988924
988924
العرب والعالم

استئناف عمليات الإجلاء في سوريا.. و«مضايا والزبداني» تحت سيطرة الحكومة

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

6 قتلى و32 جريحا في انفجار عبوة ناسفة بحلب -

عواصم - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

استؤنفت امس عملية إخلاء مناطق سورية محاصرة في ظل إجراءات مشددة، بعد أربعة أيام من توقفها اثر تفجير دموي تسبب بمقتل 126 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين تم إجلاؤهم من بلدتين مواليتين للحكومة.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس امس عشرات الحافلات التي خرجت من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ادلب (شمال غرب)، لدى توقفها صباحاً عند مدخل منطقة الراشدين التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة غرب حلب (شمال) والتي شهدت الاعتداء السبت.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «العملية استؤنفت قرابة الساعة الرابعة من فجر امس (01:00 ت غ)».

وأوضح أنه تمّ «إجلاء ثلاثة آلاف شخص بينهم 700 مقاتل من الفوعة وكفريا على متن 45 حافلة، مقابل خروج 300 شخص على متن 11 حافلة، غالبيتهم الساحقة من مقاتلي الفصائل من الزبداني بشكل رئيسي، إضافة إلى مقاتلين من منطقتي سرغايا والجبل الشرقي المجاورتين في ريف دمشق».

وخلال انتظار الحافلات في الراشدين، اعرب أبو أحمد (85 عاماً) عن حزنه لمغادرة بلدته الفوعة بعدما خرجت زوجته وأبناؤه الخمسة في الدفعة الاولى الاسبوع الماضي. وقال بحسرة لفرانس برس «الموت أسهل علينا بكثير من هذا الذل»، مضيفا «لا نعرف اذا كانوا سيعيدوننا أم لا». وبدأت عملية إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة ومدينتي الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات الحكومة وحلفائها قرب دمشق الجمعة بموجب اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة، برعاية إيران وقطر.

ويشمل الاتفاق أيضا إجلاء عشرات مقاتلي الفصائل من بلدات مجاورة للزبداني ومضايا وأخرى جنوب دمشق، بحسب المرصد.

وتوقف تنفيذ الاتفاق السبت اثر تفجير سيارة مفخخة استهدف الحافلات التي خرجت من الفوعة وكفريا لدى توقفها في الراشدين. وتسببت بمقتل 126 شخصا معظمهم من المدنيين وبينهم 68 طفلا، في اعتداء يعد من بين الأكثر دموية منذ اندلاع النزاع السوري.

ولم تتبن أي جهة عملية التفجير في وقت اتهمت قوات الحكومة الفصائل بالوقوف خلفه، الأمر الذي نفته الأخيرة بالمطلق منددة بالتفجير.

ويأتي خروج المدنيين والمقاتلين امس بعد خروج دفعة أولى الجمعة، ضمت نحو 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من الفوعة وكفريا و2200 شخص ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من مضايا والزبداني.

وقالت ميادة الأسود، وهي من منسقي الاتفاق من الجانب الحكومي، لفرانس برس امس «بعد أن تصل القوافل بسلام، يمكن القول إن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت»، وأضافت «باتت الزبداني ومضايا خاليتين من المسلحين بشكل كامل».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) انه، بعد وصول الحافلات امس يكون قد تم «إكمال المرحلة الأولى من الاتفاق القاضي بإخراج أهالي بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين وإنهاء جميع المظاهر المسلحة في مضايا والزبداني». من جهة أخرى، قتل ستة أشخاص وأصيب اكثر من ثلاثين آخرين بجروح امس اثر انفجار عبوة ناسفة في أحد أحياء مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أورد التلفزيون السوري الرسمي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الانفجار حصل خلال مراسم تشييع، ولم يتضح ما اذا كان ناتجا عن قنبلة بحوزة أحد المشيعين، او عن عبوة قديمة في المكان.

وأفاد التلفزيون في شريط إخباري عاجل عن «ارتقاء ستة شهداء وإصابة 32 بانفجار عبوة ناسفة في حي صلاح الدين» الذي يسيطر عليه الجيش السوري بالكامل منذ خروج مقاتلي المعارضة من المدينة في ديسمبر الماضي.

وأشار رئيس الطبابة الشرعية في مدينة حلب هاشم شلاش لوكالة فرانس برس إلى «نقل 32 مصاباً إلى مشفى الجامعة في المدينة، اثنان منهما في العناية المركزة».

وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس إن «الانفجار حدث خلال تشييع احد مقاتلي القوات الرديفة (الموالية للقوات الحكومية) في الحي، من دون أن تتضح أسبابه».

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن العبوة «انفجرت بعد خروج المشيعين من المسجد»، موضحا انه «لم يتضح ما اذا كانت (العبوة) بحوزة المشيعين ام انها من مخلفات الحرب».

وفي شأن ميداني آخر، أعلن مصدر عسكري عن إحكام السيطرة على مجموعة من التلال في محيط جبل القطار بريف تدمر بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم داعش، وأن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت عمليات مكثفة ضد داعش في محيط مدينة تدمر فرضت خلالها السيطرة على مجموعة من التلال في محيط جبل القطار شمال شرق المدينة بنحو 25 كم.

وأشار المصدر إلى أن عملية السيطرة أسفرت عن القضاء على العديد من إرهابيي التنظيم وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي مبينا أن وحدات الهندسة قامت بتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها داعش في هذه التلال.

وحررت قوات سوريا الديمقراطية 4 قرى في وادي الجلاب بريف الرقة من سيطرة تنظيم «داعش». وذكرت مصادر محلية، أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وعناصر «داعش» في قرى أم التنك، بير جربا، جروة، والحتاش، تمكنت على إثرها من تحريرها من سيطرة التنظيم.

وتستمر المرحلة الرابعة من عملية غضب الفرات والهادفة لتحرير وادي الجلاب في ريف الرقة من سيطرة «داعش»، في يومها السابع.

وكانت قوات «سوريا الديمقراطية» التي تضم فصائل متنوعة في شمال سوريا قد أعلنت عن تشكيل مجلس مدني لإدارة مدينة الرقة بعد تحريرها من تنظيم «داعش». سياسيا، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن الحل الوحيد للأزمة السورية حسب الطرح الروسي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. وقال لافروف في حديث للصحافة، ان «خطة التسوية جاهزة بالنسبة إلينا، وتمت الموافقة عليها في مجلس الأمن بموجب القرار 2254، لا في واشنطن.

وقرار مجلس الأمن المشار إليه يوضح جميع جوانب التسوية المستندة إلى مبدأ أن الشعب السوري هو المخول الوحيد في تقرير مصير بلاده».

وكان قرار مجلس الأمن رقم 2245 اعتمد بيان جنيف ودعا ممثلي الحكومة والمعارضة السورييْن للمشاركة «على وجه السرعة» في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي وإجراء انتخابات برعاية أممية مطالبا بوقف أي هجمات ضد المدنيين بشكل فوري.

وتعليقاً على ما يشاع من طرح خطة بديلة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتسوية في سوريا، أوضح لافروف «لقد بحثنا مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأزمة السورية بحذافيرها، وأنا على ثقة تامة في أنه لا بديل عن التطبيق الصادق لقرار مجلس الأمن 2254».

ولفت الوزير الروسي إلى أن «هناك قوى تسعى وراء خلق الذرائع بشكل بارع وفاضح بهدف التوصل في نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام الحكم في سوريا».