omair-2
omair-2
أعمدة

الاستثمار في المعالم الأثرية والمدن القديمة !

18 أبريل 2017
18 أبريل 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

كنت أتمنى أن يقام مؤتمر الاستثمار في المعالم الأثرية والبيوت القديمة المنتشرة بكثرة في ولايات السلطنة تيمنا بمؤتمر الاستثمار في الثقافة الذي عقد مؤخرا بمشاركات واسعة من الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمهتمين في هذا الحقل الذي تناول تحويل المنتج الثقافي إلى منتج قابل للاستثمار مما سيفتح آفاقا كبيرة نحو التنمية الفكرية والثقافية وكذلك النسق الاقتصادي للبلد، بيد أن واقع الحال فيما يخص مجالات الاستثمار في المواقع الأثرية والبيوت القديمة ذات الملكيات الخاصة لم تحظ بهذا الاهتمام رغم أنها جزء لا يتجزأ من تاريخ عمان العريق وثروة وطنية لا يستهان بها كما أنها قادرة على جلب استثمارات وإيرادات اقتصادية جيدة وأن تساهم في توليد رافد حقيقي للناتج القومي كونها مستهدفة لكافة القطاعات الاقتصادية والسياحية والثقافية ومستقطبة لملايين السياح؛ ذلك أن هذه المعالم والبيوت القديمة تعرضت في الآونة الأخيرة لحالات إهمال وتهميش من قبل ملاكها مما أدى إلى دمار وانهيار مئات منها وسلب ونهب غالبية محتوياتها التي لا تقدر بثمن، فهي في حالة يرثى لها ، وبناء عليه فإنه يحبذ إحالة ملكياتها للمنفعة العامة واستثمارها كمواقع ومدن تراثية تخدم القطاعات الاقتصادية والسياحية.

فعلى الرغم من التكاليف الكبيرة والجهود المبذولة التي قامت بها وزارة التراث والثقافة لترميم وإعادة آلاف القلاع والحصون والأبراج والمباني والأسوار والمساجد القديمة وإدراج العديد منها ضمن قائمة التراث العالمي، إلا أن التحديات ما زالت قائمة لا سيما مع الملكيات القديمة الخاصة بالمواطنين أبرزها فقدان روح التعاون بين أصحاب هذه الملكيات والجهات الرسمية وكذلك عدم رغبة الملاك تسليم بيوتهم للحكومة لترميمها وإعادة الحياة إليها إلا بتعويضات مالية ضخمة أو شروط تعجيزية متعمدة الأمر الذي جعل هذه البيوت عرضة للهلاك والسرقات من قبل تجار الآثار، فعلى سبيل المثال وليس الحصر توجد في محافظة ظفار آلاف المعالم الأثرية والبيوت القديمة ذات ملكيات خاصة فيها تحف وكنوز أثرية نادرة وهي في الأصل كانت مدنا متكاملة تعج بالحياة والنشاط لغاية حقبة السبعينيات بعدها انتقل أصحابها إلى مخططات سكنية جديدة وسلموا بيوتهم للأيدي العاملة الوافدة مقابل حفنة من المال فدمروا وشوهوا أجزاء كبيرة منها ونهبوا كل محتوياتها وحاليا باتت ملجأ للأيدي العاملة السائبة ومواقع لمزاولة الأنشطة المشبوهة وكذلك للحيوانات الضالة والقوارض وباتت حاليا مشوهة للمنظر العام؛ لذا فإننا نناشد الجهات الرسمية الإسراع بالتحرك نحو هذه المعالم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وذلك من خلال عقد مؤتمر يتناول مجالات الاستثمار لهذه الثروة الوطنية وتحويلها إلى مدن تراثية ومزارات سياحية.