عمان اليوم

طلبة من جامعة السلطان قابوس يخترعون قميصا يعمل على تبريد الجسم

17 أبريل 2017
17 أبريل 2017

يخفض الحرارة بمعدل 1% كل 5 ثوانِ -

كتب - محمد الصبحي -

أكملت وجدان بنت حمد العلوية مشروع قميص التبريد المعالج بتقنية النانو الذي يعمل على التخفيف من حرارة الشمس أثناء فصل الصيف والتقليل من آثارها على جسم الإنسان، ويستهدف المنتج بشكل خاص العمال المعرضون لأشعة الشمس مثل عمال الشركات والبلدية والنظافة وغيره، وشاركت في تنفيذ المشروع كل من شفاء بنت سعيد الحضرمية وجهينة بنت سيف العميرية وإلهام بنت خلفان الندابية.

تقنية النانو

ويدمج منتج قميص التبريد بين فكرتين من خلال معالجة مادة عضوية بتقنية النانو،حيث أن المادة المصنعة للمشروع تمتلك خاصية جديدة وهي امتصاص الحرارة، أي أن بمجرد عرضها لأي مصدر حراري سواء من البيئة المحيطة مثل أشعة الشمس أو من الجسم تقوم بامتصاصها وتبريد الوسط المحيط بها.

كما أن الفكرة مستوحاة من قميص آخر يدعى بقميص «NASA»، يمتلك هذا القميص خاصية تميزه بالقدرة على امتصاص وتبخير الماء بمجرد تعرضه للماء وبسرعة هائلة، فلا يتبلل مرتدوه. وقام الفريق القائم على المشروع باستخدام أقمشة لها خواص شبيهة بأقمشة قميص NASA لإنتاج القميص، والهدف من استخدام الأقمشة منع دخول الماء إلى المادة المعالجة بالنانو، ومنع تسرب المادة من القميص.

وتم تصميم القميص ليكون زيا رسميا لأي عامل،كذلك فهو متناسب أيضا مع آلية توزيع طبقات المادة المعالجة بالنانو مع أقمشة NASA، حيث قام فريق العمل بوضعها على شكل مستطيلات موزعة على مناطق إطلاق الحرارة من الجسم.

7 شركات

وأوضحت نتائج اختبار منتج قميص التبريد أن القميص بإمكانه خفض 1 درجة سيليزية كل 5 ثوان عند تعرضه لأي مصدر حراري، الأمر الذي دفع ب7 شركات في السلطنة إلى تبني المشروع وإنتاجه والعمل على تطويره مع فريق العمل القائم على المشروع.

كما أن أهم الآثار الإيجابية من هذا المشروع هي شعور العمال بالراحة أثناء العمل مما يحفزهم على إنجاز المزيد في وقت زمني أقصر، وهذا قد يوفر على المؤسسة عدد ساعات العمل لكل عامل. هنالك العديد من التطبيقات الأخرى لهذا المشروع ومن أهمها عملية تبريد مقاعد السيارة أو أي من ملحقاتها الداخلية المعرضة بشكل مباشر لأشعة الشمس. أيضا من الممكن إضافة فكرة هذا المشروع إلى أنظمة العزل الحراري لأنابيب المياه في المنازل.

هذا المشروع هو من أحد تطبيقات علم النانو- تقنية الصغائر- الذي يختص بدراسة معالجة المادة على المقياس الذري والجزيئي. تهتم تقنية النانو بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر وهو جزء من الألف من الميكرومتر أي جزء من المليون من الميليمتر. عادة تتعامل تقنية النانو مع قياسات بين 0.1 إلى 100 نانومتر أي تتعامل مع تجمعات ذرية بين خمس ذرات إلى ألف ذرة. وهي أبعاد أقل كثيرا من أبعاد البكتيريا والخلية الحية. وأحيانا تفاجئنا المواد المعالجة بهذه التقنية بخصائص جديدة لم نكن نعرفها من قبل، مما يفتح مجالات جديدة لاستخدامها وتسخيرها لفائدة الإنسان.