989750
989750
العرب والعالم

بيونج يانج تحذر أمريكا من «ضربة وقائية مهولة».. وجوتيريش يدعو إلى تضافر الجهود

20 أبريل 2017
20 أبريل 2017

روسيا ترفض بيانا «أمميا» يدين كوريا الشمالية رغم موافقة الصين -

عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون امس الأول إن الولايات المتحدة تدرس خيارات للضغط على كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي فيما حذرت وسائل إعلام رسمية في بيونج يانج الأمريكيين من «ضربة وقائية مهولة».

واتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفا متشددا من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون الذي رفض تحذيرات الصين حليفته الرئيسية الوحيدة ومضى في تطوير البرامج النووية والصاروخية في تحد لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وذكرت صحيفة رودونج سينمون الصحيفة الرسمية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية «في حال توجيه ضربتنا الوقائية المهولة فلن تمحو فقط القوات الغازية الإمبريالية الأمريكية تماما وعلى الفور في كوريا الجنوبية والمناطق المحيطة بها بل في الأراضي الأمريكية ذاتها وتحولها إلى رماد».

ودائما ما تهدد كوريا الشمالية بتدمير اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ولم تبد أي تراجع في عدائها بعد تجربة صاروخية فاشلة الأحد الماضي تباهت فيها بامتلاك عدد كبير من الصواريخ خلال عرض عسكري في بيونج يانج.

وقال تيلرسون في مؤتمر صحفي بواشنطن أمس الأول «نحن نراجع حالة كوريا الشمالية برمتها سواء فيما يتعلق بكونها دولة راعية للإرهاب وأيضا السبل الأخرى التي تمكننا من ممارسة ضغط على النظام في بيونج يانج ليعود للتواصل معنا لكن على أساس مختلف عن المحادثات السابقة».

وكان مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي الذي يقوم بجولة في دول آسيوية حليفة لواشنطن قال مرارا إن «عهد الصبر الاستراتيجي» مع كوريا الشمالية ولى.

وذكر رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان خلال زيارة إلى لندن أنه يجب أن يكون الخيار العسكري جزءا من الضغوط التي تمارس على كوريا الشمالية.

وقال في إشارة إلى كيم «السماح لهذا الدكتاتور بامتلاك هذا النوع من القوة شيء لا يمكن أن تسمح به الدول المتحضرة».

وفي سول كرر هوانج كيو-آن القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية خلال اجتماع لكبار المسؤولين امس دعوته للجيش والوزارات المنوطة بالأمن لتوخي الحذر واليقظة. وقالت وزارة الدفاع إن القوات الجوية الأمريكية والكورية الجنوبية ستجري مناوراتها السنوية التي يطلق عليها (ماكس ثندر) حتى 28 أبريل. وعادة ما تصف بيونج يانج هذه التدريبات بأنها استعدادات للغزو. من جهة اخرى، سعت ادارة ترامب الى التوضيح بعد صدور رسائل ملتبسة عنها بشأن موقع حاملة طائرات امريكية كان يفترض انها في طريقها إلى كوريا الشمالية في الاسبوع الفائت.

وأعلنت البحرية الأمريكية في 8 من أبريل انها أمرت قوة بحرية ضاربة بقيادة حاملة الطائرات كارل فينسون «بالإبحار شمالا» من مياه سنغافورة في «إجراء حذر» لردع الشمال.

حينذاك صرح الرئيس ترامب «اننا نرسل أسطولا كبيرا قويا جدا»، فيما أوحى مسؤولون آخرون بمسارعة السفن المعنية الى المنطقة.

وفي 11 من ابريل قال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر قال ان «ابحار مجموعة بقيادة حاملة طائرات الى منطقة ما بهذا الشكل، وهذا الوجود المسبق على خط متقدم يشكل بوضوح... اجراء ردعيا هائلا. لذا اعتقد ان الأمر يخدم قدرات متنوعة». كما أكد وزير الدفاع جيم ماتيس ان كارل فينسون «في طريقها صعودا» الى المنطقة. لكن البحرية اعترفت الثلاثاء بإرسال السفن فعليا في الاتجاه المعاكس، من سنغافورة باتجاه استراليا لإجراء مناورات مع البحرية الاسترالية.

وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع ان حاملة الطائرات لا يمكن ان تقترب من كوريا الشمالية قبل الاسبوع المقبل على أقرب تقدير علما أنها أصبحت على بعد الاف الأميال البحرية من بحر جاوا حيث كانت في نهاية الاسبوع.

وتلقف المعارضون هذا التناقض واعتبروه سوء تعبير خطيرا لأنه يعزز نظرية كوريا الشمالية بأن الأمريكيين صاخبون لا أكثر ولا ينفذون تهديداتهم.

وفي هذه الاثناء يواجه البيت الأبيض مشاكل في المصداقية في مختلف الملفات بما فيها حجم الحشد الذي حضر تنصيب ترامب، وتأكيد الرئيس بلا إثبات تنصت ادارة سلفه باراك اوباما على احاديثه وأن ملايين الأصوات في انتخابات نوفمبر الرئاسية غير قانونية.

وقال سبايسر امس الاول محاولا توضيح المسألة «قال الرئيس انه لدينا اسطول كبير متجه الى شبه الجزيرة (الكورية). هذا واقع حدث، أو بالأحرى يحدث». سياسيا، ذكر دبلوماسيون ان روسيا عرقلت امس الاول تبني بيان في مجلس الامن الدولي يدين التجربة الصاروخية الاخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية، على الرغم من دعم الصين حليفة لبيونج يانج للنص. ويطلب النص الذي اقترحته الولايات المتحدة واطلعت عليه وكالة فرانس برس، من بيونج يانج الامتناع عن اجراء تجارب نووية او بالستية جديدة، بعد تجربتها الفاشلة الأحد الماضي.

وقال دبلوماسيون ان موسكو كانت ترغب في اضافة عناصر من بيان سابق يؤكد على ضرورة التوصل الى حل عبر الحوار.

وأكد عدد من الدبلوماسيين الذين طلبوا عدم كشف هوياتهم انهم فوجئوا بتعطيل موسكو لتبني النص المدعوم من بكين التي تشكل عادة مظلة دبلوماسية لكوريا الشمالية في المنظمة الدولية.

ويعبر اعضاء المجلس في النص عن «قلقهم الكبير» بشأن «الموقف المسبب لزعزعة الاستقرار» لكوريا الشمالية، ويهدد مجددا باتخاذ «اجراءات مهمة» ضد النظام الشيوعي. ودان المجلس الشهر الماضي بالإجماع سلسلة تجارب صواريخ اجرتها كوريا الشمالية. ويأتي هذا الموقف الروسي قبل اسبوع من اجتماع لمجلس الامن الدولي حول كوريا الشمالية، سيترأسه وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون.

من جهته، رأى الأمين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش أنه «يجب بذل كل الجهود» لمواجهة تهديد كوريا الشمالية وضمان أن برنامجيها النووي والصاروخي لا يشكلان تهديدا دولياً.

وقال جوتيريش أن «دول المواجهة» في هذه الازمة وهي الصين والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا، يجب أن لا تدخر أي جهد لمنع بيونج يانج من الحشد العسكري.

وأضاف «نعتقد أنه من الأساسي جدا .. أن يبذل كل شخص معني كل الجهود لكي لا يشكل تطوير الصواريخ والقدرات النووية (الكورية الشمالية) تهديدا للمجتمع الدولي».