كلمة عمان

انخفاض حوادث الطرق تطور ينبغي تعزيزه

24 أبريل 2017
24 أبريل 2017

ليس من المبالغة في شيء القول بأن حوادث الطرق تشكل في الواقع مشكلة كبيرة ، ليس فقط لضحاياها ، ومن يتعرضون لإصابات بسببها ، او للمتورطين فيها ومرتكبيها ، ولكن أيضا بالنسبة للاقتصاد الوطني وللمجتمع ككل ، خاصة عندما تكون الحوادث كثيرة وتشكل خسارة لأرواح أعداد من المواطنين والمقيمين و إصابات متفاوتة للمئات منهم ، وخسارة لأموال وممتلكات و إمكانيات اقتصادية ، بشكل أو بآخر . ولذا فإنه عندما تشير الأرقام الى انخفاض ملموس في عدد حوادث الطرق في السلطنة ، فان ذلك يشكل أمرا طيبا ، من المهم والضروري العمل على تعزيزه وترسيخه ، ومتابعة عوامل النجاح ، التي قادت الى هذه النتيجة الطيبة .

وفي هذا الاطار اشارت الارقام الصادرة عن المركز الوطني للاحصاء والمعلومات ، الى ان عدد حوادث الطرق بنهاية شهر مارس 2017 ، انخفض بنسبة 28،8 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2016 .ومن الطبيعي ان يؤدي انخفاض اعداد حوادث الطرق بمثل هذه النسبة الكبيرة ، الى انخفاض في اعداد الوفيات والاصابات بالطبع ، مع ادراك ان ذلك لا يمثل دوما علاقة طردية ، لأن حوادث قليلة بسرعات عالية أو بتهور وعدم انتباه ، يمكن ان يترتب عليها أعداد اكثر من الضحايا والمصابين منه في حالة حوادث أكثر ، ولكن بظروف مختلفة . وعلى أية حال فإن عدد حوادث الطرق بنهاية مارس الماضي بلغ 895 حادثا ، مقارنة بـ 1257 حادثا في الفترة نفسها من العام الماضي ، وهو ما يعد انخفاضا كبيرا يقترب من 30 % ، وهو انخفاض يشير بوضوح الى فعالية الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها شرطة عمان السلطانية في مجال تنظيم حركة المرور والعمل على الحد من حوادث الطرق ، واستخدام أدوات حديثة و متطورة لضبط السرعات ومراقبتها وتسجيلها على الطرق المختلفة ، ومن جانب آخر يشير هذا الانخفاض الى تفاعل وتعاون قائدي المركبات ومرتادي الطريق ومستخدميه ، خاصة من الشباب ، وهو ما ينبغي تعميقه ودعمه والحفاظ على استمراريته ، لصالح ابنائنا وبناتنا وكل مرتادي الطريق ، وحفاظا ايضا على موارد الدولة ، وتقليلا من الصدمات التي تتعرض لها الأسر التي تفقد احد أفرادها او يصاب احد ابنائها او بناتها في مثل هذه الحوادث المؤسفة ، وهي إصابات قد تترك اثرها على حياة من يتعرض لها لفترات طويلة ، واحيانا مدى الحياة .

وبينما انخفض عدد الوفيات بنسبة 6،3 % ( 150 حالة وفاة ) وانخفض عدد الاصابات بنسبة 16.3 % ( 691 إصابة) بنهاية مارس الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016 ، فإنه من المؤكد ان أي انخفاض في الخسائر المترتبة على الحوادث ، سواء في الأرواح او الإصابات او الممتلكات ، هو أمر طيب ، لأنه في صالح المواطن . وخلاصة ما تعنيه تلك الارقام ، انه من الممكن عمليا ان نخفض من خسائرنا بسبب حوادث الطرق ، اذا التزمنا اكثر بقواعد السير ، وبالإجراءات التي تتخذها شرطة عمان السلطانية ، واذا تجنبنا تماما استخدام الهواتف المحمولة اثناء القيادة ، واذا التزمنا بإجراءات السلامة الخاصة بمركباتنا ، والخاصة باستخدام الطريق، واحترمنا كل مرتادي الطريق وحقوقهم في استخدامه ، وتعاونا جميعا مع شرطة عمان السلطانية لتقل الحوادث الى أدنى عدد ممكن .