أفكار وآراء

مبادرات ريادة الأعمال

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

بخيت بن مسن الكثيري -

استثمار طاقات الشباب وتشجيعها في الأعمال والأنشطة الإنتاجية من أهم المرتكزات التي نعول عليها لنشر ثقافة الأعمال الحرة واستثمار الفرص المجزية بالسوق المحلية، وهناك جهود حثيثة تبذل في هذا الجانب وتوجد قصص نجاح مشرقة لكثير من أبناء هذا الوطن لاستثمار طاقاتهم في هذا المسار الطموح خاصة نشاط معارض الأسر المنتجة، وريادة الأعمال الخاصة بمنتجات وصناعات المرأة التي تمثل منصة تجارية لتسويق منتجاتها ونقطة انطلاق الأعمال الحرة، وقد كانت لي فرصة الاطلاع على مبادرات خلال الفترة الماضية لمجموعة من صاحبات الأعمال والأسر المنتجة في محافظة ظفار بمدينة صلالة وهي تعطي نموذجا طيبا لعزيمتهن وجهودهن في طرح مبادرات تعود بالمنفعة على دخل الأسرة ومجتمعها من البيئة المحلية.

وقد ساهمت هذه المبادرات في تشجيع وتمكين أعداد متزايدة من صاحبات الأعمال الناجحات والجادات في الأنشطة التجارية من خلال هذه المعارض خاصة في المناسبات والأعياد بالرغم من المنافسة غير العادلة من الأيدي العاملة الوافدة والتجارة المستترة التي تسيطر على مفاصل هذه الأنشطة التجارية.

ومن هذا المنطلق نتطلع إلى دعم وتطوير فكرة المعارض التجارية (الأسر المنتجة وريادة الأعمال الخاصة بمنتجات المرأة) في كافة المحافظات نظرًا للفرص التجارية في هذا النشاط الذي يتأثر بمنافسة غير متكافئة من التجارة المستترة الذي يشكل عائقًا حقيقيًا على مشوار نجاح أبنائنا الشباب والشابات في الأعمال الحرة واستثمار الفرص السانحة.

فنتأمل من الجهات ذات العلاقة التي تبذل جهودًا في هذا الجانب مزيدًا من العمل والتواصل لتذليل المعوقات أمام المشاركة في هذه المعارض في ظل ما لمسته من جدية وإصرار من الأخوات صاحبات الأعمال والأسر المنتجة في إقامة هذه الفعالية وتحملهن التكاليف المالية.

ونعلم أن هذه الأنشطة لها تأثير إيجابي في نشر ثقافة العمل الحر في المجتمع وتحفيز طاقاته الإنتاجية وتشجيعها بالدعم والحوافز تعتبر مفتاح النجاح لتحقيق نشر ثقافة ريادة الأعمال لشريحة الشباب في اقتناص الفرص التجارية بالسوق المحلية واستثمار أدوات التراث المحلي المادي والمعنوي بمفهوم اقتصادي حديث وأفكار تسويقية جذابة يكون لها مردود إيجابي على المواطن والأسرة في تحفيز طاقة أفراده الإنتاجية بالأنشطة التجارية والمنتجات التراثية والحرفية ودعمها في تسويق هذه المنتجات في الفعاليات والأسواق الداخلية والخارجية وكذلك من قبل المرافق السياحية وقطاع الفنادق في شراء هذه الصناعات الحرفية وتسويق الأكلات الشعبية ضمن قوائم الطعام بهذه المرافق لتعكس الهوية العمانية وتراثها الأصيل.

ونتأمل من جميع أطياف المجتمع مساندة هذه المبادرات وتشجيع ثقافة العمل الحر وتمكينهم من دخول الأسواق المحلية التي ما زال كثير من أنشطتها ترزح تحت عباءة التجارة المستترة من القوى العاملة الوافدة. ونرجو مزيدًا من الدعم والتواصل مع أصحاب هذه المبادرات وإعطائهم الأولوية في العقود والمشتريات الرسمية من أجل دعم عزيمة هؤلاء الشباب وتشجيعهم ونجاح أعمالهم بالسوق المحلية وكذلك القطاع الخاص أن تكون له بصمة في دعم هذه المبادرات وفتح المجال بعرض خدماتهم ومنتجاتهم في المراكز والمرافق السياحية والفنادق لتسويق الصناعات الحرفية والأكلات الشعبية ضمن قوائم طعامها والتعاقد مع أصحاب هذه المبادرات. فهذه المرحلة تتطلب من جميع القطاعات العامة والخاصة وقفة وطنية لمساندة الشباب الجادين في الأعمال الخاصة، وتمكينهم بالسوق المحلية ونحن على ثقة بحرص هذه الجهات على تحقيق هذه التطلعات والأهداف.