990173
990173
المنوعات

معـرض «دوكيومنتا» الألماني للفـن العالمي المعاصر يسـتعد لاسـتقبال مليون زائر

21 أبريل 2017
21 أبريل 2017

كاسل (ألمانيا) «د.ب.ا»: - بات معرض الفن المعاصر المعروف باسم «دوكيومنتا» والذي تستضيفه مدينة كاسل الكائنة في الشمال الألماني، حدثا فنيا رائعا ينتظره عشاق الفنون في جميع أنحاء العالم بفارغ الصبر، حيث أنه يتم تنظيمه كل خمسة أعوام.

غير أن جو الإثارة الذي يحيط بمعرض «دوكيومنتا» الفني ذي الصيت الكبير لا يزال يتزايد، رغم تنظيم 13 دورة له منذ عقده لأول مرة عام 1955، ومن أسباب تزايد هذا الاهتمام والإقبال أن هذه الدورة التي تحمل رقم 14 للمعرض يقام فرع إضافي لها في العاصمة اليونانية أثينا.

فبالإضافة إلى فترة إقامة المعرض في مدينة كاسل بغربي ألمانيا والتي تستمر لمدة مائة يوم، فقد افتتح فرع للمعرض في أثينا اعتبارا من 8 أبريل الحالي، ويستمر أيضا لمدة 100 يوم.

وبهذا «العرض المزدوج» يمكن لمعرض «دوكيومنتا» أن يتخطى رقم المليون زائر، بعد أن سجل عدد زوار آخر نسخة من المعرض التي نظمت عام 2012 رقم 900 ألف.

وليس بوسع أحد أن يتشكك في موجة الافتتان والحماسة التي يثيرها معرض «دوكيومنتا» في قلوب محبي الفن، وسألنا ثلاثة خبراء عن السبب في ذلك الشعور، أحدهم أكاديمي والثاني خبير في أسواق الفن والثالث ينتمي إلى عالم المتاحف.

وردا على هذا السؤال قال داجمار دانكو وهو عالم اجتماع متخصص في التأثير المتبادل بين الفن والمجتمع، «ثمة نقطة مهمة هي أنه يتم تنظيم «دوكيومنتا» كل خمسة أعوام»، مما يجعل المعرض يبدو «مكانا جذابا للغاية» لمحبي الفنون حيث يثير أشواقهم.

ومن ناحية أخرى تقول برجيت ماريا شتورم مديرة اتحاد أصحاب قاعات عرض الأعمال الفنية والتجار المتعاملين معها إن تجار القطع الفنية وأصحاب قاعات عرضها أن «دوكيومنتا» بمثابة «موعد ملزم» يجب الوفاء به.

وتضيف شتورم إن معرض «دوكيومنتا» يتيح للزوار «التعرف على لمحة من الإنتاج الفني المعاصر»، في الوقت الذي يتم فيه اختيار الفنانين أنفسهم لعرض أعمالهم بشكل يتسم «بالتميز والتقدير، كما أن المشاركة في هذا المعرض يمكن أن تعطي دفعة للمسيرة المهنية للفنان». كما أشارت شتورم إلى أن استراتيجية الإعلام عن المعرض التي ينتهجها المنظمون، والتي تتمثل في الكشف عن أقل التفاصيل الممكنة حول المعرض القادم هي أمر مقصود، وتقول «إن الهدف من ذلك هو إثارة التوقعات، حيث يرمي المعرض إلى أن يستولى على الألباب».

وتعلق سوزان جانشيمر مديرة متحف فريدرشيانوم الكائن بمدينة كاسل التي ستستضيف «دوكيومنتا» قائلة «إن الفن هو اللغة التي يتحدث بها»، وأشادت بفكرته بإقامة معرضين العام الحالي في كل من كاسل وأثينا. وكانت جانشيمر عضوا في اللجنة التي اختارت آدم سزيمسيزيك كمدير فني لمعرض «دوكيومنتا» القادم .

وتضيف « إن طرح سؤال بشأن لمن ينتمي معرض «دوكيومنتا» له ما يبرره تماما»، وتعد أثينا هي المكان المناسب تماما لإقامة معرض موجه للعالم بأكمله يؤكد «استخدام الفن لكي يعكس بشكل انتقادي الأوضاع الحالية في أوروبا والعالم».

وترد جانشيمر على التساؤل الخاص بإمكانية نجاح المعرض قائلة إن المفتاح يكمن في «مزيج من المفاجأة والفهم»، وتصف جانشمير - التي أشرفت مرتين على الجناح الألماني في بينالي فينيسيا - عام 2017 بأنه «عام سوبر للفن» حيث يجمع حدثين بارزين هما «دوكيومنتا» والبينالي الذي يتم تنظيمه للأعمال الفنية كل عامين.

ويرى عالم الاجتماع دانكو المتخصص في التأثير المتبادل بين الفن والمجتمع أن الناس تنظر بجدية ملحوظة إلى المعارض الفنية «لأنها تعد بمثابة أداة للتواصل في المحيط الاجتماعي، كما يرى أنها وسيلة للمجتمعات كي تعبر عن كينونتها أو عن الشكل الذي ترغب في أن تكونه».

ويقول دانكو إن السبب الذي يدفع كثيرا من الناس إلى الذهاب إلى أحد المعارض هو حقيقة أنهم يرون أن كثيرا من الناس يقبلون عليه، وسمة «الحدث الكبير» يعد جانبا مهما لمعرض «دوكيومنتا».

غير أن الحماس لا ينتاب الجميع إزاء سياسة الصمت التي تنتهجها إدارة الإعلام بشأن المعرض، وعلى سبيل المثال نجد أن صحيفة دي فليت الألمانية تعلق على هذه السياسة بقولها إن «دوكيومنتا» أكد مرة أخرى سمعته التي ذاعت بأنه على درجة كبيرة من رفعة المكانة، وجهبذ في إحاطة أسوار عالية حول الأعمال الفنية لتبدو وكأنها متواضعة، بينما هي في حقيقة الأمر تتمتع بالجودة ويمكنها التحدث عن نفسها».

وقالت الصحيفة إن رفض سزيمسيزيك المدير الفني للمعرض الرد على الأسئلة يعد «أمرا مهينا».

وبينما يواصل سزيمسيزيك التزام الصمت، فإن كارولين كريستوف باكارجيف المديرة السابقة لمعرض «دوكيومنتا» الذي أقيم منذ خمسة أعوام ، كانت متحدثة مفوهة وذاعت شهرتها بسبب دعوتها لمنح حق الاقتراع لثمار الكريز، ومطالبتها النظام السياسي المستقبلي بأن يكفل حقوق الحيوانات والنباتات في الديموقراطية، وذلك في إطار رؤيتها بأنه ينبغي الابتعاد عن النظر إلى أن الإنسان باعتباره مركز الكون.

وبغض النظر عما يقوله المديرون أو ما لا يقولونه، فإن ذلك لن يوقف الزيادة المطردة في أعداد زوار هذا المعرض، وتقول جانشيمر مديرة المتحف إنها متأكدة من شيء واحد وهو أن «دوكيومنتا هو أكبر المعارض الفنية وأكثرها أهمية في العالم، وهنا يتوقف النقاش، إن هذا هو الأمر كله ببساطة».