992329
992329
عمان اليوم

دراسة تؤكد : أول دار إسلامية لسك النقود بشبه الجزيرة العربية كانت في عمان

25 أبريل 2017
25 أبريل 2017

حصل الباحث العُماني إبراهيم بن أحمد بن محمد الفضلي على شهادة الماجستير من جامعة المنصورة المصرية بتقدير امتياز بعد إجرائه دراسة عن المسكوكات الإسلامية المضروبة في عُمان منذ بداية القرن الثالث الهجري/‏‏التاسع الميلادي حتى نهاية القرن الخامس الهجري/‏‏الحادي عشر الميلادي في ضوء مجموعات لم يسبق نشرها.

وقال الفضلي الذي يُعدّ أول عُماني يحصل على ماجستير في النقود الإسلامية إن عُمان التي تشمل حاليا ما يسمى بشبه الجزيرة العُمانية (سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة) تميزت بموقعها الجغرافي البعيد نسبيا عن عاصمتي الدولة الأموية والعباسية دمشق وبغداد، وبفضل موقعها الاستراتيجي ومهارة ملاحيها وحنكة تجارها تعد واحدة من أكبر خزائن النقود المتداولة في العالم الإسلامي، حيث كانت سوقا كبيرة تباع فيها وتشترى السلع من مختلف الدول بأنواع النقود كافة.

فالنقود أساس اقتصادها وميزان تعاملها.

وأضاف: يسجل لنا التاريخ أن أول دار إسلامية لسك النقود في شبه الجزيرة العربية كانت في عُمان وتعود لسنة 81هـ الموافق 700م، حيث تم ضرب أول قطعة نقدية حملت اسم عُمان، وهي درهم فضي، وكان هذا الدرهم الأموي الفضي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذي يعد سبقا مهما لعُمان في مجال المسكوكات، كما أن أول قطعة نحاسية معروفة تحمل اسم صحار تعود لسنة 141هـ صدرت باسم والي صحار روح بن حاتم.

وأوضح الفضلي أن اختياره لموضوع المسكوكات الإسلامية المضروبة في عُمان منذ بداية القرن الثالث الهجري/‏‏ التاسع الميلادي حتى نهاية القرن الخامس الهجري/‏‏ الحادي عشر الميلادي في ضوء مجموعات لم يسبق نشرها، جاء نتيجة لما تمثله النقود من أهمية تبرز مدى التقدم الحضاري والازدهار الاقتصادي لأي دولة، حيث ارتبطت النقود الإسلامية ارتباطا وثيقا بالحالة السياسية والاقتصادية والفنية والاجتماعية والفنية.

مشيرا إلى أن أهمية بحثه تكمن في أنه يميط اللثام عن الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية من خلال هذه النقود.

كما يرجع سبب اختيار هذا الموضوع إلى أن بعض النقود العُمانية تم نشرها دون دراسة أو تحليل أو تفسير لما جاء عليها من كتابات أو زخارف، حيث قام في دراسته بعمل توصيف وتحليل وتفسير لما عليها من كتابات وزخارف وألقاب في ضوء الظروف التاريخية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

وذكر الفضلي أنه اتبع في دراسته المنهج الوصفي التحليلي، حيث قام بوصف كل قطعة أو طراز وصفا علميا دقيقا من حيث الشكل العام ونصوص الكتابات وترتيب زخارفها، بعد ذلك قام بتحليل وتفسير ما جاء على النقود من كتابات أو زخارف في ضوء الظروف المختلفة التي مرت بها الدولة سواء أكانت ظروفا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أو غيرها، ثم قام بتصنيف النقود إلى طرز في عصر كل دولة أو أسرة وفي عهد كل حاكم ملتزم في ذلك بالتسلسل التاريخي.

وأوضح الباحث العماني أن الدراسة التي أوصت لجنة المناقشة بطباعتها قسمت إلى مقدمة وتمهيد وستة فصول وخاتمة، إذ يشتمل التمهيد على تعريف بعُمان وموقعها ومدنها ثم يستعرض مسكوكات الخلافة الأموية والتعريف بالخلافة الأموية وعُمان في العهد الأموي والنقود التي ضربت في عُمان في العصر الأموي أثناء خلافة عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك، بالإضافة لمسكوكات عُمان في العهد العباسي الأول، أما الفصل الأول فتناول مسكوكات عُمان في العصر العباسي الثاني، من خلال مسكوكات الخلفاء المعتضد بالله والمكتفي بالله والمقتدر بالله بالإضافة لنقود أمراء الدولة الصفارية وأمراء أسرة بني سامة.

كما خصص الفصل الثاني لدراسة مسكوكات بني وجيه وتضمن أربعة مباحث لدراسة نقود حكام الأسرة الوجيهية يوسف بن وجيه ومحمد بن يوسف وعمر بن يوسف وعمر بن محمد.

أما الفصل الثالث فتضمن عرضا لمسكوكات القرامطة المضروبة في عُمان في الفترة من 354 - 361هـ.

بينما خصص الفصل الرابع لدراسة مسكوكات حكام بنو بويه في عُمان بدءا من مسكوكات الأمير أبو كاليجار المرزبان بن صمصام الدولة حتى عهد الأمير أبو شجاع سلطان الدولة بن بهاء الدولة.

وتناول الفصل الخامس عرضا لمسكوكات أسرة بني مكرم في عُمان ودراسة مسكوكات حكامها. أما الفصل السادس فخصص لدراسة مسكوكات الأئمة الإباضية، وتضمن مبحثين خصصا لدراسة مسكوكات الإمام راشد بن سعيد والإمام الخليل بن شاذان.

كما تضمنت الرسالة لوحات وأشكالا، حيث بلغت اللوحات 157 لوحة، بالإضافة إلى رسوم توضيحية من عمل الباحث بلغ عددها 50 شكلا.

وخلصت دراسة الفضلي إلى عدة نتائج منها: تم لأول مرة نشر عدد من القطع النقدية بلغ مجموعها 91 قطعة ضربت منذ القرن الأول الهجري حتى الخامس الهجري من مجموعات المتاحف وهواة جمع العملات، كما توصلت الدراسة إلى حقيقة مهمة هي أن أئمة عُمان الإباضية في القرن الخامس الهجري قد ضربوا أسداس الدراهم وأثبتوا عليها أسماءهم، ولاحظت الدراسة ظهور مدن سك في عُمان وهي: صحار ومدينة عُمان وعُمانه، ولاحظت أيضا ندرة النقود النحاسية التي ضربت في عُمان، حيث ضرب فلسان أحدهما ضُرب في صحار والآخر في عُمان في القرن الثاني الهجري.

وبينت الدراسة ظهور نقش السيف لأول مرة على النقود العُمانية في القرن الخامس الهجري على دراهم الإمام الخليل بن شاذان منذ عام 446هـ. وصححت الدراسة ولاية علي بن أحمد على عُمان أنها بدأت في سنة 354هـ، وليس سنة 355هـ كما ذكرتها الروايات التاريخية، بالإضافة إلى ذلك توصلت الدراسة إلى حقيقة مهمة هي أن أحمد بن هلال السامؤي قد استمر في حكم عُمان حتى عام 312هـ.

وأخيرا صححت الدراسة تاريخ بيعة الخليل بن شاذان التي ذكرت الروايات التاريخية أنها كانت عام (407 - 425هـ/‏‏ 1016 - 1033م)؛ حيث تأكد أن بداية إمامته كانت في سنة 445هـ، وأنه استمر في الإمامة حتى سنة 453هـ، طبقا لآخر الإصدارات من الدراهم المضروبة باسمه.