أعمدة

توعويات: مصر أمة لا تتزعزع

19 أبريل 2017
19 أبريل 2017

حميد بن فاضل الشبلي -

[email protected] -

إن العمل الإرهابي الأخير الذي تعرضت له الشقيقة «جمهورية مصر العربية» حرك فينا المشاعر والهواجس، وكان لزاما علينا أن نسطر بعض الكلمات تجاه هذا البلد العزيز، الذي أنار لنا طريق العلم والمعرفة خصوصا نحن أبناء منطقة الخليج، من خلال إرساله وفود المعلمين الذين أسسوا الحركة التعليمية في المنطقة خلال خمسينات وستينات القرن المنصرم، وشخصيا لن أنسى فضل هذه الأمة التي ترعرعت بين أحضان كلياتها في مرحلة الدراسة الجامعية وكذلك مرحلة الدراسات العليا، وتخالطت مع أطياف شعبها الأصيل والودود، لذا تمازجت مع ابن الريف والساحل والمدينة، وتآلفت مع المصري المسلم وأخوه المسيحي، لذلك من الطبيعي أن تسمع الجميع ينشد في كل المحافل (بلادي بلادي لك حبي وفؤادي، مصر يا أم البلاد أنت غايتي والمراد)، تجانس وانسجام وتعاون وحب وإخاء ووئام.

أعزائي عندما نقول إن مصر أمة لا تتزعزع، فإننا نقصد من هذا القول: إن ما يكيده الكائدون على أرض العروبة، سواء كان ذلك من أعداء الداخل أو ما يصبو إليه من الخارج، نقول لهم أن هذه الأعمال الإجرامية والوحشية، لن تؤثر على ترابط ووحدة الصف المصري، ولن ينجحوا في زرع فتنة للتجانس المشهود له بين المصري المسلم والمسيحي، في يوم الجمعة تسمع منابر المساجد تتعالى بأصوات الخطباء، ومع ذلك تجد (بلكونات) الإخوة المسيحيين مفتوحة منصتين لها بلا تذمر ولا عداء، لتنتهي صلاة الجمعة ويلتقي الطرفان على وجبة الغداء في جو يسوده الود والاحترام والنقاء، ليسطر هذا الشعب ثقافة تناغم وانسجام بين عباد المسجد والكنيسة، فهل يعتقد عشاق قتلة الأبرياء وصانعي الإرهاب، بأنهم قادرون على فك هذا اللحام الأخوي والإنساني، إن هذه الأعمال التي تحمل الطابع الشيطاني، والمنافية لكافة التعاليم السماوية وبعيدة كل البعد عن مفهوم احترام الإنسانية، لن تتمكن بإذن الله من زعزعة مصر الحضارة والثقافة، لن تزعزع الصف المصري المسلم والمسيحي، ولن تستطيع بعون الله إشعال فتنة طائفية كما يتمناها منفذوها ومروجوها، ستبقى الملحمة الوطنية نموذجا لوحدة الصف المصري ضد الإرهاب، إن محاولة الزج بشعب مصر في موضوع الطائفية لن ينجح بعزة رب محمد وعيسى والأنبياء.

إن مصر جزء من العالم العربي والإسلامي الذي يحاول أعداء الأمة زعزعته وبث الفرقة والخلاف والنيل من وحدته، لذا فإن المواطن المصري يجب عليه ان يكون اكثر وعيا وحدة وصلابة، وأن يعمل على توجيه رسالة لعشاق الإجرام والإرهاب، بأننا شعب واحد وسنبقى في حب وطن واحد، ولذلك فإن ثقافة تعاون ووحدة الصف المصري، يلامسها ويشاهدها كل مقيم وزائر لأرض الكنانة، وكمواطن عماني عاش لحظة من حياته في هذا المجتمع العربي، أتضامن مع أشقائنا المصريين في مصابهم، مستنكرا تلك الأعمال الإرهابية التي تعرض لها المجتمع المصري، ومؤكدا أن مصر أمة لن تتزعزع بإذن الله.