salem
salem
أعمدة

نوافـذ :ثروة فكرية

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

الدولة تزخر بالمواهب التي نحتاج إلى البحث عنها وليست هي من تبحث عنا، فإن يكون لديك عالم مخترع، مبتكر، مجيد، متفوق، استثنائي، فهذا يعنى أن لديك ورقة رابحة تضاف إلى رصيد الدولة. في السنوات الماضية وأقصد الـ٤٧ التي هي من عمر النهضة الحديثة مرت علينا أسماء عديدة من هذه الفئة المتفوقة -التي شكل لها بعد ذلك مجلس البحث العلمي- لم تجد الرعاية المبتكرة في ذلك الوقت، فمنها من ترك مشاريع التقنية المتعددة وهجرها، ومنهم من واصل، وبعضهم لا يزال ينتظر. أهمية المبدعين في بلادنا يجب أن تعد من الأولويات كالأمن القومي، وأن تحفزنا أن ننفق على البحث العلمي أكثر مما ننفق على بعض المشاريع الخدمية، فنسبة ما يوجه اليوم إلى تطوير الأفكار لتصبح واقعًا يخدم السلطنة بالتأكيد لا يكفى مطلقًا، وأن كانت المحاولات مستمرة لرفعها، لكن مع الوضع الاقتصادي الحالي فإن الأمر يحتاج إلى معجزة.  دعم المحترفين والمبتكرين ليس فقط ضرورة بل أصبح أولوية فهذه الفئة التي تعاني من تحديات كبيرة لتنفيذ أحلامها، وهي أحلام كل أبناء الوطن؛ لأن الاختراع أو الابتكار يسجل باسم عمان دوليًا، وإن كان يعرف باسم الشخص، وهذا ما يجعل مساندة هذه الفئة أولوية قصوى.

اليوم الدول تبذل كل ما في وسعها ليس فقط لتطوير قدرات المبدعين فيها، بل لجلب مبدعين لينضووا تحت لوائها حرصًا منها على تسجيل أكبر قائمة براءات للاختراعات، وهذا ما يحدث في دول غربية وعربية عدة. المبدع يحتاج إلى البيئة الحاضنة، التي متى ما توافرت استطاع أن يخرج كل ما لديه، ومن الطبيعي أن تفشل محاولاته كما فشلت محاولات «توماس أديسون» مخترع الكهرباء و(جرهام بل) مخترع الهاتف و»جيمس واط» مخترع المحرك البخاري، و»كارل ديزل» مخترع المحرك الميكانيكي، وهي التي أحدثت طفرة في العالم حيث أضاءت الكون وقربت التواصل بين البشر، ووفرت التنقل بين قارات العالم كما ساهمت في تطور البشرية مثل: وليم مورتون مكتشف التخدير، والعالم الكسندر فليمنج مكتشف البنسلين واللذين أحدثا تطورًا مذهلًا في الطب، وفي الطيران، حيث جرأة عباس بن فرناس كأولى المحاولات ثم الأخوين رايت. كل تلك الاختراعات أضاءت الكون وفتحت مستقبلاً مبهرًا للغاية تنعم به البشرية، وهكذا تتواصل تلك الاختراعات من حين إلى آخر عبر التطوير والبناء على ما تم في القرون الماضية.

المخترع في مجتمعاتنا والعالم لا يعادله ثمن أو قيمة فهو إنسان استثنائي لأنه سخر قدراته ومواهبه لخدمة البشرية ويضيف لدولة رصيدًا تاريخيًا وعلميًا وعليه يجب أن ينظر إليه نظرة أخرى استثنائية، وليس صاحب طلب يتقدم بها إلى أحد الوزارات الخدمية. لذلك تحتاج هذه الفئة إلى رعاية في أبحاثها وتطويرها لدعمها وتمكينها من أداء دورها عبر التقاطها والتواصل معها ومحاولة حل ما يعتريها من صعوبات فهناك العشرات من الابتكارات، التي أنجزها طلبه الجامعات والهواة تحتاج إلى النظر إليها كإنجاز وطني لابد من دعمه حتى يري النور؛ لأنه يمكن أن تمثل هذه الابتكارات والاختراعات موردًا للدولة وأن تسهم في جهود عمان على المستوي الدولي في توفير حياة أفضل للبشرية وأن تحفز الآخرين للإبداع، وأن يتواصل بين الأجيال، وأن تشعر المخترع أو المبتكر أن هناك من يقف معه ويسانده.