Untitled-3
Untitled-3
مرايا

لوحات «الخداع البصري» تحول دبي إلى متحف «ثلاثي الأبعاد»

12 أبريل 2017
12 أبريل 2017

Untitled-4

بمشاركة فنانين من مختلف دول العالم -

من يتجول في شوارع دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، يرى أنها تحولت إلى متحف مفتوح للفنون التشكيلة والرسوم ثلاثية الأبعاد.ففي مارس من كل عام تدعو دبي مشاهير الرسوم ثلاثية الأبعاد من مختلف دول العالم، ليبدعوا ويتنافسوا في رسم مجسمات ولوحات في المناطق السياحية بالمدينة في مسابقة دولية ومهرجان لرسوم الشوارع يسمى «دبي كانفس»، ولعل أبرز هؤلاء الفنانين مؤسس ورائد فن الرسم ثلاثي الأبعاد الأمريكي كيرت وينر، الذي تعرض أعماله في أكثر من 30 دولة حول العالم.

وابتكر وينر فن الرسم ثلاثي الأبعاد في عام 1984، حيث استلهم فكرته من مزج العناصر الأوروبية الكلاسيكية مع الأنماط الحديثة ليعطي أعماله بعداً جديداً ومبتكراً، لتبدو لوحاته وكأنها تخرج من الأرض أو تسقط في أعماق المياه، عند النظر إليها من زاوية محددة.

وقال وينر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه رسم لوحات في دبي تخاطب حس المغامرة والسفر الذي تتمتع به المدينة، كونها إمارة متعدد الثقافات وعالمية الطابع. وفي عام 2014 دخلت إحدى لوحات وينر موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية كأكبر لوحة رسم ثلاثية الأبعاد في العالم، كما تنشر أعماله في المجلات الفنية العالمية المتخصصة، وتعرض في عدد من الأفلام الوثائقية منها الفيلم الحائز على جائزة مسابقة «الناشيونال جيوجرافيك» لروائع الرسم ثلاثي الأبعاد باستخدام الطباشير.

كما استقطبت دبي مجموعة من أشهر فناني الرسم ثلاثي الأبعاد والخداع البصري من مختلف دول العالم، ومن بينهم الهولندي ليون كير، والبرتغالي سيرجيو أوديث، والإنجليزي فاناكابان، والذين ينتمون لمدرسة العمل في الأجواء المفتوحة والتفاعل المباشر مع الجمهور.

ويعتبر الهولندي ليون كير، أحد رواد فن الجداريات الواقعية في العالم، وأشتهر بمهارة كبيرة تمكنه من استخدام خليط من التقنيات الفنية والمواد والخامات المختلفة، مثل الإكريليك، والأشرطة اللاصقة، التي تعد من أحدث الوسائل التعبيرية التي يوظفها الفنان بحرفية عالية لتكوين ملامح الصور ودرجات الظلال بأسلوب مبهر إلى جانب مجموعة متنوعة من الألوان والخامات.

ومن ابرز المناطق التي زينت باللوحات ثلاثية الأبعاد في دبي، منطقة ممشى جميرا السياحي، وهو ممشى يستقبل آلاف السائحين والزوار يوميا من مختلف أنحاء الإمارات، ومن دول أوروبية وآسيوية، وعربية، للاستمتاع بشاطئ الخليج.

وبين متاجر سوق الممشى ودور السينما، يفترش الفنانون الأرض، وفي أيديهم عبوات ضخمة من الألوان المختلفة، وأدوات الرسم، ويمضون أياما عدة يواصلون الليل بالنهار ليبدعوا لوحات تحظى بإعجاب الزوار، ويتراصون حولها لالتقاط الصور التذكارية.

أيضا في شارع الثاني من ديسمبر، وهو أحد الشوارع الرئيسة في منطقة بر دبي، تنتشر اللوحات التشكيلية الضخمة بطول الشارع الذي يمتد إلى ما يزيد عن ثلاثة كيلو مترات، ضمن خطط دبي للتحول إلى متحف مفتوح.

وضمن تلك الخطط، دعا المكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع بلدية دبي، مجموعة من أهم وأشهر رسامي الجداريات في العالم قاموا بتنفيذ 16 جدارية مستلهمة من تاريخ الإمارات وتراثها الثقافي والاجتماعي وقدموها بأسلوب إبداعي يتماشى مع المشهد الحضاري للإمارة.

وقد شارك في هذه المرحلة نخبة من الفنانين العالميين المنتمين إلى مختلف المدارس الفنية مثل الألماني كايس ماكلايم، والليتواني ايرنست زاتشاريفتش، والفرنسي سيث، والروسية جوليا فولتشكوفا، وغيرهم من دول متفرقة وجدوا في تراث الإمارات مصدر إلهام لأعمال مميزة.

وأبدى سائحون وزوار لدبي إعجابهم الشديد بالجداريات الفنية واللوحات التي تزين شوارع الإمارة، وتغطي واجهات مباني عملاقة.

وقالت السائحة البريطانية لويزا جير لوكالة الأنباء الألمانية أن مشاهد اللوحات ثلاثية الأبعاد أثارت دهشتها كونها تعطي انطباعا للشخص أنه في منطقة حقيقية.

وتضيف «شاهدنا لوحات لشلالات مياه، وأخرى لبالونات ضخمة ومناطيد، أشبه بالحقيقية، ووقفنا كثيرا أمامها لنتأملها». أما فدوى حسين، وهي مصرية تقيم في إمارة الشارقة، فقالت إنها جاءت خصيصا إلى دبي لتشاهد مشاهير الجرافيتي واللوحات ثلاثية الأبعاد، وهم يبدعون لوحاتهم في شوارع دبي. وتكمل «اصطحبت أبنائي، وهم في مراحل دراسية مختلفة، ليشاهدوا الفنانين وهم يحولون الجدران إلى رسوم خيالية، وأخرى تنتمي لفن الخداع البصري، وهي لوحات تثير الإعجاب والدهشة، وتنشر البهجة بين الجميع».