلك الوقت ليقرروا بعدها استحقاقية التمويل.

وبهذا توفر عندي المبلغ الذي استطعت من خلاله تجهيز المحل وبقي عندي مبلغ بسيط وفرت به وزنا بسيطا من الذهب، إضافة الى الكثير من الفضة، وبعد 5 سنوات من افتتاح المحل الذي أفردته لبيع الذهب فقط، تمكنت من افتتاح محل مجاور لبيع الفضة فقط.

وأيضا من أكثر الصعوبات التي واجهتني تزامن افتتاحي للمحل مع ارتفاع سعر الذهب الى الضعف تقريبا، حيث كان ذلك أقوى ارتفاع للذهب في تاريخه، والذي كان في عام 2011م بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، مما كان الأثر القوي في انخفاض الحركة التجارية في شراء الذهب بسوق نزوى، فاضطررت إلى شراء كميات قليلة من الذهب بالمال المتبقي عندي.

- نلاحظ كثرة محلات بيع الذهب في سوق نزوى، ألا ترون أن ذلك قد يؤثر في الحركة التجارية؟

لا، بل العكس هذا شيء إيجابي، فكلما زاد عدد المحلات زادت قوة السوق وقيمته، ويصبح سوقا متخصصا أكثر، فيكثر زواره وقاصدوه، كما أن ذلك يزيد من التنافس بين التجار فيتيح لهم مجالا أكبر وأوسع للإبداع .

- كيف يستدل المشتري والبائع على قيمة الذهب السوقية؟

بإمكان المشتري سؤال أحد تجار الذهب عن القيمة السوقية للذهب، والذي يتفاوت سعره من يوم لآخر، وهناك أيضا طريقة أخرى وهي استخدام تطبيقات الهواتف الذكية المعنية بأسعار الذهب، حيث البعض منها يتعامل بالريال العماني والبعض بالدولار الأمريكي وذلك بالنسبة لسعر الخام، وأما عن المصنعية للذهب فهي تختلف باختلاف الشركات المصنعة، وقد تختلف أحيانا لاختلاف أنواعها حتى وإن كانت من نفس الشركة المصنعة.

- ما هي أنواع الذهب الموجودة في الأسواق؟ وأيها أغلى سعراً؟

يوجد في السوق أنواع كثيرة من الذهب، فبعضها يصنع في هنا في عمان، والبعض الآخر يستورد من دول عربية وأجنبية مثل الذهب التركي والإيطالي والبحريني والكويتي والسعودي والسنغافوري والهندي، وأغلاها سعرا بعض أنواع الذهب السعودي كطيبة و لازوردي، وأغلب الأنواع المتوفرة التركي والإيطالي ثم البحريني والكويتي، وقد يصل سعر بعض أنواع الذهب العماني أحيانا لنفس أسعار هذه الأنواع، أما المتعارف عليه كأقل سعر ففي الغالب الذهب السنغافوري، وأحيانا بعض أنواع الذهب العماني.

- هناك الكثير من الشباب الطموحين للانخراط بهذا المجال، كيف يمكن أن يبدؤوا ؟

قبل الانخراط في أي مهنة يجب تعلمها وممارستها، ويجب أن تكون المهنة هواية حتى يستطيع الشخص الإبداع فيها والتضحية من أجلها، ومتى ما توفر هذان الشرطان يصبح امتهانها وامتلاكها سهلا، اذ يبقى فيها في الغالب توفير المال وهذا مقدور عليه بحسب التكلفة أما بالشراكة أو البدء بتواضع، وعليه أيضا اختيار الموقع المناسب للمحل، واستشارة من يثق بهم وهم على دراية بطبيعة المهنة.

- أين يجد سليمان نفسه اليوم في سوق العمل بعد هذه المدة الوجيزة؟ وما هي طموحاته المستقبلية؟

طبعا لا زلت في أول الطريق، وهناك تحديات كبيرة وكثيرة وكلها تزيد من المعرفة والخبرات، مما يؤهلني أكثر ويزيد من إصراري وتوسيع طموحي للعمل في كل الجوانب التي من شأنها نفع ولاية نزوى خاصة والمواطنين وعماننا الحبيبة عامة، ولعل أكثر ما أرنو إليه الجوانب التي فيها استغلال الموارد المتاحة في الولاية سواء أكانت سياحية أو تجارية أو غير ذلك، لأن من يبحث في مكنونات السلطنة ليجد أننا نملك مجالات كثيرة وأفكارا لا تنقطع ومواقع ومزارات وفرصا رائعة لو استغلت الاستغلال الأمثل لعادت للوطن والمواطن بثراء وتفرد ورقي.

- شركة بوارق نزوى الدولية هي أول شركة أهلية في ولاية نزوى، حدثنا أكثر عن هذه الشركة ؟

تأسست شركة بوارق نزوى في 26 ديسمبر من عام 2015، حيث كان أول اجتماع للجمعية العمومية لها في هذا التاريخ، وهي شركة أهلية أنشئت تلبية لرغبات أهالي ولاية نزوى، وأبرز تخصصاتها الحالية في مجالي السياحة والتعدين، ويصل عدد المساهمين فيها إلى 125 مساهما. ومن بين المشاريع المدرجة والتي سينتهي العمل بها إن شاء الله خلال العام الجاري مشروع النزل التراثي بحارة العقر والذي يهدف الى استغلال منازل الطين الموجودة فيها والتي أهملت لسنوات طويلة، وذلك بتأهيلها سياحيا مما سيعمل في نفس الوقت على إخراج القوى العاملة الوافدة منها، الأمر الذي كان يؤرق الكثير من الأهالي القاطنين في تلك المنطقة، كما أن المشروع سيصاحبه بلا شك توفير فرص عمل كثيرة وإشراك المجتمع في بعض الأعمال حسب المهارات والخبرات والفرص الموجودة، وهو مشروع يستهدف السائح سواء كان من المجتمع العماني أو الأجنبي.

وكذلك هناك مشروع مجمع البوارق التجاري وهو مبنى مكون من طابقين بجوار مركز اللولو في السوق التجاري بمنطقة فرق، ومن المتوقع أن ينتهي العمل فيه قبيل نهاية العام الجاري، كما أن هناك مشاريع أخرى لا زالت قيد الدراسة والتخطيط على أمل أن تكون على الواقع قريبا إن شاء الله.