993174
993174
العرب والعالم

بحظوظ وافرة أمام لوبن .. ماكرون إلى الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية

24 أبريل 2017
24 أبريل 2017

باريس - (أ ف ب): يخوض مرشح الوسط المؤيد لأوروبا ايمانويل ماكرون الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 مايو القادم أمام مرشحة اليمين المتطرف المناهضة لأوروبا مارين لوبن، التي دعا ابرز باقي المرشحين الى «قطع الطريق أمامها».

وقلبت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الخارطة السياسة لفرنسا.

وهي المرة الأولى منذ 1958 التي يغيب فيها اليمين عن الدورة الثانية في فرنسا، والمرة الأولى التي لا يعبر فيها مرشحا الحزبين الكبيرين اللذين هيمنا على الانتخابات منذ نحو نصف قرن، الى الدورة الثانية الحاسمة، بعد أن اسقط الناخبون مرشح الحزب الجمهوري (يمين) فرنسوا فيون ومرشح الحزب الاشتراكي بنوا آمون.

وقال ماكرون الذي حصل على ما بين 23 و24 بالمائة من الأصوات في تصريح لوكالة فرانس برس «نطوي اليوم بوضوح صفحة من الحياة السياسية الفرنسية».

وتقدم على مرشحة اليمين المتطرف التي حصلت على ما بين 21,6 و23 بالمائة بحسب تقديرات ثلاثة معاهد استطلاع للرأي.

وأضاف ماكرون الذي كان استقال في أغسطس 2016 من الحكومة، «عبر الفرنسيون عن الرغبة في التجديد.

ان منطقنا هو منطق الجمع الذي سنواصله حتى الانتخابات التشريعية» في يونيو 2017.

وأشادت لوبن بالنتائج «التاريخية» للدورة الأولى بُعيد إعلان نتائجها الأولية.

وأضافت «تم تجاوز المرحلة الأولى التي توصل الفرنسيين الى الإليزيه ( القصر الرئاسي).

هذه النتيجة تاريخية»، معتبرة ان الدورة الثانية المقررة في السابع من مايو ستدفع الفرنسيين الى الاختيار بين «العولمة المتوحشة» المجسدة بخصمها ماكرون، و«البديل الأكبر».

غير أن كافة الاستطلاعات تؤكد هزيمتها في الدورة الثانية المقررة في 7 مايو.

ودعا مجمل الفاعلين في الطبقة السياسية الفرنسية يسارا ويمينا الى «قطع الطريق» امام اليمين المتطرف.

واعتبر مرشح اليمين المهزوم فرنسوا فيون انه «ما من خيار سوى التصويت ضد اليمين المتطرف» الذي سيجلب كما قال «الانقسام» و»الفوضى».

وتشير التقديرات إلى ان مرشح اليمين فيون ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون يتنافسان على المركز الثالث.

وخلف الأربعة بمسافة حل الاشتراكي بنوا آمون الذي نال ما بين 6,1 و7 بالمائة، ما شكل هزيمة مدوية للحزب الحاكم حاليا.

وصرح هذا الأخير أن النتيجة تشكل «عقابا تاريخيا» لحزبه.

لكنه أضاف «اليسار لم يمت» داعيا الى «هزم الجبهة الوطنية بأشد ما يمكن» والى التصويت لماكرون.

واتصل الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرنسوا هولاند بماكرون لتهنئته.

وكان ماكرون استقال في أغسطس 2016 من منصب وزير الاقتصاد ليؤسس حركة «الى الأمام» التي قدمت باعتبارها حركة «لا يمين ولا يسار».

ويخوض ماكرون الدورة الثانية بحظوظ وافرة ليصبح اصغر رئيس جمهورية في تاريخ فرنسا.

واكد أول استطلاع أجري بعد ظهور نتائج الدورة الأولى ان ماكرون سيفوز بفارق كبير على لوبن في الدورة الثانية.

وأفاد معهد ايبسوس سوبرا ستيريا أن مرشح حركة «الى الأمام» سيحصل على 62% من الأصوات في مقابل 38% لمرشحة حزب الجبهة الوطنية.

بينما أورد معهد هاريس انتراكتيف ان الفارق سيكون اكبر مع 64% من الأصوات لماكرون و36% للوبن.

وبانتقالها الى الدورة الثانية تكرر مرشحة الجبهة الوطنية إنجاز والدها جان ماري لوبن في 2002 الذي انتقل أيضا الى الدورة الثانية، لكنها لم تحلّ في الطليعة كما كانت تأمل.

ومع ان استطلاعات الرأي تستبعد فوزها فان انتقالها الى الدورة الثانية لم يشكل مفاجأة هذه المرة حيث توقعته كافة الاستطلاعات منذ 2013.

وناهزت نسبة المشاركة أمس الأول 70 بالمائة ما شكل احد افضل نسب المشاركة منذ 40 عاما، بحسب وزارة الداخلية الفرنسية.

وشكل مستوى التعبئة بين الناخبين البالغ عددهم 47 مليونا، عنصرا أساسيا في هذه الانتخابات، في وقت كان ربعهم لا يزال مترددا في حسم خياره حتى الأيام الأخيرة.

وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه الذي تبناه تنظيم داعش وأدى إلى مقتل شرطي، تم نشر خمسين ألف شرطي وسبعة آلاف عسكري في جميع أنحاء فرنسا لضمان حسن سير عمليات الاقتراع.

وتعيش فرنسا التي شهدت منذ مطلع 2015 سلسلة اعتداءات نفذها متشددون أوقعت 239 قتيلا، تحت تهديد الإرهاب.

وهي أول انتخابات رئاسية تجري في ظل حالة الطوارئ التي فرضت بعد اعتداءات 13 نوفمبر 2015 في باريس.

ولم يترشح لهذه الانتخابات الرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند الذي يعاني من تدن كبير في الشعبية اثر حصيلة كانت موضع انتقاد حتى داخل معسكره خصوصا في مستوى التصدي للبطالة.

وكانت الحملة الانتخابية حافلة بالمفاجآت والتقلبات في المواقف، فشهدت سقوط المرشحين الرئيسيين الذين كانوا يشغلون الساحة السياسية منذ عقد، الواحد تلو الآخر، ومن أبرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الانتخابات التمهيدية لليمين وكذلك رئيسا الوزراء آلان جوبيه والاشتراكي مانويل فالس.

وغطت قضايا الفساد لأشهر على النقاش المعمق للقضايا الأساسية، خصوصا منها قضايا فرنسوا فيون مرشح اليمين الذي لم يتأهل للدورة الثانية.

وتراجع هذا الأخير في استطلاعات الرأي بعد الكشف في يناير 2017 عن قضية وظائف وهمية استفاد منها اثنان من أبنائه وزوجته.

وكسب ماكرون (39 عاما) الذي يشارك للمرة الأولى في انتخابات، رهانه.

وقام وهو الذي لم يكن يعرفه الفرنسيون حتى قبل ثلاث سنوات، بحملة دافع فيها عن أوروبا وبرنامج ليبرالي سواء في مجال الاقتصاد او قضايا المجتمع.

وبنى هذا المستشار السابق لفرنسوا هولاند ووزير الاقتصاد السابق (2014-2016) شعبية حركته «الى الأمام» على الرغبة في التغيير التي عبر عنها الفرنسيون.

وبدا أن مارين لوبن استفادت من الموجة الشعبوية التي أوصلت ترامب الى الرئاسة في الولايات المتحدة ودفعت بالمملكة المتحدة الى خارج الاتحاد الأوروبي.

وتصف هذه المحامية نفسها بأنها «وطنية» قبل أي شيء، وترغب في سحب بلادها من اليورو ومن نظام التنقل الحر في فضاء شنغن الأوروبي. وهي عرضة لتحقيق في شبهات وظائف وهمية لمتعاونين تابعين لحزبها في البرلمان الأوروبي.

أوروبيا أبدى وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال أمس الأول الاحد سروره بفوز ماكرون وقال انه «واثق» من فوزه برئاسة فرنسا. وقال الوزير الألماني في رسالة فيديو بثها في تغريدة عبر تويتر من عمّان حيث يقوم بزيارة «بالطبع أنا مسرور .. أنا مسرور بأن يصبح ايمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي المقبل».

وأضاف غابريال الاشتراكي الديموقراطي «أنا واثق بانه سيكتسح في الدورة الثانية (في السابع من مايو) اليمين المتطرف والشعبوية اليمينية والمناهضين لأوروبا» في إشارة واضحة الى مرشحة اليمين لوبن.