983380
983380
تقارير

اليابان تبحث امتلاك قدرة هجومية وسط استفزازات كوريا الشمالية

13 أبريل 2017
13 أبريل 2017

طوكيو- تاكيهيكو كامباياشي - (د ب أ): في الوقت الذي تواصل فيه كوريا الشمالية إجراء تجارب خاصة بصواريخ باليستية من حين لآخر، يدرس الحزب الحاكم الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي حاليًا تطوير القدرة على ضرب قواعد العدو.

وكثفت كوريا الشمالية مؤخرًا برامجها النووية والصاروخية، وأجرت تجربتين نوويتين وأطلقت نحو 20 صاروخًا باليستيا العام الماضي وحده. وفى مطلع مارس الماضي، اطلقت بيونج يانج أربعة صواريخ باليستية، ثلاثة منها سقطت في المياه الاقتصادية الخالصة لليابان.

وأعرب وزير الدفاع الياباني السابق ايتسونوري اونوديرا، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، أن كوريا الشمالية لديها «صواريخ نووية أكثر إحكامًا وأكثر قدرة، وقد شهدنا زيادة كبيرة في قدرة الصواريخ البالستية الكورية الشمالية».

ورحب الجنرال ناكاتانى، وهو وزير دفاع ياباني سابق آخر، بقيام الولايات المتحدة بنشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي للارتفاعات العالية (ثاد) في كوريا الجنوبية، وأعرب عن تقديره لتعاون الدولتين من أجل التعامل مع تهديد كوريا الشمالية المتنامي.

وقال ناكاتاني: إن اليابان «تحتاج إلى تعزيز قدراتها الدفاعية في مجالات الكشف والاعتراض والهجوم المضاد». ويرى عدد من المشرعين المحافظين من الحزب الديمقراطي الليبرالي، ومن بينهم ناكاتاني واونوديرا، أن اليابان تحتاج للحصول على «القدرة المضادة» ضد الهجمات، ولكن ليس القدرة على «توجيه ضربة استباقية».

وقال اونوديرا: «إنه من الأهمية بمكان تحييد العدو من خلال شن هجمات مضادة لمنع إطلاق الصاروخ الثاني أو الثالث».

وحث اونوديرا بالفعل الحكومة اليابانية على نشر منظومة ثاد ومنظومة الدفاع الصاروخي ايجيس التي يتم نصبها على الأرض، من بين معدات عسكرية أخرى.

ويقول النقاد: إن هذه الخطوة تنتهك دستور البلاد، الذي ينبذ الحرب، بيد أن اونوديرا يعتقد أنها «تندرج في إطار الدفاع عن النفس». وتحظر المادة التاسعة من الدستور استخدام القوة لتسوية المنازعات الدولية.

وأعادت حكومة آبي بالفعل تفسير الدستور السلمي، مما يسمح للجيش بالدفاع عن الحلفاء الذين يتعرضون للهجوم.

وانتقدت الصين، التي عارضت بشدة قيام الولايات المتحدة بنشر منظومة ثاد في كوريا الجنوبية، اقتراح المشرعين اليابانيين.

وقال وو تشيان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني في بكين، في مؤتمر صحفي: «إن الصين تعارض أي تحرك من جانب أي دولة لاستخدام قضية الصواريخ (الكورية الشمالية) كذريعة لتعريض أمن الدول الأخرى والاستقرار الإقليمي للخطر». وقد عقد الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول محادثاتهما المباشرة في فلوريدا يومي السادس والسابع من شهر ابريل الجاري. وقال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: إن الرئيسين الأمريكي والصين أكدا على أهمية خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، واتفقا على زيادة التعاون دون التوصل إلى ترتيبات محددة في هذا الصدد.

وفي الوقت الذي حثت فيه واشنطن بكين على بذل المزيد من الجهود للتعامل مع البرنامج النووي لبيونج يانج، قام ترامب بنشر مجموعة من السفن الحربية الأمريكية، بما في ذلك حاملة الطائرات كارل فينسون، باتجاه شبه الجزيرة الكورية، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.

وتأتى عملية الانتشار الأمريكية بعد أيام من الضربة الصاروخية الأمريكية ضد قاعدة جوية في سوريا، ردًا على هجوم كيماوي مزعوم على مدنيين.

وردًا على سؤال حول ما إذا كانت الضربة ضد سوريا هي رسالة إلى كوريا الشمالية، قال تيلرسون لشبكة «أيه بي سي» يوم الأحد الماضي إن «الرسالة التي يمكن أن تضعها أي دولة في الحسبان هي /‏‏ إذا انتهكت دولة القواعد الدولية، وإذا انتهكت الاتفاقات الدولية، وإذا لم تف بالالتزامات، وإذا أصبحت تشكل تهديدًا للآخرين، فإن من المرجح أن يكون هناك رد على ذلك في مرحلة ما».

وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت في الخامس من شهر أبريل الجاري صاروخًا باليستيًا قبيل اجتماع ترامب وشي. وأدت هذه الخطوة إلى توبيخ سريع من جانب طوكيو، التي قالت: إن بيونج يانج انتهكت مرة أخرى قرارات مجلس الأمن الدولي. وعقب إطلاق الصاروخ، قال ترامب هاتفيا لآبي: «إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة»، وفقًا لما ذكره رئيس الوزراء الياباني. ووصف آبي كلمات ترامب بأنها مطمئنة. غير أن المحللين قالوا: إن أي هجوم أمريكي على كوريا الشمالية يمكن أن يستفز انتقامًا كبيرًا ضد اليابان وكوريا الجنوبية حيث يتمركز عشرات الآلاف من القوات الأمريكية.

ويقول المحلل السياسي مينورو موريتا: «لا يفهم آبي الخطر الكبير»، وأضاف: «إنه وكثير من المشرعين الآخرين في الحزب الديمقراطي الليبرالي يعتقدون أن اليابان آمنة طالما أنها تعتمد على الولايات المتحدة. أنهم سذج».

وتابع: «عندما يبحث آبي كيف يمكنه حماية شعبه، فإنه يحتاج إلى القيام بذلك مع الوضع في الاعتبار العديد من وجهات النظر المختلفة».